TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
تعليمات الترقية في اليرموك بين الجدل والواقع
28/11/2016 - 6:45am

تعليمات الترقية في اليرموك بين الجدل والواقع
د. امل نصير

نسمع في مناسبات كثيرة عن جدوى البحث العلمي في الجامعات الأردنية، ومدى فائدته في حل المشكلات الاجتماعية والاقتصادية الوطنية، ونتساءل عما قدمته الرسائل الجامعية المرصوصة على رفوف الجامعات في التخصصات العلمية والإنسانية على السواء، ومدى فائدتها لتنمية المجتمع، وخدمة الإنسان، ويأتي الجواب –غالبا- هي بحوث لغايات الترقية، ورسائل للحصول على شهادة جامعية، في حين أن الأمر مختلف تماما في العالم المتقدم لاسيما الصناعي منه، فجلّ البحوث عندهم مرتبطة بمؤسسات أو جامعات توظف البحث العلمي لغاية تطوير صناعة ما، أو الكشف عن علاج لمرض ما ...، وبالتالي، لا تذهب الأموال المُنفقة على البحث العلمي بلا طائل، ولا يذهب جهد الباحث سدى، ولا يمنعه هذا بالتأكيد الإفادة من بحوثه في الترقية، ومسيرته العلمية.
هذا الانفصال شبه الكامل بين البحث العلمي وحاجات المجتمع في بلادنا، تتحمل الجامعات جزءا من مسؤوليته، وبالتالي أعضاء هيئة التدريس، الذين انشغلوا بالعمل الإضافي وبأعمال أخرى خارج الجامعة لتحسين دخلهم المتواضع جدا، والمتآكل في آن واحد، فتراجع البحث، وتراجع التعليم ...
واليوم في ظل الحديث عن إجراء إصلاحات باتت ضرورية، ولأن التغيير والتطوير من سنن الحياة، قامت جامعة اليرموك بتعديل تعليمات الترقية لتواكب خطتها الاستراتيجية للأعوام 2016-2020، في عملية إصلاحية شاملة إذ التفتت إلى ما هو موجود أصلا في التعليمات القديمة من خدمة الجامعة والمجتمع، وبعثته من جديد، وعملت على احتساب كل جهد يقدمه عضو هيئة التدريس في الترقية، وكل اهتمام له في مجال النشاط المجتمعي، وهذا بالتأكيد سيولد حركة إيجابية على صعيد الجامعة، ومحيطها الاجتماعي، وسيعيد لليرموك ألقها، ومكانتها الأولى في زمنها الجميل إذ كانت مرتبطة ارتباطا وثيقا بالمجتمع المحلي، فحولت مدينة إربد من قرية كبيرة إلى مدينة تعج بالحركة، محدثة نقلة ثقافية وحضارية نوعية.
جاءت التعليمات الجديدة للترقية لتعزز الارتباط بين الجامعة والمجتمع المحلي، وتقدم الخدمات، وتنظم النشاطات الفكرية والثقافية، والمبادرات الحقيقية، التي من شأنها التصدي لهموم المجتمع ومشاكله، والحد من التحديات الاجتماعية مثل التطرف، والعنف، وازدياد نسبة الجريمة، والتحديات الفنية والتقنية مثل التصحر، ومشاكل السير...
ولما كان عمل عضو هيئة التدريس في الجامعات الأردنية يقوم على التدريس بالدرجة الأولى، فقد ارتأت إدارة الجامعة أن تخصص له نصيبا مهما من تعليمات الترقية الجديدة بواسطة استحداث ملف المساق بكل ما فيه من محتوى يقيس ما يقدمه الأستاذ لطلبته، والكشف عن آليات تقديم المادة لهم، وأساليب تقويم تحصيلهم...مع الوعد بإصلاح البنية التحتية للجامعة، لا سيما تأهيل القاعات التدريسية لتحقيق أبسط مقومات التدريس النموذجي.
أما العمل الإداري، فقد كان يشكل عائقا عند كثيرين، ومقتلا للمقبلين على الترقية إذ يستنزف وقتهم وجهدهم في ظل دوام طويل، في مقابل بدل مالي قليل؛ مما جعل كثيرين يعزفون عنه لا سيما إذا منعهم من التدريس الإضافي، وكثيرون ممن يقبلون به يتواجدون في الموقع جسدا أو (شيخة) فقط، وأغلب وقتهم يكون لتسيير أعمالهم الشخصية، مستفيدين من الدعم الذي يقدمه لهم الموقع الإداري، ولن أتحدث عن استغلال بعضهم لوضع اسمه على بحوث غيره، فجاءت جميع بحوثه مشتركة على (حساب الأجاويد)!
لا شك أن التقدير هو أحد أسباب الإبداع في العمل الإداري، والعكس صحيح؛ من هنا جاءت تعليمات الترقية الجديدة؛ لتنصف عضو هيئة التدريس الذي يعمل في مجال الإدارة، بأن خصصت نقاطا لذلك لاسيما للذين يحققون إنجازات في عملهم أو قل: للذين يقومون بعملهم بصورة سليمة، ووضعت معايير لذلك، إذ لا يعقل أن يفيد أحدهم من علاوة الإدارة، وتخفيض النصاب، ولا يقدم شيئا مقابل ذلك، بل أكثر من ذلك قد يعيد المكان سنوات إلى الخلف، فمن يصدق أن رئيس قسم قضى سنتين في موقعة ولم يتعلم عمل البرنامج الدراسي-مثلا-، وآخر قضى السنتين في شيطنة زملائه الذين يمكن أن يحلوا في الموقع بعده!
ولنعترف أن التعليمات الجديدة أحدثت حركة إيجابية في الجامعة، وبدأنا نرى أعضاء الهيئة التدريسية هم من يطلبون، بل يلحون على إشراكهم في اللجان المختلفة بينما كان كثير منهم من قبل يتذمرون، وقد يرفضون ذلك، وهم اليوم حينما لا يجدون لجنة يعملون من خلالها، يبدؤون باقتراح أسماء لجان للعمل على خدمة المركز أو الكلية التي ينتمون إليها، ويهديهم هذا التفكير إلى الإبداع أحيانا.
لا توجد تعليمات مثالية تماما للترقية يتوافق عليها الجميع، لكن إدارة الجامعة تجتهد في إحداث تغيير إيجابي، وهو تغيير لا يحبذه كثيرون؛ لأننا قلما نحب التغيير، وقد يقول قائل: إن الذين لا تصيبهم التعليمات الجديدة باتوا ينظّرون على الآخرين، ولكن الأمر بعيد عن ذلك، وقد لا يعرف بعضهم أن الترقية كانت في وقت مضى تأخذ أكثر من سنتين للجواب عليها من المحكمين الخارجيين، وأذكر حينما اتصل بي رئيس القسم لإعلامي بالترقية إلى رتبة مشارك في 10 شهور فقط ظننته يمزح...
لقد نال الأجيال السابقة تغييرات وتعقيدات كثيرة، وأضرب الأمثلة فقط لأقول لزملائي المقبلين على الترقية إن تعليماتها لم تكن ثابتة مذ وجدت جامعة اليرموك، بل إن حالات القلق التي تصيب زملاءنا اليوم هي أقل مما أصابت السابقين؛ إذ يحتسب لإدارة الجامعة سعيها الحثيث لتوضيح التعليمات الجديدة، وآلية احتساب النقاط بواسطة ندوات ولقاءات بينها وبين أعضاء التدريس في الكليات، والمراكز العلمية المختلفة، فمثل هذا يبدد القلق عند أعضاء التدريس، ويتيح لهم السؤال المباشر عن كل ما يدور في أذهانهم.

