طلبه نيوز

زيد إحسان الخوالدة

الحمدلله أن من الله علينا بالقيادة الهاشمية التاريخية التي بنت صروح العلم ليكون الوطن منارة فكرية ونبراس معرفي عظيم الشأن وحتى ضيوفه يأتون اليه طلياً للعلم من كل حدب وصوب ..لأن رأس المال الحقيقي الذي يستثمر به الهاشمين الأحرار في هذا البلد الطيب هو يعتمد بالأساس على قيمة الإنسان وتقدير فكره وعطاءه ...لذلك يجب علينا كأفراد وإدارات المحافظة على منجزات الأباء والأجداد والعمل على تطويرها وتعزيزها وفق رؤى جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المفدى.

أولا نشكر رجل من رجال الأردن الغيارى في زمن عصيب يكشف فيه معادن الرجال والغث من السمين ..شكرا للدكتور محمد ذنيبات على جهوده الوطنية الجبارة لإنجاح إمتحان الثانوية العامة ..الذي كشفت مخرجاته عن امور مهمة ومتعلقات بالدراسة الجامعية أغفلت وطويت صفحاتها لسنوات ..

لا بد لنا من الإشادة ببرنامج الموازي الذي قدم للطلبة تعليم نوعي في جامعات حكومية أتاحت للطلبة التعلم من خلال دفع رسوم أعلى من البرنامج العادي فتنعكس هذه الرسوم على وضع الجامعة فتنعش رواتب العاملين من الهيئات التدريسية والاداريين إلى حد ما ...إذن الفكرة كلها كانت من الاساس لإنعاش الجامعات مالياً.

وبطبيعة الحال كانت عوائد الموازي وبرنامج الموازي سيف ذو حدين ...حيث ادمنت الجامعات على عوائد الموازي ..وقد حذر الجميع ان غياب الموازي او حدوث اي خلل بحيث لا يقوم الطلبة بالتسجيل فيه سوف يؤدي بالنتيجة الى صدمة كبيرة خصوصا للعاملين في الجامعات بسبب تآكل رواتب العاملين واعضاء الهيئة التدريسية .

فعلى سبيل المثال لو قامت الجامعات الخاصة بتخفيض كبير في اسعار الدراسة لديها ..فالطلبة المسجلون على برنامج الموازي سيحملون امتعتهم من جامعات الحكومة ويشدون الرحيل الى الجامعات الخاصة "هذا سيناريو آخر "..غير السيناريو الموجود الآن وهو قلة عدد الطلبة الناجحين في الثانوية والمسموح لهم الدراسة في الجامعات عموماً .

من هنا كانت التوسعات التي اجرتها بعض الجامعات في المباني وطرح المناقصات والعطاءات التي اثقلت ميزانية هذه الجامعات ..والفكرة في التوسعة مبنية على آمال تسجيل الطلبة في الموازي ..انني لا الوم الجامعات وادارتها ..لأن الطلبة في البرنامج العادي والبرامج الحكومية الاخرى لا تساعد الخزينة في الجامعه ...

(((والحكومة هي لا تدعم النجاح بحسب ادعاء ادارات الجامعات حسب ما قال رئيس جامعة امام رئيس الوزراء...ووقتها اجابه وزير التعليم العالي ..إن الحكومة منحت جامعات "استثناءات" معينة لقبول الطلبة فوق طاقتها الاستيعابية ..لذلك هي ناجحة "مالياً"..)))

...حتى أن بعض إدارات الجامعات تتهرب من دفع مستحقات العاملين وتستغل مركباتهم الخاصة "بالمجان"

إذن الجامعات بين سندان تهرب الحكومة من الدعم المالي ..و مطرقة الموازي الذي يضغط على الطاقة الاستيعابية للجامعات .

من هنا تأتي أهمية استغلال الموارد في الجامعات بالشكل الصحيح ..واستغلال الموارد يجب ان يكون بحكمة ومدروس التبعات الاقتصادية لأي مقترح ..وهنا نقصد الإستثمار بالتدريج وعدم المغامرة بأموال الجامعات في مشاريع مكتوب عليها الفشل الذريع ..هنالك مشاريع ناجحة وهنالك مقترحات قام بها العديد من العاملين في الجامعات .

وممكن ان يساهم العاملين في الجامعات بجزء من أسهم ويتم توزيعها عليهم بحسب الارباح ...وهنالك العديد من الاستثمارات المطلوبة والناجحة ..مثل الاسكانات وتأجير الشقق الفندقية في الوسط التجاري والسكاني وتصنيع الأغذية والوجبات والصناعات الخفيفة "المستهلكة" والعديد من افكار الإستثمار ..ومراكز خدمة السيارات والوقود والزيوت .

آن الأوان للإدارات في الجامعات ان تقدم بدائل حقيقية عن الموازي وآن الاوان لتحسين الوضع المالي للجامعات من خلال الإستثمار بأمور غير اكاديمية ..آن الاوان لتحسين اوضاع الهيئات التدريسية ..ويكفينا الإعتماد على فتات الموازي الذي لا يسمن ولا يغني من جوع ..خصوصا للإداريين .