TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
التعليم العالي صراعات أم إصلاحات يا دولة الرئيس؟
21/06/2015 - 2:45am

طلبة نيوز- الاستاذ الدكتور عدنان مساعده*

لنعترف وإن كانت الحقيقة مرة أن الجامعات أصبحت تفقد من إستقلاليتها وأن هيبة الإدارة الجامعية أصبحت في مهب الريح، وخصوصا بعد أن ظهرت موضة تشكيل لجان التقييم هنا وهناك من قبل مجلس التعليم العالي التي من نسمع عنها من قبل عبر مسيرتنا الاكاديمية، حيث كان الأمر مناطا بمجالس أمناء الجامعات. وعلى سبيل المثال فان جامعة العلوم والتكنولوجيا الاردنية، ومن خلال معرفتي وبمنتهى الأمانة فقد إستمرت مسيرة البناء والتطور والتوسع في مختلف المرافق حيث حرصت إدارة الجامعة وكل العاملين فيها على توفير بيئة تعليمية متميزة، يرافقها بيئة جمالية خضراء نظيفة، وحظيت الجامعة بشرف التكريم الملكي السامي حيث منحها جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين وسام الحسين للعطاء والتميز الذي جاء تقديرا من جلالة راعي الإبداع والتميز لهذا الصرح العلمي الوطني. واستطاعت الجامعة  أن تترجم رؤية جلالة الملك وتوجيهاته فكانت بحق منارة علم وفكر وحاضنة وعي وإحترام للتنوع بعيدا عن أفق ضيق متزمت والإنطلاق إلى فضاءات المعرفة وتقبل الآخر بانفتاح واع وعقلية متطورة ترفض الجمود وتسعى للتجديد والتحديث.

ولكن المتابع للمشهد من ألفه الى يائه، يصدم بما آلت إليه نتائج التصويت التي ظلمت فيه جوهرة الجامعات من قبل بعض أعضاء مجلس التعليم العالي الذين صوتوا بعدم التجديد للدكتور عبد الله ملكاوي لدورة ثانية وظلمت كذلك هيبة ادارة الجامعة دون وجه حق حيث ان تقرير اللجنة المشكلة برئاسة دولة الدكتور عدنان بدران كان ايجاببا، وكان رأي بعض أعضاء مجلس التعليم العالي مخالفا، مما يفسر ان هناك قوى ضاغطة تتناولها الاوساط الاكاديمية تدخل ضمن دائرة الصراعات التي نجحت في تشويه صورة المشهد الحقيقي لادارة الجامعة لغاية في نفس يعقوب (مجلس التعليم العالي) مع ان الواقع غير ذلك فجوهرة الجامعات حققت نجاحات وكان آخرها تصدرها للموقع الأول في امتحان الكفاءة بين الجامعات الاردنية إضافة الى تميزها بالإستقرار الأكاديمي والمالي وخلوها من كل مظاهر العنف.