التعليقات

يرموكي (.) الاثنين, 11/28/2016 - 22:02

هذا ممالئة ومغازلة وتسحيج وليس تحليل وأنصح الدكتورة نصير أن تحترم معاناة زملائها المدرسين الذين يعانون الأمرين من جراء تخبط إدارة الجامعة وعدم وضوح الرؤيا لديها .

عضو هيئة تدريس (.) الاثنين, 11/28/2016 - 23:34

هناك الكثير ليفال على نظام الترقيات الجديد في اليرموك. ولكن باختصار الأمر مادي بحت من قبل واضع هذا النظام الا وهو محاولة منع ترقية أعضاء هيئة التدريس بوضع الصعوبات والمعيقات امام ترقياتهم ذلك أن الترقية تكلف الجامعة وليس أدل على ذلك أن من يحصل على ترقية بعد شهر كانون الأول يحرم من علاوة الموازي للرتبة الجديدة عام كامل تقريبا فالأمر أختنا العزيزة مهما قدمت من مبررات لهذا النظام فلن تفلحي.
والشيء الآخر لماذا تم الفصل في التعليمات الجديدة بين التدريس وخدمة المجتمع؟ أليس التعليم وتخريج طلبة ليقوموا بدورهم في بناء المجتمع وفق مؤهلاتهم التي أكتسبوا بضل من مدرسيهم بعد الله؛ ألا تعد في نظر الإدارة الجامعية والتعليمات خدمة للمجتمع؟ اليست البحوث المقدمة للترقية خدمة للمجتمع؟
لماذا تضعوا للمجلات العربية نقاطا أقل من الغربية وأقصد ثومسون أليس هذا إقلال من شأن هذه الأمة وتبعية للأمة الأقوى حيث أنه من المفروض أن تبنوا الثقة بأوطانكم ولغتكم ودينكم؟. فإن قلتم أن هذه المجلات متميزة، فأقول ما الذي يمنعكم من أن تصنعوا مجلات علمية متميزة تنافس ما هو موجود في الغرب؟
وعود إلى ما قلتي أختنا الكريمة من ان الآن الترقية لا تأخذ الوقت الطويل الذي كان تستغرقه الترقية قديما. فأقول هذا بسبب فساد تلك الأدارات واستهتارها بموظفيها وعدم متابعتها وعدم حرصها على مصالحهم لا أكثر ولا أقل. أما أن تمني على المدرسين بسرعة الترقيات نوعا فلا مجال إلى أن تمنوا على أحد بقيام أي إدارة بواجبها فنحن كما يقال في عصر السرعة وفي عصر القرية العالمية والتكنولوجيا والاتصالات.
راجيا ان تكون المبررات دائما لما فيه مصلحة الجمهور لا مصلحة الإدارات التي عمل منها الجمهور مسؤلا له وعنه لا مسؤولا عليه خصوصا إذا علمت أن هناك الكثير والكثير متضررون من مثل هذه التعليمات والتي كانت في مصلحة القلة فقط.
وسؤال أخير يتداوله الكثير: هل إذا شمل هذا القرار الرؤساء ونوابهم ومجلس العمداء بأن يخضعوا لمثل هذه التعليمات فهل سيحصلوا على ترقية في القريب العاجل؟

يرموكي (.) الثلاثاء, 11/29/2016 - 12:57

هذا تسحيج بواح وننصح الدكتوره النصير باحترام معاناة زملائها في اليرموك من جراء تخبط الإدارة الجامعية وعدم نجاحها بالنهوض بالجامعة

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)