طلبة نيوز-

من يستمع يوميا إلى نشرات الأخبار ومن يستعرض واقعنا العربي المعاصر بخيباته المتلاحقة يصاب بالإحباط حتما، ومن يلاحظ تقدم غيرنا من الشعوب علينا في كل مجالات الحياة يستوقفه سؤال...هل نحن امة خائبة؟ هل نحن امة غبية؟ قد نكون كذلك أو أوصلونا لذلك، مع أن الواقع يقول أن امتنا العربية لها تاريخ وإرث عالمي وأمجاد غابرة ولا يصح أن تكون كذلك، إذا ما الذي حدث؟ ولماذا نصبح بالمؤخرة بعد أن كنا متقدمين على الغرب في عصور مضت؟ وبيننا نسب عالية من العلماء وحملة الشهادات وقادة الفكر والأدباء وغيره؟ وهنا تستوقفني مقوله للأديب الروسي أنطوان تشيخوف(1860-1904) ..(الجامعة تطور عند الإنسان كافة الكفايات والقدرات بما فيها الغباء) وهذا يفسر كيف أن هنالك الكثير من العلماء والمبدعين في عالمنا العربي لم يسعفهم علمهم في أن يكونوا الا ( مسحجين) ومطبلين لقيادات رجعية عفا عليها الزمن أوصلت امتنا إلى ما هي فيه من تراجع وتخلف لا بل أنهم قبلوا أن يمارسوا دور (القراقوز) وان يكونوا واجهة لهذه القيادات المتخلفة تحركهم كيفما تشاء مع أن هذه القيادات للأسف تمارس السلطة نيابة عن قوى غربية وأجنبية تبحث عن مصالحها فقط ولا يهمها مصالح امتنا العربية.

ونعود لذات السؤال كيف قبلت الشعوب بكل هذا؟ وكيف استمرأت الذل والمهانة والاستغفال والاستغباء وأصبحت تمارس كل ذلك يوميا وكأنه شيء طبيعي، والجواب نجده في تجربة علمية في نظريات التعلم ولكنها تحاكي كيف صنعت القيادات المتخلفة شعوبا غبية....:
مجموعة من العلماء و ضعوا 5 قرود في قفص واحد و في وسط القفص يوجد سلم و في أعلى السلم هناك بعض الموز في كل مرة يصعد أحد القرود لأخذ الموز يرش العلماء باقي القرود بالماء البارد بعد فترة بسيطة أصبح كل قرد يصعد لأخذ الموز, يقوم الباقين بمنعه و ضربه حتى لا يرشون بالماء البارد بعد مدة من الوقت لم يجرؤ أي قرد على صعود السلم لأخذ الموز على الرغم من كل الإغراءات خوفا من الضرب بعدها قرر العلماء أن يقوموا بتبديل أحد القرود الخمسة و يضعوا مكانه قرد جديد فأول شيء يقوم به القرد الجديد أنه يصعد السلم ليأخذ الموز ولكن فورا الأربعة الباقين يضربونه و يجبرونه على النزول.. بعد عدة مرات من الضرب يفهم القرد الجديد بأن عليه أن لا يصعد السلم مع أنه لا يدري ما السبب، قام العلماء أيضا بتبديل أحد القرود القدامى بقرد جديد و حل به ما حل بالقرد البديل الأول حتى أن القرد البديل الأول شارك زملائه بالضرب و هو لا يدري لماذا يضرب و هكذا حتى تم تبديل جميع القرود الخمسة الأوائل بقرود جديدة حتى صار في القفص خمسة قرود لم يرش عليها ماء بارد أبدا و مع ذلك يضربون أي قرد تسول له نفسه صعود السلم بدون أن يعرفوا ما السبب..... ولو افترضنا أننا نستطيع سؤال القرود لماذا يضربون القرد الذي يصعد السلم؟ لوجدنا أنهم لا يعرفون لماذا يقومون بذلك ولكن هذا ما وجدوا غيرهم عليه....وهذا يحاكي واقع غالبية شعوبنا العربية، لا نعرف لماذا نقوم بإعمال كثيرة تخالف ما تعلمناه ونعرف أنها خطأ ولكن نمارسها لان الكل يمارسها، أصبحت شعوبنا العربية مدجنة تسبح بحمد القائد وتؤلهه أحيانا وهي لا تعرف أو تعرف لماذا تفعل ذلك، لقد مورست على شعوبنا العربية ذات التجربة السابقة وبشكل مؤسسي وبأيدي تنابل السلطان عبر عقود من الزمن، فصنعت شعوباً غبية لا تفكر بما تفعل وتقبل بكل شيء حتى لو كان ضد مصلحتها وتحب ممارسة ذات الروتين ولا تحب التغيير حتى للأفضل، والأمثلة كثيرة في بلداننا العربية، واذا سالت (الحق على مين) في كل هذا؟؟ فالجواب جاهز.......(الحق على الطليان)....حمى الله الأردن.