إن بوصلة مجلس التعليم العالي قد انحرفت مرة أخرى بعدم التجديد لرئيس جامعة اليرموك الدكتور عبد الله الموسى الذي نجح هو الآخر متابعة انشاء كليات جديدة مثل كلية الطب والصيدلة ونجح ايضا في تحقيق الاستقرار المالي لها بتخفض مديونيتها بدرجة جيدة. لقد أصبحت الأوساط الأكاديمية تنتقد أداء مجلس التعليم العالي لأنه ساهم في زعزعة وهيبة الإدارة الجامعية برمتها، فهل مجلس التعليم العالي إلتزم الحياد والموضوعية؟ وهل الإمتناع عن التصويت يصب في صالح تطوير التعليم العالي والاصلاحات التي نتشدق بها منذ فترة طويلة ولم نلمس تطورا حقيقيا لمسارات التعليم العالي سوى قوى تتصارع هنا وهناك ويكون ضحية ذلك الذين يعملون ويحافظون على انجازات مؤسساتهم كما حصل مع الملكاوي والموسى. وأتساءل كما يتساءل معي الكثيرون هل أصبح دور مجالس الأمناء مغيبا في هذا الشأن في ظل تغول مجلس التعليم العالي على إدارة الجامعات وعلى مجالس أمنائها كما أشار الى ذلك معالي وزير التعليم العالي؟  حيث أن من صلب عمل مجالس الأمناء ترسيخ إستقلالية الجامعات لننأى بهذه  المؤسسات الوطنية عن صراعات ممن يسمّون أنفسهم بأقطاب التعليم العالي كما يتردد في الأوساط الأكاديمية. ان ما آلت إليه الأمور يا دولة الرئيس لا يخدم مسيرة التعليم العالي في أردننا الغالي ولنحافظ على تلك المؤسسات الناهضة كجامعة العلوم والتكنولوجيا الاردنية التي لا يختلف عليها منصفان يتسمان بالموضوعية ومراعاة الصالح العام وتغليب مصلحة التعليم في أردننا على كل الدعوات الضيقة والجامدة التي تستند الى القتل المعنوي وتشوية صورة شخصيات المخلصين الذين حققوا نجاحات كبيرة، حيث ينطلق هذا التشويه من أنانية منفرة أو شوفانية مقززة تسعى الى قلب الحقائق التي أصبحت لاتنطلي أحد في الوسط الأكاديمي النظيف والموضوعي. واذا أردنا أن نضع الأمور في نصابها الصحيح وأن نعيد لها التوازن والأنصاف فمن العدل والحكمة ان نحفظ للإدارة الجامعية هيبتها وألقها لأنها مؤتمنة وتحمل رسالة عظيمة تجاه بناء الأجيال، بل وبناء المستقبل في مختلف مسارات الحياة. لا نريد ان ننعى التعليم العالي في ظل التخبط الذي نشهده كما كتب من قبل البعض، وكما يتردد من قبيل الدعابة الجادة من قبل العاملين في الحقل الأكاديمي أقامة خيمة عزاء مقابل مسجد الكالوتي لما آلت إليه المشاهد الاخيرة من النيل من الإدارة الجامعية بكل مستوياتها ومنها التقليل من شأن شخصية رئيس الجامعة الاعتبارية. فهل يا دولة الرئيس نمتلك القدرة لإعادة الهيبة من جديد لمؤسساتنا التعليمية ورموزها التي عملت بصدق وضمير، ولنتذكر قول أحد الفلاسفة الذي خرج من شرفته يخاطب الناس بعد ان رأى تراجعا في التعليم في بلاده قائلا: أيها الناس اذا سقط العالِم (بكسر اللام) سقط العالم (بفتح اللام) فهل نحن فاعلون؟ من أجل أن تبقى جامعاتنا منارات علم وحاضنات وعي وفكر ونهضة كما وصفها قائد مسيرة العلم والعلماء جلالة سيدنا الملك المعزز عبد الله الثاني بن الحسين أعزه الله وأدام ملكه. 

 

 

* أستاذ جامعي/جامعة العلوم والتكنولوجيا الاردنية

التعليقات

يرموكي متميز (.) الأحد, 06/21/2015 - 04:58

الاستاذ الدكتور عدنان مساعدة المحترم
ارجوك... أنت لا تعرف ما حدث ويحدث في جامعة اليرموك حتى تدافع عن إدارتها دفاع الفرسان ، دعك من شان جامعة اليرموك فأهل مكة أدرى بشعابها ولا بأس أن تتحدث عن انجازات جامعة العلوم. وشكرا لك لأنك لم تأت على ذكر جامعة الحسين بن طلال ، لأنهم أيضا أدرى بشؤونهم من الآخرين ممن هم خارجها. وشكرا لك.

استاذ جامعي ايض... (.) الأحد, 06/21/2015 - 05:17

عفوا حضرة الزميل فاني اخالفك الرأي،
تصدر جامعة العلوم للموقع الأول في امتحان الكفاءة بين الجامعات الاردنية يدل على كفاءة اساتذة الجامعة وطلابها وكان الطلاب سيحصلوا على نفس الموقع لو كان رئيسها استاذا أكاديميا آخر. والاستقرار الجامعي الذي تحظى به غير مرهون بشخص في عينه والدليل ان الاستقرار ذاته استمر في عهد القائم بأعمال الرئيس.
أذكر بأن رئيس جامعة العلوم المنتهية مدته قد حصل على ثلاثة اصوات فقط من اصوات اعضاء مجلس التعليم العالي، في حين حصل رئيس جامعة اليرموك على خمسة اصوات لمصلحة التجديد له. فهل مغزى خلط الاوراق هنا فرط مجلس التعليم العالي لأنه يقول كلمته؟ وهل لو وافق هوى البعض لصفقوا له واثنوا على أدائه.
هيبة المؤسسات مصونة بأساتذتها وطلابها وادارييها ولا يعتبر الكلام واقعيا اذا ربط انهيار مؤسسة تعليمية خاصة او عامة بتغيير رئيسها. والأمثلة من الماضي قائمة. فالعديد من رؤساء الجامعات مضوا وبقيت المسيرة مستمره.
أضرع الى الله أن يمن بالخير على جامعة العلوم وكل جامعات الوطن عامة.

