TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
قوانين التعليم العالي المنتظرة، وضوح في الرؤية، أم تغيير لمجرد التغيير؟
29/06/2014 - 11:30am

طلبه نيوز

أ.د نضال يونس

عدد كبير من وزراء التعليم العالي تعاقبوا على إدارة ملف التعليم العالي في الأردن في أزمنة وظروف مختلفة وتحديات هائلة، صراعات ،إقصاءات ، وتغليب للرؤية الفردية احيانا على الصالح العام ، ثم حورات و استراتيجيات ، الوزير الحالي يدفع باتجاه قانونين جديدين ، أحدهما للتعليم العالي والثاني لمؤسسات التعليم العالي وما تتضمنه هذه القوانين من إعادة تشكيلة مجلس التعليم العالي وصلاحياته ،وعلى تشكيلة مجالس الأمناء وتوسيع صلاحياتهم، وآلية اختيار رؤساء الجامعات والقيادات الاكاديمية ، بمعنى انه يريد تغيير دفة التعليم العالي باتجاه جديد لأن الأمور من وجهة نظر الوزير، لا تبدو أنها تسير على ما يرام ,وأن ما يقارب من 30 عام على نشأة وزارة التعليم العالي تحمل فيها المواطن الأردني تضحيات كبيرة أصبحت كافية لأن يحصل فيها على جوائز "الانجازات" التي ما فتأت القيادات الأكاديمية بالحديث عنها ضمن مشروع استراتيجي يراعي الأولويات في الطاقة والأمن والاقتصاد وتحديث البني التحتية.
فالعالم المتحضر لم يعد يهتم كثيرا بأحاديث الانجازات الورقية التي تصب في مصلحة أشخاص معينين يعتبرون الوصول للسلطة غاية في ذاتها من اجل تحقيق مصالح شخصية ، وإنما بقدرة الأفراد و النظام "System" على الاستجابة لخلق مفهوم العمل "بالانضباط والأداء والتعلم والتدريب وأطلاق قدرات الأفراد المبدعين"، وهي المقاييس التي نجحت بها دول بلا موارد إلا ثرواتها البشرية كاليابان وكوريا الجنوبية ، وحتى الدول التي تعاني من الكثافة الهائلة للسكان كالصين والهند تمكنت من خلال التخطيط و الإدارة السليمة من دمج تلك الإعداد البشرية وتوجيهها في الحركة التنموية الشاملة. والأردن بموقعه المتوسط بين آسيا وأفريقيا، وعلاقاته المتميزة مع دول حوض البحر الأبيض المتوسط إلى جانب عمقه العربي الكبير، لو أحدث تغييرا بنيويا في الأداء العلمي والبحثي، والإداري، وقام بتحديث القوانين بما يسهل و يسارع من إجراء الأبحاث التطبيقية ، فإنه سوف يقفز أكثر من درجة في ارتقاء سلّم التطوير، بشرط اختيار القيادات "الرؤيوية " وفرق العمل الفاعلة والنزيهة وذات الاختصاص الناجح..
نحن لا نطالب اليوم بمنجزات خارقة وغير واقعية، ونحن ما نزال نعاني من الشللية والمحسوبية ومن الترهل والتراجع الإداري الذي أشار إليه الملك عبد الله الثاني في أكثر من مناسبة ، لكن حين يأتي الحديث عن اختيار قيادات أكاديمية وفرق عمل جديدة ، لا بد وأن تكون هذه القيادات "قادرة" على تحمل عبء المرحلة القادمة، وقادرة على الوقوف على نواقص "السياسات" العاجزة، وقادرة على تحمل زمام المبادرة بالنقلة الأولى نحو أهداف محددة، ولعل دعوة الملك للحكومة "بالتواصل الميداني والمباشر مع المواطنين وحل مشاكلهم " تأتي في مكانها الصحيح حتى نستطيع القول بأننا قادرون على السير في الاتجاه الإيجابي..
احتفالات التخريج و توزيع الجوائز على الباحثين والمتميزين تؤكد مدى قيمة المنتج البشري الأردني ودوره القادم على المستوى المحلي والعربي والعالمي، والأردن غني برجاله وأبنائه المبدعين عندما تستثمر بالشكل الصحيح و"توجه" إلى ما هو أهم وأجدى ويصب في خدمة المجتمع الأردني،ونحن في هذه المرحلة الدقيقة لا نحتاج إلى بلاغة الكلمات ولا مقالات المديح والإطراء، وإنما إلى العمل باعتباره الأساس في التوجه العالمي والبحثي والتقدم الحضاري.
الانجازات الأكاديمية نريد لها أن تخرج من إطارها النظري ومن ترف جائزة البحث والباحث المميز ،ومن قصص النجاح "الوهمي" إلى التفعيل الكامل و التطبيق العملي "Product oriented research"، لأننا في ظرف نحتاج إلى تأكيد الدور العلمي والتكنولوجي في دعم الاقتصاد، وإيقاف العنف المجتمعي والعجز المالي ، ووزارة التعليم العالي والجامعات الأردنية مع بقية المؤسسات التعليمية ، ينتظر منها وضع خط البداية في هذا التوجه الجديد الذي نحتاجه أمام صعوبة الواقع وخطورته، وهي المهمة الكبيرة التي تجعلنا جميعاً نقف في الخندق الواحد، وحجر الزاوية هنا حسن اختيار " القيادات الأكاديمية".

التعليقات

مجهول (.) الأحد, 06/29/2014 - 17:29

لابل تسمية قانون تعليم عالي او تعديلاته لكل وزير تعليم عالي وتلك المصيبه والاخطر ان الوزرارات الاخرى لا تعدل قوانينها كما هي حال التعليم العالي

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)