TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
متى يتوقف العنف الجامعي
15/12/2016 - 4:00am

طلبة نيوز- د.صلاح جرار 

العنف الذي يندلع في الجامعات بين الحين والحين له مصادر عدّة تبدأ من الظروف الأسريّة وغياب المتابعة والمراقبة وتمرّ من خلال رفاق السوء في الحيّ و المدرسة، غير أنّ الطالب مهما كانت سيرته في العنف وسوء التربية حافلة، لا بدّ له أن يبدأ مرحلة جديدة من حياته ذات سلوك مختلف ومتطوّر إيجابياً، فالأصل أن يصل الطالب إلى الجامعة بعد أن تكون أخلاقه وسلوكه قد خضعت للتهذيب في مراحل الدراسة السابقة، لكنّه إذا التحق بالجامعة وكان قد علق به شيء من سوء الخلق والسلوك فإنّ عليه أن يلقي بها على بوابة الجامعة قبل أن يدخلها، فيدخل إلى الجامعة وقد تحلّى بصفات الطالب الجامعيّ من تمسّك بالأدب السليم والخلق القويم و التعامل اللائق والاحترام لجميع من يتعامل معهم في الجامعة، طلبة وإداريين وعاملين وأساتذة، والطالب الذي يرى نفسه غير قادر على التحلي بهذه الصفات النبيلة فلا أحد يلزمه بالالتحاق بالجامعة، وإن أصرّ هو أو أهله أن يزجّوا به داخل الجامعة وهو على ما هو عليه من سوء الخلق والسيرة والسلوك، فإنّ على الإدارات الجامعية أن لا تتساهل معه في أي مخالفة يرتكبها صغيرة كانت أم كبيرة، فالجامعة ليست ساحة للمشاحنات أو تصفية الحسابات أو تحصيل الثارات أو إثارة الفتن والنزاعات، فرسالة الجامعة هي النقيض تماماً لهذا السلوك الهدّام، فهي تعنى بصقل شخصية الطالب وتشكيل وعيه والارتقاء بمستواه الفكري والاجتماعي، وهي التي ترفد المجتمع بما يحتاج إليه من خرّيجين مؤهّلين يعوّل عليهم في بناء المجتمع وتطوره والنهوض به، فكيف يمكن أن ينهض هؤلاء الخرّيجون بهذه المسؤولية الوطنية المقدسة إذا كانوا قد لجأوا إلى العنف والمشاجرات لحلّ خلافاتهم الصغيرة مع زملائهم وانتهكوا حرمة الجامعة التي لها الفضل في تعليمهم وتأهيلهم؟!

غير أنّ المعضلة التي تعاني منها الجامعات عند وقوع المشاجرات الطلّابية وعند معرفة الطلبة المتسببين بالمشاجرات، هي تدخّل الوجهاء و المتنفذين وممارسة الضغوط عل الإدارات الجامعية لعدم إيقاع أي عقوبات على هؤلاء الطلبة، وقد يلجأ بعض أصحاب النفوذ هؤلاء إلى تهديد الإدارات الجامعية أو التلميح بمثل هذا التهديد، وتكون لديهم المقدرة الفعلية على الإساءة لإدارة الجامعة أو حتى تغييرها. 

هذا إلى جانب عوائق أخرى كثيرة أمام تمكين الإدارات الجامعية من إيقاع العقوبات الملائمة على المتسببين والمحرّضين والمشاركين.

ولكن قبل الدعوة إلى عدم التساهل في موضوع العقوبات، لا بدّ من اتخاذ الإجراءات الوقائية الكفيلة بمنع حدوث المشاجرات، نحو قيام العمادات والأقسام الأكاديمية بوضع برامج لتعزيز انتماء الطلبة لجامعتهم وتخصصاتهم وإقناعهم بأهمية التخصصات التي يلتحقون بها، وكذلك توجيه الطلبة إلى إعداد الأبحاث باعتبارها متطلباً من متطلبات النجاح في المواد المخلتفة.

أمّا فيما يتصل بالتدخلات التي تحول دون تطبيق القوانين والأنظمة على الطلبة المخالفين فإنني أدعو إلى تحريم التدخل من أي جهة وتجريمه، والنظر إلى أمن الجامعات بوصفه أمناً وطنياً، وأن أيّ مساس به هو مساس بأمن الوطن، بدليل أن أي مشاجرة تحدث في أي جامعة غالباً ما تؤدي إلى خلق شحناء بين أبناء المجتمع خارج الجامعة ولا ينحصر تأثيرها في الجامعة فقط.

التعليقات

دكتور من احدى ج... (.) الخميس, 12/15/2016 - 10:52

قد يتوقف العنف الجامعي عندما تدار الجامعات على انها مؤسسات وليست مزارع يملكها الرئيس و حاشيته.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)