TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
ما بعد التشكيلات الأكاديمية الجديدة ، هل تنجح الجامعة الأردنية في التحول نحو العالمية؟
28/08/2014 - 9:45am

طلبه نيوز

أ.د نضال يونس

تزكية المجموعة الجديدة من العمداء و نواب الرئيس في الجامعة الأردنية لم تكن حدثاً في حد ذاته باعتبار أن الجميع كان يتوقع أن تحدث هذه التشكيلات على خلفية انتهاء مدة بعض العمداء وإن الترتيبات و التحضيرات التي سبقت هذه التشكيلات إنما هي إجراءات رسمية كان لا بد لها أن تتم لاعتبارات أكاديمية وبحثية يفترض أن تصب في مصلحة الجامعة.. .
الحدث في الجامعة الأردنية– في تقديري – هو السؤال الصعب الذي يطرحه كل المهتمين بالشأن الأكاديمي " هل تتمكن هذه الثلة من العمداء الجدد و القدامى ، ومعهم نواب الرئيس و رئيس الجامعة إحداث الإصلاح الأكاديمي المنشود؟ وهل يمكنهم أحداث التحول الكبير في التوجه بالجامعة الأردنية نحو العالمية ؟ وهل يمكن أن تصبح أم الجامعات الأردنية مثالا يحتذى وقدوة في التحول نحو العراقة والعالمية ؟

أما وقد انتهينا من ماراثون البحث عن القيادات الاكاديمية الجديدة الواعدة، وفاز من فاز وخسر من خسر، فقد انتهى و قت التنظير وحان وقت العمل والابداع ،أعني التنظير بالتوجه نحو الجامعة البحثية والعالمية وما يتطلبه ذلك من تجديد فى البرامج الدراسية، و تنشيط البحث العلمي ، و تشجيع الاختراع والابتكار وتحفيز أعضاء هيئة التدريس على المشاركة "الفاعلة" و "المؤثرة " في المؤتمرات، والحوارات، والمناظرات، أما العمل فأعني به الاستيقاظ على الواقع، والصحوة على الحقيقة، فقد انقضى زمن الشعارات البراقة، وانتهى مفعول الكلام المعسول.

اليوم يدخل إلى معترك القيادة الأكاديمية ثلة جديدة من العمداء، وأي عمداء؟! فهم عمداء تاريخيون بامتياز؛ باعتبارهم سيعبرون بالجامعة الأردنية إلى مصاف الجامعات العالمية العريقة، وبقدر ما أن هذه الصفة الاعتبارية تضيف لهم في سيرهم الذاتية الحافلة "بالانجازات" و "الجوائز العالمية" و "الخبرات القيادية" و"الأبحاث "المنشورة في اعرق المجلات العالمية ، إلا أنها في ذات الوقت تضعم أمام مسؤولية جسيمة هي مسؤولية أن يكونوا في مستوى العمداء المؤثرين من جهة، وفي مستوى الثقة التي منحهم اياها رئيس الجامعة .

عمداء الاردنية الجدد والمخضرمون ،مطالبون اليوم بترجمة أفكار الرئيس ونظرته "الرؤيويه" حول العالمية إلى "واقع"، إذ لا ينبغي أن تظل تلك الرؤى والافكار التى طرحها في بداية فترة رئاسته مجرد حبر على ورق، وإلا فإنه سيكون أمام مسؤولية تاريخية ليس فقط أمام مجلس الأمناء، بل أمام الوسط الاكاديمي برمته؛ خصوصاً وأنه سيكون محاسب على كل بند من بنود برنامجه الذي كان متخماً بالآمال، ومشبعاً بالتطلعات، فضلا عن أنه في حواراته ومؤتمراته وكذلك في لقاءاته مع اعضاء هيئة التدريس، قد أكد أن يحمله من رؤى وأفكار لتطوير الجامعات الاردنية ما ليس بيعاً "للوهم" بل قناعة بأن ربيع الجامعات الأردنية والتحول نحو العالمية قادم على يديه!.
شخصياً تعمدت ألا ادقق فى شعارات الرؤساء وخططهم كثيراً في بداية مشوارهم الرئاسي لقناعتي أن البرامج لا تعبر غالباً عن إمكانات الرئيس وقدراته، بقدر ما أن ملكات الرئيس وكفاءته وشخصيته ونظرته الرؤيوية، هي من بيدها أخذ الرئيس لأبعد آفاق النجاح؛ لأن بإمكان كائن من كان صياغة برامج تدغدغ العواطف، و تثير الشجون ،وتشحن المشاعر؛ لكن قلة قليلة من بإمكانهم ترجمتها إلى خطط ملموسة على أرض ا لواقع...
الأمر الآن مختلف تماماً بالنسبة إلي ، وإلى كثير من المهمومين بحاضر ومستقبل التعليم العالي الاردني بعيداً عن لعبة التوازنات المملة، وبمنأى عن صراع التعصب المقيت، والشللية القاتلة، والتدخلات الخارجية، إذ أصبح من الواجب على مجالس الأمناء والتعليم العالي أن تباشر دورها في محاسبة الرؤساء وفق برنامجهم وأفكارهم التي يطرحونها لقيادة الجامعات ، وأن يدققوا في كل جزئية من جزئياتها، وهو ما ينبغي أن يضطلع به أيضا الإعلام المنصف، والوسط الأكاديمي "المتابع والمراقب" ليس تصيداً عليه، بل لما في ذلك مصلحة التعليم العالي في حاضره ومستقبله، وللتأسيس بشكل أفضل لمشروع إصلاح التعليم العالي ؛ وحتى يكون في علم الجميع بأننا بقدر ما نهتم بالمواقع الاكاديمية فأننا نهتم أكثر بانجازات وخدمات ما بعد الوصول الى العمادة والرئاسة!!!!.

