طلبة نيوز-أ.د. صلاح جرّار
في الأردنّ مئاتٌ من حملة شهادة الدكتوراه ممّن لم يجدوا فرص عملٍ في جامعاتنا الأردنية الرسميّة أو الخاصّة، ومعظم هؤلاء (الدكاترة) من أصحاب التخصّصات الإنسانية كاللغة العربيّة والتاريخ والشريعة والتربية، وبعضهم خريجو الجامعات الأردنية بينما بعضهم الآخر خرّيجو الجامعات العربيّة. ومعظم هؤلاء يتنقلون بين الجامعات بحثاً عن فرصة عمل مناسبة، فتارةً يذهبون بأنفسهم، وتارة يذهبون برفقة نوّاب محافظاتهم أو المسؤولين والوزراء السابقين من أقاربهم أو وجهاء محافظاتهم.
إنّ وجود حملة دكتوراه في أيّ مجتمع عاطلين عن العمل هو أمرٌ معيب، ولا أرى أنّه يليق بمجتمعٍ يعتبر التعليم رأس ماله، وأعتقد أنّ المسؤولية يشترك فيها هؤلاء الخرّيجون أنفسهم لاختيارهم تخصّصات راكدة أو قليلة فرص العمل، وبسبب اختيار بعضهم جامعات ليست ذات سمعة طيبة، وكذلك تقع المسؤوليّة على جامعاتنا الأردنيّة التي لا تراعي مدى حاجة المجتمع لتخصصات بعينها ولا تبالي بكساد هذه التخصصّات.
لقد آن أن نعيد لشهادة الدكتوراه مكانتها في جامعاتنا ولحملة الدكتوراه كرامتهم في مجتمعنا، ولا بدّ من أجل تحقيق ذلك من إعادة النظر في برامج الدكتوراه في جامعاتنا الأردنية. ولا سيّما في التخصصّات التي يعاني خرّيجوها من صعوبة إيجاد فرص عمل.
وبدلاَ من توسّع الجامعات في قبول أعداد كبيرة من المتقدمين للدراسات العليا فإنني أنصح أن يتوجه الاهتمام-بعد تقليص أعداد المقبولين _ إلى العناية البالغة بمستوى هؤلاء الطلبة من حيث مستوى تحصيلهم العلمي ومهاراتهم البحثية، بحيث يتخرج الواحد منهم وهو أهلٌ لحمل لقب الدكتوراه، وبحيث تتخاطفه الجامعات بعد ذلك بسبب سمعته العلميّة وأبحاثه المعروفة المنشورة.
وأتمنى على جامعاتنا من أجل تحقيق هذا المستوى المنشود أن تختار أعضاء هيئاتها التدريسية من العلماء الحقيقيين المتميّزين بعلمهم وإنجازاتهم وأخلاقهم، فمثل هؤلاء لا يرضون أن يكون من يتخرّج على أيديهم إلاّ من يكون أهلاً للنجاح والتخرّج.
إن مكانة أي جامعة لا تستند إلى عدد طلاّبها فقط، بل تستند في المقام الأوّل إلى مستوى خرّيجيها وما يلاقونه من تعليم ورعاية واهتمام وتدرب وتأهيل قبل تخرّجهم. كما أن من أهمّ معايير مكانة الجامعة أن يكون أعضاء الهيئة التدريسية فيها من أهل الخبرة والاختصاص والتميّز والشهرة في البحث والتدريس.
التعليقات
ملخص (.) الخميس, 03/20/2014 - 05:41
معاليه بقولكم بطريقة غير مباشرة ان برامج الدكتوراه في الجامعات الادنية فاشلة فاشلة فاشلة.
معاليك انت كنت وما زلت راسم لسياسات التعليم العالي كونك كنت نائب رئيس اكبر واقدم جامعة في الاردن كنائب رئيس، ماذا فعلت اتجاه ذلك وها انت اليوم قائم باعمال رئيس جامعة تعد الاكبر من حيث العدد لمقبولي الدكتوراه في الاردن.
كفانا.......
اضف تعليقك