JUST (.) الأحد, 06/21/2015 - 10:47

لا اتخاف على منصبك في التكنو يا دكتور

موظف مالي (.) الأحد, 06/21/2015 - 10:53

من أجل أن تبقى جامعاتنا منارات علم وحاضنات وعي وفكر ونهضة كما وصفها قائد مسيرة العلم والعلماء جلالة سيدنا الملك المعزز عبد الله الثاني بن الحسين أعزه الله وأدام ملكه.

أمر غريب (.) الأحد, 06/21/2015 - 11:19

غريب أمر هذا المقال، يتحدث عن تشكيل اللجان واصفا إيها بالموضة ، ألا يعلم الكاتب أن هذه اللجان منصوص على تشكيلها في قانون التعليم العالي ، على أي كاتب أن يقرأ ما يكتب أولا قبل أن يبعثه للنشر ، فيا دكتور يا كاتب المقال أنت تخاطب أساتذة وموظفين جامعات .
يا حرام حزنتني كثير !!! المظلومين في هذا المقال هما الدكتور عبدالله الملكاوي والدكتور عبدالله الموسى ، فكيف يصنف الكاتب المحترم الدكتور طه الخميس رئيس جامعة الحسين ؟
أعتفد أنه صنفه بأنه غير مظلوم ومجلس التعليم العالي معه حق بعدم التجديد له .
لك يا دكتور من وراء هذا المقال غاية ، ارجو الله الا تتحقق.

د. محمود الصماد... (.) الأحد, 06/21/2015 - 11:24

المشكله ليست في دولة الرئيس ولا وزير التعليم العالي ولا في تقييم رؤساء الجامعات, تقييم رئيس الجامعة مهم جدا, لقد رئينا سابقا عندما كان التجديد تلقائي فتحولت الجامعات لمزارع خاصة لمدة 8 سنوات وربما تحتاج 80 سنه لاصلاح ما تم افساده. المشكله معروفه في أعضاء مجلس التعليم العالي الحالي وخاصة عندما يكوتون في لجان التقييم, اجندات خاصة ولوبيات مع اطراف اكاديمية الان خارج الساحة لتصفية حسابات وآخر ما تفكر فيه مصلحة الجامعات, بعض المنتقدين لأداء رؤساء الجامعات هم رؤساء جامعات سابقون كان أدائهم وهم رؤساء جامعات سيئ جدا, كانت جامعاتهم متصدرة للعنف الجامعي و مستوى مالي وتعليمي وبحثي متدني جدا لجامعاتهم, الامر فقط مجرد لوبيات عند البعض ونحن في الوسط الاكاديمي نعرف ذلك جيدا. أعتقد انه من الضروري تقييم أعضاء مجلس التعليم الحالي أولا وتشكيله من جديد قبل تقييم رؤساء الجامعان!!!

الاصلاحات (.) الأحد, 06/21/2015 - 14:23

الاصلاحات بتبدأ عندما يكون عميد كلية الصيدلة تخصصه صيدلة وليس كيمياء
الناس لما بتحكي عن الاصلاح بتنسى حالها

يا (.) الأحد, 06/21/2015 - 15:54

ذكرتني المقالة بمقولة الاطفال الشعبية : يا لعيب يا خريب

احمد حمدان (.) الأحد, 06/21/2015 - 21:16

الموضوع اخذ اكثر من حجمه
و لماذا هذا التباكي و هز الذنب
ألا يوجد في الاردن غير هذين الشخصين
افرض يا اخي انهم ماتوا ألا تستطيع الجامعات ان تنجب البديل
هذا الموقع موقع يشوب عمله النظرة الجهوية الضيقه مع كل اسف

أكاديمي (.) الاثنين, 06/22/2015 - 00:10

أحسنت دكتور عدنان مساعده وشكرا على ما تتحفنا به من تحليل موضوعي ومنصف يراعي مصلحة مؤسساتنا الناجحة.

طلبة نيوززززززز... (.) الاثنين, 06/22/2015 - 13:43

اين التعليق يا انيوز الحرررررررررررررررررررررررررر

جهة متطلّعة (.) الثلاثاء, 06/23/2015 - 00:17

كل الاحترام للأستاذ الدكتور مساعدة على المقال الراقي كشخصك وعلى سعة اطلاعك.. وأرى ان الكثير من الذين لا يملكون المعرفة الكافية عن حيثيات الموضوع أصبحوا يهرفون بما لا يعرفون .. سلمت يمناك ونراك في أعالي القمم

عضو هيئة تدريس (.) الثلاثاء, 06/23/2015 - 00:32

تقرير لجنة جامعة التكنولوجيا لم يكن لصالح الرئيس السابق.لم يكن اصلا شيء اسمه تقرير لجنه.وما كتب والتسريبات تشير ان اللجنه لم تجتمع، واحد انسحب والثاني كتب رساله والثالث حكى تقرير موضوعي اخذ به المجلس والسلام عليكم

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)