TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
المشاجرات الطلابية الأسباب والحلول النهائية
14/12/2016 - 8:30pm

طلبة نيوز-  أ.د. عبد المهدي السودي

لقد شاهدت صباح هذا اليوم وجود بعض آليات الدرك تقف على أهبة الاستعداد أمام بوابات الجامعة الأردنية تحسبا لوقوع أعمال شغب جديدة داخل أسوار الجامعة الأردنية في حال صدور نتائج التحقيق والعقوبات على الطلاب الذين شاركوا في أعمال الشغب والمشاجرات التي جرت في الجامعة الأسبوع الماضي. فهل تحولت الجامعة إلى بؤرة للتوتر والشغب بدلا من منارة علم وتعلم تستدعي وجود الدرك على أبوابها طيلة أيام الأسبوع؟
لقد كتب الكثير وأجريت العديد من الدراسات والندوات والمؤتمرات حول أفضل السبل للحد من المشاجرات الطلابية والقضاء عليها بصورة نهائية ولكنها تتجدد عاما بعد عام ليس بسبب قلة الأنظمة والتعليمات والعقوبات الصارمة بحق المشاركين ولكن بسبب الواسطات والمحسوبيات والتدخلات من أجهزة الدولة والنواب والوزراء وغيرهم واهم من ذلك شعور المشاغبين بالأمان داخل أسوار الجامعة وعدم السماح للأجهزة الأمنية بإلقاء القبض عليهم متلبسين داخل الجامعة. 
مقولة: حرمة الجامعة والحرم الجامعي لا تسمح بدخول الأمن
إن مقولة وجود حرم للجامعة وشعور المشاغبين والهمل من مثيري المشاكل داخل الجامعات بالأمان داخل أسوار الجامعة نتيجة لمعرفتهم بعدم السماح للأجهزة الأمنية بدخول الجامعات وإلقاء القبض عليهم إمام بقية الطلاب داخل الجامعة هي السبب الأكثر أهمية في استمرار هذه المشكلة وتكرارها في أكثر من جامعة. هذه النتيجة قد توصلت لها من خلال عملي في الجامعة الأردنية لحوالي ربع قرن ومعايشتي للعديد من المشاجرات الطلابية وسماعي الشخصي للتحرشات الطلابية بالبنات وتهديد أعضاء الهيئة التدريسية والغش المتكرر في الامتحانات. لقد حولت مقولة الحرم الجامعي الجامعة إلى بيئة مشجعة على العنف والتحرش والغش والاعتداء على الآخرين دون حسيب أو رقيب. 
فشل تعليمات وأنظمة تأديب الطلبة
لقد أضعفت التعليمات النافذة بشان تأديب الطلبة المخالفين هيبة الأستاذ في الجامعات الأردنية حيث جردت تلك التعليمات الأستاذ الجامعي من قوته ونفوذه وتأثيره على الطلاب بحيث ان الأستاذ لم يعد مصدقا حتى في خلافه مع الطلاب لدرجة ان الأستاذ الجامعي لم يعد بإمكانه طرد الطالب المشاغب من الصف او حرمانه من مادة او ترسبه بها في حال تلبسه بالغش او الغياب واستبدلت تلك الصلاحيات بلجان تحقيق وهو الأمر الذي جعل الأساتذة يتهاونون في جميع القضايا لا بل أن بعضهم لم يعد يهتم بمراقبة الامتحانات أو الغش ولا بالحرمان ولا بالترسيب. كل هذه الأمور شجعت الطلاب على التمرد أولا على الأنظمة والتعليمات ثم الاعتداء على الأساتذة والموظفين والتحرش بالطالبات وهيأت أجواء العنف والمشاجرات. 
الاستفادة من تجارب الجامعات الغربية
وإذا كنا قد استلهمنا النظم الدراسة الغربية في جامعاتنا ومناهجنا وطرق تدريسنا فلماذا لا نجرب تجربتهم في الحد من الشغب والعنف داخل الجامعات الأجنبية وبخاصة وإننا فقدنا القدرة على إيجاد الحل الوطني المناسب لهذه المشكلة التي أصبحت تقلق المجتمع الأردني وتسيء إلى نظام التعليم الجامعي برمته. أن مشكلة المشاجرات الطلابية ليست هي الوحيدة التي تعاني منها الجامعات الأردنية لا بل هناك ظواهر أخرى لا تقل عنها خطورة وأهمية مثل التحرش المستمر بالطالبات وتهديد أعضاء الهيئة التدريسية من قبل من يرسب يحرم من مادة دراسية من الطلاب وعمليات الغش الواسعة في الامتحانات اليومية والنهائية وعدم القدرة على منع اصطحاب للأجهزة الخلوية داخل قاعات الامتحان. واليكم الخيرة الأمريكية في التعامل مع المشاكل والعنف داخل الجامعات
اولا: الجامعات الأمريكية من خلال خبرتي الشخصية والعمل في ثلاث جامعت أمريكية جورج تاون ودنفر ونورث كارولينا الشمالية ودراستي في جامعة كييل البريطانية فمن المفيد التأكيد للرأي العام الأردني وأعضاء الحكومة والبرلمان الكرام انه لا يوجد حول الجامعات الأمريكية والغربية أسوار وليس لها حرم جامعي بالمعنى الدارج في بلادنا بل هي مفتوحة للطلاب والسكان وليست معزولة عن محيطها السكاني والجغرافي.
ثانيا: يوجد في كل جامعة حراس مزودين بالأسلحة النارية مع أوامر بإطلاق النار على إي شخص يهدد امن الطلاب والجامعة كما أن لديهم السلطة باعتقال أي شخص من داخل آو خارج الجامعة إذا ما اخل بالنظام والاتصال الفوري بالشرطة للسيطرة على الموقف
ثالثا: يوجد في كل جامعة محطات إنذار للطلاب والعاملين في الجامعة حول أية مخاطر أمنية أو حتى كوارث طبيعية مرتبطة بأجهزة الأمن العام وهناك تنسيق فوري واتصال مباشر بين الأمن الجامعي ودوريات الأمن العام ولا يحتاج الأمر إلا إلى بضعة دقائق للحضور والسيطرة على الموقف
رابعا: إن مسؤولية حفظ الأمن في الجامعة باعتبارها احد مكوناته المجتمع هي من مسؤولية الأمن العام وليس الجامعة فالأمن العام هو المسئول عن مكافحة الشغب والمشاجرات والعنف والإرهاب بحكم القانون وليس إدارة وموظفي الجامعات.
خامسا: حرس الجامعة مزودين بالأسلحة وهراوات وبخاخات رش الفلفل وكل ما يلزم للسيطرة الفورية على الموقف بانتظار وصول الشرطة.
إن الحل النهائي لمشكلة المشاجرات الطلابية في الجامعات الأردنية يكمن إذن بما يلي:-
1. تأسيس محطات شرطة متخصصة بمكافحة الشغب داخل أسوار كل جامعة تكون جاهزة للتدخل السريع لوقف المشاجرات والقبض على المشاركين فيها فورا وعدم السماح بتطوره على أن تنحصر مهامها بالتدخل الفوري بالتنسيق مع الأمن الجامعي وإدارة الجامعة للسيطرة على الموقف مع صلاحية استدعاء المزيد من قوات الأمن العام أو الدرك إذا ما تطلب الأمر ذلك مع الإعلان للرأي العام والطلاب على تطبيق هذه الإجراءات من مطلع العام القادم.
2. السماح لوحدات الدرك والأمن العام الدخول للجامعات فورا بطلب من محطات الشرطة في الجامعات والأمن الجامعي بالتنسيق مع رئيس أو إدارة الجامعة
3. تزويد حرس الجامعة بأجهزة رش الفلفل في وجوه المشاغبين والمتشاجرين للسيطرة على الوضع إذا ما اقتضت الضرورة إلى ذلك لحين وصول الأمن العام آو الدرك
إن منع المشاجرات الطلابية هو أهم بكثير من التباكي على المقولة الكاذبة "حرمة الجامعات" لا بل ان عدم السماح لدخول الأمن والدرك ليس فقط هو من أهم أسباب تشجيع الطلاب على المشاجرات بل يتعارض بصورة أساسية مع مبدأ واجب الشرطة حماية امن طلاب الجامعة وموظفيها باعتبارهم مواطنين إلى درجة أصبحنا نسمع عن اعتداء الطلاب على بعضهم وعلى البنات وعلى الموظفين وعلى الأساتذة دون إي رادع لأنهم يعلمون أنهم في أمان داخل أسوار الجامعة ولا احد بإمكانه منعهم آو معاقبتهم. هذا هو الوحيد من وجهة نظري الذي من الممكن أن يحد لا بل يمنع العنف الطلابي والمشاجرات الطلابية وغيره من أعمال الشغب وتخريب الممتلكات داخل الجامعات أملا أن تقوم الحكومة بإصدار التوجيه المناسب لتحقيق هذا الاقتراح.
 

