طلبة نيوز

يوسف عبدالله محمود
في ضوء نتائج امتحان التوجيهي لهذا العام والتي جاءت صادمة بحق وعلى نحو غير مسبوق، ينبغي أن تتم قراءة الواقع التعليمي قراءة واعية، يقوم بها خبراء تربية وتعليم مشهود لهم بالكفاءة والشفافية.
في ضوء هذه النتائج المخيبة للآمال، لا يجوز تهميش «الجامعات الخاصة» من قبل استفراد «الموازي» في الجامعات الحكومية بمباشرة القبول. وأعني قبول الطلبة منذ اللحظة تفويتاً على الجامعات الخاصة التي هي نبت وطني أيضاً، لا يجوز أن تُحرم من «الربح» الذي سيصرف قسم كبير منه على الرواتب ومرافق هذه الجامعات وسويّة التعليم. «الموازي» ينبغي ألا تكون منافسة غير عادلة، فيستأثر من الآن بقبول الطلاب على اختلاف معدلاتهم وعدم انتظار نتائج القبول الموحد للجامعات. هذا السباق مع الزمن غير مبرّر ويظلم جيوب الطلاب!
الجامعات الخاصة من حقها أن تطالب المسؤولين بمراعاة وضعها، لأنها على هذا النحو سيتم ضربها في الصميم، وأتساءل: لماذا لا يُعاد النظر في وجود «الموازي»؟
من ناحية أخرى اقترح على الجامعات الخاصة، -والحالة هذه- وحتى تستقطب الطلاب إليها أن تخفف قليلاً من أقساطها، بهذا تكون قد امتصّت الضربة غير المتوقعة، قلت لا يجوز أن يستبق «الموازي» ظهور نتائج القبول الموحد للجامعات الحكومية، فيعمد تسجيل الطلاب منذ دفع الأقساط!
هذا السباق مع الزمن يفوّت فرصاً كثيرة على الطلاب الذين ينتظرون ظهور نتائج القبول الموحد!
الالتفات أيضاً للجامعات الخاصة في هذا الظرف غير المسبوق والالتفات الحكومي إلى مطالبهم قضية وطنية مشروعة.
لا يجوز أن نكتفي بالقول إن كل طرف يريد «النار إلى قرصه». أعني أن لا يلتفت إلى مطالب الجامعات الخاصة تحت هذه الذريعة. من حق هذه الجامعات ألا تسمح بتهميش دورها، بحيث يتقلص عدد طلابها للعام الجديد. الحق يجب أن يُقال.
من ناحية أخرى على وزارة التربية والتعليم إعادة النظر في امتحان التوجيهي، لا ينبغي أن يظل «تقليدياً»، بل ثمة من يرى من الغائه واستبداله بنمط آخر هو الأقدر على قياس مستوى الطالب العلمي، لا يجوز أن تكون لكل وزير تربية وتعليم رؤية تتناقض في كثير من الأحيان مع رؤية من سبقه.
لماذا لا يستفاد من فلسفة التربية والتعليم المتبعة في بعض البلدان الأخرى المتحضرة وهي فلسفة تندرج بالنمو العلمي للطالب وقياس مدى كفاءته للدراسة الجامعية؟ هي فلسفة مُريحة تراعي قدرات الطالب وتمنحه الفرص للتفوق!.
قلت في البداية إن نتائج التوجيهي لهذا العام جاءت صادمة للجميع، من هنا على وزارة التربية والتعليم دراسة أسباب هذه النتيجة. من هو المسؤول؟ لماذا لم ينجح أي طالب في أكثر من 200 مدرسة.
هل هم الأساتذة؟
هل هي صعوبة الأسئلة؟
هل هو التصحيح ونوعية وكفاءة المصححين في اختصاصاتهم؟
هل هي «مراقبة» الطلاب اثناء الامتحان مراقبة «أمنية» أحياناً وكأن كل طالب بات «متهما» ينبغي محاصرته بالعين الحمراء!!
تساؤلات ينبغي الإجابة عنها؟
والله من وراء القصد.
e-mail: yousefmahmoud37@yahoo.com