TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
الديمقراطية والعدالة الاجتماعية في مواجهة الإرهاب والتطرف
09/03/2015 - 1:30pm

طلبة نيوز- فرحان عليمات

أنهكت مؤسسة الأسرة والمدرسة والمؤسسة الدينية ووسائل الإعلام ؛ بإحالة كل قضية أوظاهرة سلبية، سواء داخل المجتمع أوخارجه إليها؛ فلم نعد نسمع في السنوات الأخيرة عن ظاهرة أو إشكالية ما إلا وكان من الواجب على تلك المؤسسات التصدي لها ، وبتنا نطلب منها أن تقوم بأدوار تكون في كثير من الأحيان أكبر من قدراتها؛ فليس من المعقول مثلا أن نغير المناهج الدراسية في كل فصل دراسي لنعالج ظاهرة أو قضية ما ، ولا نستطيع أن نقنع الأسرة القيام بدور تفتقده أصلا لاعتبارات كثيرة ، ولا نستطيع أن نملي على خطيب مسجد أو وسيلة إعلامية معالجة أمر أكبر من طاقاتها ، وباتت هي عاجزة عن معرفة ما يجب أن تقوم به لكبر حجم ما يلقى عليها ، ومع احترامنا وتقديرنا لتلك المؤسسات لما  تقوم به من دور فعّال في تماسك بنية المجتمع الأردني منذ تأسيس الإمارة وحتى الآن ، إلا أنّه علينا أن نقرّ بأنّ الحمل عليها بات ثقيلا، ولم يعد المستهدفُ من أدوارها يلقي بالا كبيرا لها؛ بسبب عوامل كثيرة، لعل أهمها الوسائل الاتصالية الحديثة.                                                                          

وبعد أن زاد عنف الجماعات الإرهابية المتطرفة التي تدّعي الإسلام؛ حيث  القتل والإرهاب بأشكال وطرق مختلفة؛ إرهاب فكري وإرهاب جسدي وإرهاب اتصالي بكل أنواعه ، وقتل بشري لم تألفه البشرية من قبل، فإن مصادر التنشئة الاجتماعية التي نجحت في معالجة ظاهرة معينة اعترت المجتمع،  أو أسهمت في الحد منها، لم تعد قادرة على التصدي لظاهرة الإرهاب والتطرف التي تفوق قدراتها لأسباب عدّة.                                                                                                    

يقول جلالة الملك عبدالله الثاني في معرض حديثه لصحيفة الحياة اللندنية في شهر آذار من العام الماضي عن الجهاديين المتشددين: "في حقيقة الأمر فإن هؤلاء وغالبيتهم من فئة الشباب ، لم يكونوا في الأساس من حملة الفكر المتشدد ، ما يحدث هو أن معظمهم يعانون من ظروف اقتصادية واجتماعية صعبة بسبب الفقر والبطالة ، وعدم تكافؤ الفرص الاجتماعية والاقتصادية المتاحة لهؤلاء الشباب تجعلهم أهدافا سهلة لأشخاص يقومون بالتغرير بهم ونقلهم إلى مواقع النزاع ، وهنا تبدأ عملية غسل دماغ وتحويلهم إلى متطرفين هؤلاء هم في الحقيقة ضحية لهذه الظاهرة والتي سببها مجموعة تستغل الدين لتجنيد شبابنا واستخدامهم وقودا في النزاع الدائر ، ولا بد من محاربة الفقر والبطالة وترسيخ العدالة الاجتماعية لقطع الطريق على التطرف ومن يروج له".                                                                                                  

وفي الأسبوع الماضي ذهب الرئيس الأمريكي أوباما في قمة مكافحة التطرف في واشنطن إلى ما ذهب إليه جلالة الملك؛ حيث أشار إلى أن الإرهابيين يعرضون أموالا وخدمات اجتماعية لتجنيد المقاتلين في مناطق محرومة من الخدمات، وفيها ظلم اجتماعي؛ مما يدفع الشباب إلى الانضمام إليهم لتحسين أوضاعهم السيئة في مجتمعاتهم.            

إن الديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، واحترام كرامة الإنسان، وإشاعة الحريات العامة، وبسط سيادة القانون هي ما يجب أن نبدأ به لمحاربة الإرهاب والتطرف ، لا أن نبحث عن حلول آنية ، بل لا بدّ من حلول جذرية تعمّق انتماء الإنسان الأردني لوطنه وقيادته ، وتجعله يدافع بكل ما أوتي من قوة لحماية مكتسباته المادية والمعنوية، وبعد هذا قد يكون لمصادر التنشئة الاجتماعية دور أكثر فعالية.              

إن استقرار أمن الوطن ونظامه هو المصلحة الأعلى والأكبر والأسمى ، وهو فوق كل المصالح والاعتبارات والامتيازات ، وبما أنّ جلالة الملك قد وضع أصبعه على الجرح وشخّص أسباب تنامي الملتحقين في التظيمات الإرهابية ، فمن الواجب علينا أن نساند فكر جلالته ، وأن نعمل على علاج ظاهرة الإرهاب والتطرف وتجفيف منابعه باجتراح منظومة إصلاح شاملة تخطط لها وتنفذها الحكومات الأردنية.                                                                                             

 

التعليقات

اكاديمي (.) الاثنين, 03/09/2015 - 14:59

العدالة المفقودة في الجامعات الاردنية سواء ما يتعلق بالطلبة او الاساتذة يجب ان تؤخذ بعين الاعتبار,فالتعليم العالي بات في حاجة ماسة لجراحة ناجعة.

مواطن (.) الثلاثاء, 03/10/2015 - 07:50

السرقة والنهب فوق كل شيء،والعدالة والكرامهوالحرية وسيادة القانون الله يرحمهم وعظم الله اجرنا

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)