TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
مبادرة الجامعة الأردنية بين الوطنية والقومية
05/08/2015 - 4:30am

طلبة نيوز- عادل حواتمة

دعوة من طراز كبير تؤسس لمرحلة متقدمة في سبيل الاستقلالية الجامعية مستقبلاً، والتعامل معها يستدعي «مَنطقة العاطفة» واخذها بمجموعها العام، من قبيل التوجه، والرسالة، والدور، وسيكولوجيا القيادة؛ فمجانية التعليم الجامعي التي بصدد منحه الجامعة الأردنية للمقدسيين غير القادرين عليه، جاءت لتحقيق اهداف متكاملة وطنية وقومية، اكاديمية وسياسية؛ إذا ما اتفقنا بأن الجامعات مؤسسات وهياكل تنظيمية فاعلة التأثير اجتماعياً ومعرفياً.
ردة الفعل الأردنية تجاه حرق الرضيع كانت متنوعة سياسياً ونقابياً وصحافياً، وبهذه المبادرة أضيف نوع مختلف عمّا ألفه الكيان الصهيوني، من شجب وتنديد، باعتباره خياراً أردنياً موجعاً؛ يُسلح الشباب الفلسطيني بالمعرفة والعلم ويعيد غرسهم بجذور راسخة بتربة النضال الفلسطيني في القدس، كما هو حال سرو الأردنية.
وبعيدا عما يتبناه «السايكس - بيكيون» المتعاملين مع الامر على طريقة سايكس - بيكو، فالمبادرة بحد ذاتها تعد نوعاً من النضال الأكاديمي، والقيام بدور مؤثر في رفع مستوى فكر المقاومة ضد الاحتلال.
فكما هو معلوم بأن قيام الدولة الفلسطينية على التراب الفلسطيني هو مصلحة وطنية اردنية عليا، فالسبيل إلى ذلك هو إدراك هذه المعادلة، والقيام بالأدوار المناطة بالجميع كلٌ على شاكلته.
هذا النهج يطرح جانباً و«يجهض» كل ما يحيط بذهنية ارتهان المؤسسات لجهات بعينها والحاضرة دائماً لدى البعض، وما يساعد على ذلك هو وجود بيئة ديمقراطية مُحفزة للعب هذا الدور غير التقليدي، وقيادة ترى بنظارة استراتيجية ذات عدستين وطنية وقومية، تستمد عزمها من قيادة هاشمية مُتبصرة. وبالتالي سقوط مدو لفرضية محدودية الدور والأثر الناتج عن تلك المؤسسات كمخرجات مُنضبطة ضمن سقف محدد لا يُسمح بتجاوزه.
للأسف هناك زيادة مُطَردة بين الفلسطينيين المتجهين نحو «البجروت الإسرائيلي» ما يعرف بالثانوية العامة، حيث تشير التوقعات إلى ما يقرب من 2.200 طالب من شرقي القدس في العام 2015-2016 سيلتحقون بهذا النوع من التعليم الثانوي، في ظل نسبة تصل إلى 52% من الأهالي يُفضلون دراسة أبنائهم للبجروت الإسرائيلي، هذا يعني مقدرتهم لاحقاً من مواصلة التعليم في مؤسسات التعليم العالي الإسرائيلية -كشرط قبول- بكل ما يتصل به من فرض واقع تعليمي وثقافي مغاير، إضافة لــ«أنصاف العلوم» التي ستقدمها إسرائيل لهم، الامر لا يتوقف عند هذا فقط بل زادت نسبة من يرغبون بالجنسية الإسرائيلية الكاملة من الفلسطينيين سكان شرقي القدس في الفترة الاخيرة.
ولا يكاد يخلو الامر من نكهة اقتصادية باتجاهين داخلي؛ يتعلق بتحريك المحيط الاقتصادي للجامعة الاردنية، من متعلقات الإقامة وملحقاتها. وخارجي؛ معني بالحد من مراكمة و«انتفاخ» الدوائر المالية في مؤسسات التعليم العالي الإسرائيلية من مورد هام، بغض النظر عن حجم مساهمته، إلا أنه يُعبر عن حاله متصلة بالمقاومة بعناوينها المختلفة، رأس سنامها مقدسياً المقاطعة الاكاديمية.

التعليقات

يوسف (.) الجمعة, 08/07/2015 - 18:21

شكرا على ما كتبت

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)