TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
إضرار المعلمين..
14/08/2014 - 6:00am

هاني البدري

أنتم على موعد مع الأضرار بالموسم الدراسي الجديد، ووقف الدراسة، والحيلولة دون تحصيل علمي سليم ومتوازن، وتأخير سير المنهاج حسب الخطة الدراسية السنوية.. أنتم على موعد مع إجهاض الفصل الدراسي القادم، بامتياز.
حاجات الطالب وقدراته وتقييم امكاناته، وفترة الاستعداد والإحماء، والتحضير والتعارف، وتحصيل الطالب ووقته المهدور وضياع الساعات والأيام على حساب دراسته، ليس مهماً كل هذا، الأساس هو الإضراب.
الحقيقة أن هذا هو ثمن وقوفنا مع مطالب السادة المعلمين حين طالبوا بنقابة تحفظ حقوقهم، و(تحاور) أجهزة الدولة بشأن مكتسبات وشؤون وشجون المهنة وصاحبها الذي وقفنا له ووفيناه التبجيلا حتى كاد أن يكون رسولا.
وإذا كانت مهنة المعلم قد ارتبطت في تاريخنا الاجتماعي بقيمة (الأُستاذ) العارف والعالم والحكيم في أسرته وبين أبناء جواره ومحيطه، فقد وصلت هذه القيمة اليوم إلى أدنى مستوياتها، ما أدى إلى إيذاء الاستاذ نفسه بسبب (الطامحين) والطامعين بأحلام الكراسي و(التريُس).
أضحت المهنة مرتبطة فقط بعناوين.. الأزمة التعليمية، ونقص التدريب وغياب التأهيل، ومكافآت التصحيح، وبدلات التمثيل، ونسب التعديل في الرواتب والمكافآت، وهذه كارثة بحد ذاتها، ذلك أن المعلم أجل وأكبر من اختزال دوره ومكانته بجملة مطالب مادية تصر النقابة ومن باب البحث عن شعبية ضائعة، على تقديمها في حدث لا يرقى حتى أن يرتبط باسم المعلم.
نقابة المعلمين وفي حدث غير مسبوق تعلن عن إضرابها المفتوح عن العمل بموعد محدد زمانا ومكانا، ليصار إلى إحداث أكبر الضرر في ضرب الفصل الدراسي والتعليم برُمته لتضاف إلى طلبتنا أزمة جديدة تضاف إلى كل مشاكلهم.
فالموعد المُختار يقول صراحةً "إننا سنخلخل العملية التعليمية حين تبدأ، لإحداث أكبر الضغط من باب أعمق الضرر"، وإلا لكان الإضراب أخذ طريقه مبكراَ.. كأن يعلن الأطباء نيتهم الإضراب حين تقع الحوادث ويسقط الجرحى والمصابين، أو أن تُعلن ممرضة أنها ستبدأ إضرابها عندما يبدأ مخاض حامل.
مخاضنا بدأ، وسنَ اساتذتُنا أسنانهم بانتظار الفصل الدراسي الذي يستقبلنا ونستقبله بعد أن فُجعنا بثلاثمائة وأربعين مدرسة لم ينجح بها أحد، وبمئة ألف تلميذ بالمستوى الأساسي يعانون من أمية كاملة في القراءة والكتابة، بآلاف الحالات من الغش وشراء الامتحانات والتورط بقضايا لها علاقة بالامتحان الأزمة (التوجيهي).
بين كل ما ذكر لم نسمع كلمة حوار في أي مكان وعلى لسان أي كان، وكأن مشاكلنا لا تُحل الا بالعنف، ومطالبنا لا يستجاب لها إلا بالإضرار بمصالح المواطن وخزينة الدولة وسير العمل، ومكاسبنا لا تتحقق إلا على حساب مكاسب الناس.
حصل هذا في مؤسسات عديدة كالجمارك والأراضي والموانئ وفي مهن حساسة تقترب لتكون رسالة إنسانية وواجب أخلاقي كالطب والتمريض، غاب الحوار ووقع الضرر وغُيبت مصلحة المواطن على أساس كونها أخر القائمة، ولم يبرز إلا لغة الوعيد والوعد بأكبر الضرر إذا ما "تحققت مطالبنا".
على رؤوسنا.. نضع اساتذتنا الذين حصلوا بدعمنا ووقوفنا إلى جانبهم على نقابة تحفظ لهم حقوقهم و(تناقش) قضاياهم، ونحن من انتقد وهاجم الوزير إياه.. الذي طالب المعلمين بـ"حلاقة ذقونهم والاهتمام بملابسهم بدلاً من التذمر".
ونحن أيضاً من ندعو ونطالب نقابة المعلمين أن تشرع بخدمة المعلم الذي هو جزء لا يتجزأ من العملية التعليمية برُمتها، لا أن نُصر على تقديم مصالحنا المهنية أو (غيرها..) على مصلحة التعليم المصاب أصلاً بأبلغ الضرر لأسباب متراكمة تعرفها النقابة جيداً.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)