التعليقات

مطلع (.) الخميس, 08/28/2014 - 10:03

للاسف الى الخلف دور تاهيا استريح مكانك قف

العجرمي (.) الخميس, 08/28/2014 - 10:56

صغر الحجر وخليها نحو الاقليمية( اقليم الشرق الاوسط),في عندك جامعات سعودية وايرانية متقدمة اكثر بكثير منا, ناهيك عن الجامعات الاسرائيلية التي هي فعلا عالمية,,,,
ام كيف ننجحج امعاتنا اقليميا فتبدا من تعيين رئيس جامعة له من الكفاءة ما يوهله من رفع الترتيب العالمي لجامعته , كمؤشر على كفاته( مش جاي عن طريق حصةابن العشيرة النيابية) ,,,,

الخبير (.) الخميس, 08/28/2014 - 18:05

اتمنى التوفيق للجميع..لكن لاخي الكاتب عن اي وجوه جديدة تتحدث فالاسماء هي هي .. احجار شطرنج.. مناقلات من موقع لموقع...

متابع (.) الخميس, 08/28/2014 - 23:13

"أما وقد انتهينا من ماراثون البحث عن القيادات الاكاديمية الجديدة الواعدة، وفاز من فاز وخسر من خسر"
هل هي حالة حرب

استاذ (.) السبت, 08/30/2014 - 12:50

تشكيلات جهوية بامتياز فهناك اثنا عشر عميدا من نفس المنطقة الجغرافية, لقد جاوز المفسدون المدى, الم يحن الوقت ان تلتفت الدولة الى ما يجري في الجامعة الاردنية

استاذ (.) السبت, 08/30/2014 - 13:05

صديقي الاستاذ الدكتور نضال, حقيقة كنت اتمنى ان تقوم بقراءة جريئة و موضوعية للاسماء التي تم تشكيلها!!! ان الاوان ان تنتهي ثقافة "التطبيل و التزمير" للمسئول الاول و يجب اعمال النقد البناء وهذا هو ما سيفضي في النهاية الى تقدم و رفعة المؤسسة. يا اخي ما هو الدور الذي تنتظرة من فريق عمداء شكل على معايير جهويه و مناطقية و محاصصية ضيقة؟!!! اثنا عشر عميدا من نفس المنطقة الجغرافية!! يتم نقل عميد اكاديمي من عمادته الى اخرى اداريه لان احد العمداء المقربين من الرئيس يرغب بادارة هذه العمادة!!! عميد تقوم الدنيا عليه و لا تقعد و يبقى في الادارة!!! عمادات تتشكل على الولائم!!! و بالنهاية فسيفساء مشوهه تفتقر الى الوحدة العضوية و التناغم و
و التجانس, و استثناء لخيرة الشخصيات الاكاديمية و لعل خير ما يعبر عن هذا الواقع المثل الشعبي : الجمل بقوده حمار. ارجو النشر

شيخ العلاونة (.) السبت, 08/30/2014 - 20:24

ما زلنا متقوقعين على انفسنا ..عندما نتيح الفرص للعقول الناضجه بان تساهم في مرحلة البناء والتقدم .. حينها نحقق العالميه .. حين نحكم ضمائرنا في سلوكياتنا مع بني الانسان .. وعند تطبيق العدل والمساواه وتكافؤ الفرص بعيدا عن المحسوبيه والمصالح الفرديه الهشه . حينها نحقق العالميه ..حين يصبح الجوهر هو مصدر الهامنا ومبلغ حلمنا حينها نصل للعالميه ... للاسف بعيدون كل البعد لاننا فقدنا الرجل المناسب في المكان المناسب .. وكل منا اصبح يبحث عن قوت يومه بعيدا عن الاخلاص في العمل .. ولا يعلم ان كل شئ بيد الله ... دمتم بخير .. لكم مودتي .. ..... كلمات مؤلمه وواقع حزين

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)