طلبة نيوز-ماهر ابو طير
كل اولئك الذين يتمنون لجماعة الاخوان المسلمين في الاردن ان تبقى موحدة،يضعون ايديهم اليوم على قلوبهم،بعد فصل ثلاث قيادات رئيسية لا يمكن الاستهانة بها،ارحيل الغرايبة،جميل دهيسات،نبيل الكوفحي،على خلفية اطلاق مبادرة زمزم من داخل الحركة.
مساء البارحة،فوجئ جميل الدهيسات مسؤول جمعية المركز الاسلامي الخيرية بكتاب رسمي من محكمة الاخوان المسلمين يفصله من الجماعة،والغرايبة والكوفحي،سمعا من الاعلام،ولم تصلهما كتب الفصل بعد،والبريد لن يتأخر.
توقيت الفصل مثير،لان قياديا اسلاميا مثل الدكتور عبدالحميد القضاة كان يقود مبادرة للمصالحة ولطي صفحة الخلاف بين جماعة زمزم والجماعة الام،على اساس التوافق في انتخابات حزب جبهة العمل الاسلامي،على مستوى الامين ومواقع اخرى.
لماذا دوى اذن قرار الفصل في هذا التوقيت،وما اثره على الجماعة ووحدتها،خصوصا،ان هناك إلماحات سابقة،بأن فصل مثل هؤلاء قد يؤدي الى استقالات من الجماعة،على خلفيات مختلفة؟!.
الارجح ان لا مصلحة للعقلاء في هذا البلد ان تنشطر الجماعة او يتم هز اسسها وتشظيتها،لان جماعة متماسكة برؤوس واضحة،خير من اي انشطار في ظل توقيت محلي واقليمي ضاغطين على الجماعة.
اذ أسأل القيادي زكي بني ارشيد في جماعة الاخوان المسلمين،هاتفيا،عن كل القصة،يتحفظ ويلوذ بالاعتذار عن الاجابات،على غير عادته،عن الذي جرى تحديدا،ولماذا في هذا التوقيت،فاسأل صديقه اللدود الدكتور ارحيل الغرايبة فيعبر عن شعوره بمفاجأة مرة،باعتبار ان الايام اثبتت ان حركة زمزم ليست تيارا انفصاليا،كما ان المفصولين لم يتحدوا الجماعة،ولم يترشحوا مثلا للانتخابات النيابية او البلدية،معتبرا الخطوة مفاجأة خصوصا انها جاءت في ظل وساطات مكتومة لرأب الصدع داخل الجماعة.
مبادرة زمزم تحمل فكرة مختلفة عن فكر الاخوان المسلمين وخصوصا الدعوة لدولة مدنية بمرجعية قيمية اسلامية،وبيان زمزم الصادر البارحة،عبر عن أنين وشكوى،من حادثة الفصل،لكنه استثمر الحادثة لاعادة شرح افكاره ليقول ان هذه الافكار لا تؤدي الى فصل،فالقصة قصة «قلوب مليانة وليس رمانة» في عمان على ما يبدو.
في كل الاحوال الخطوة ليست سهلة،وقد يتم توظيفها لاحقا لشق صفوف الجماعة،لان للقيادات الثلاث امتدادا في غير طابق وموقع داخل طوابق القرار في الجماعة فوق القواعد.
علينا ان نتنبه الى وجود جميل دهيسات في جمعية المركز الاسلامي الخيرية،وما قد تسفر عنه صلاحياته هذه الايام من باب رد الفعل.
بطبيعة الحال فإن من يعتبرون الفصل حسما لصراع داخلي،عليهم ان يستعدوا للتداعيات،فخطوة مثل هذه ليست سهلة،خصوصا،في ظل تناقض البصمات السياسية جزئيا بين الاتجاهين،وفي ظل تداخلات معادلة الاصول والمنابت المعبر عنها،بمشروعين،احدهما وطني اسلامي،وثانيهما اسلامي ممتد،والالتباس واضح،خلف دلالة المصطلحات بين التيارين.
من حق المفصولين هنا الاستئناف،والمحاكمة جرت قبل شهور،ونارها انطفأت في ظل مبادرة المصالحة التي اطلقها القضاة،وسنعرف على وجه التحديد قوة التيار المفصول وامتداده داخل الجماعة وهو امتداد تراه قيادة الجماعة وهماً وحملا كاذبا تتم المبالغة فيه،اذ ان كل مستقيل او مفصول،يخسر حاضنته السياسية اي الاخوان المسلمين لحظة الخروج.
لا يكون ممكنا بعدها ادامة ذات اليافطة سياسيا ولا شعبيا،اذ لن يعودوا من الاخوان المسلمين،وهذا كلام يقال في وجه من يلوحون احيانا بحزب جديد ذي روح اسلامية،قد يتم تأسيسه من باب رد الفعل.
هذا زلزال داخلي في جماعة نقدرها كثيرا،حتى لو اختلفنا معها،احيانا،وهو زلزال يأتي في توقيت تتداعى الامم على الاخوان كما تتداعى الاكلة على قصعتها،وهذه مفارقة بحق،لان الاخوان في هذا التوقيت،لم يكن ينقصهم مثل هذا القرار،الذي نريد استيعاب تداعياته وعدم اخذ الجماعة الى الانشقاق او المواجهة او الانقسام،لأي سبب كان.
وحدهم الشامتون سيرحبون بالحادثة لانها ستكون توطئة لمخطط اوسع،وهذا يعني ان الجماعة امام اختبار لتماسكها هذه الايام.
التعليقات
مجهول (.) الاثنين, 04/21/2014 - 10:15
أصبحت الجماعة بلا عقل ... وكل ما يسير قيادتها هو الرغبة قي اجتثاث التيار العقلاني الوطني فيها ولو أدى ذلك الى خسارة نصف التنظيم ..
هذه النتيجة كانت متوقعة منذ زمن طويل والوصول الى مرحلة مواجهة الانشطار كان مسألة وقت.. وساهمت كل أطياف التفكير داخل الجماعة في ذلك لأن كل دعوات المصالحة الداخلية كانت تركز على الشكل وليس الجوهر أي كيف يشكل المكتب التنفيذي ؟؟ كيف نتفق على أسلوب العمل التكتيكي؟ دون الغوص الى السؤال الرئيسي المتعلق بتعريف الجماعة وأهدافها قصيرة المدى بعيداً عن عموميات العمل لتحكيم شرع الله ودعوة الناس الى دينه والعمل لتحرير فلسطين ونحوها ..
ما زال الاخوان غير قادرين على فهم طبيعة التغيرات الحادثة في الدنيا حولهم سواء من حيث التكوين العام والأثر الهائل لوسائل الاتصال في تشكيل قناعات الأجيال ومنهم بالطبع كوادر الاخوان ... فما زالت وسائلهم هي ذاتها منذ عشرات السنين.
أحب الاخوان ولكن لا أجد نفسي قادراً على تبرير وقبول أسلوب ادارة الجماعة القائم على الاقصاء والاستحواذ على المواقع القيادية ولو بوسائل غير مشروعة تنظيمياً ولا شرعياً ... وما انتخابات مجلس الشورى الأخيرة منا ببعيد ..
حقاً أشعر بالقرف والخوف الشديد على وجود الجماعة التي نشعر بحاجة الاردن الى قوتها وحسن أدائها ...
سؤال ليس بريئاً... هل تشعر قيادة حماس بالراحة تجاه هذا القرار؟؟؟
اضف تعليقك