التعليقات

اكاديمي (.) الجمعة, 12/16/2016 - 14:04

الحلول الأمنية تزيد من واجبات رجال الامن وفي المقابل لا تحل المشكلة حيث المشاكل التي تندلع في المدن والأرياف الأردنية لم تتوقف بالرغم وجود محطات و مراكز امنيه منتشرة في كافة أرجاء الوطن و كذلك دوريات سيارة لرجال الامن العام. الحل الذي يطرحه الأستاذ الفاضل يرفع المسؤولية عن أصحاب المسؤولية و هم 1- وزارة التربية و التعليم 2- وزارة التعليم العالي (إدارة الجامعات.)
1-وزارة التربية و التعليم : منذ اكثر من سنتان تقوم وزارة التعليم بتصحيح مسار التوجيهي و يجب الشد على ايدي العاملين في هذه الوزارة حتى يكون منتجها عالي الجودة طبعاً مع و جود حلول لمن يفشل في دخول الجامعات.
2-وزارة التعليم العالي-إدارة الجامعات: تتشكل إدارة اى جامعه من هيكل أداري يتضمن، أ-الرئيس ونوابه، ب-العمداء ونوابهم،
ج-رأساء الأقسام.
ابتداء، الكل يعرف ان تعين كل الذين ذكروا يتم بالواسطة والمحسوبية وحسب العلاقات والمصالح التي تربط هذه السلسة الإدارية ببعضها البعض وتربطهم جميعاً بمجلس الأمناء.
من هنا هؤلاء جميعاّ يتفقوا على القيام على انتتاج جيل أكاديمي على مقا سهم يتم الاهتمام بهم من سنة أولى بكلوريس الى الابتعاث لدراسة الدكتوراه وذلك عبر العبث بحضور وغياب الطلبة والعبث بعلاماتهم. وهنا لب الموضع لب مشاكل الجامعات وهو: عدم قيام أعضاء الهيئة التدريسية بواجبهم، والذين جاءوا بغالبيتهم بالواسطة والمحسوبية، والين بالتأكيد سوف يمارسوا على الطلبه ما تعلموه من أساتذتهم عندما كانوا طلبة

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)