TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
أنقذوا الدولة الأردنية بإمتحان إستثنائي عاجل للتوجيهي !
04/08/2016 - 10:00am

طلبة نيوز- كتب أ.د. محمد الفرجات و د.أيمن أبو الرب

مائتان وأربعون ألفا من الطلبة الأردنيين الذين لم يحالفهم الحظ بالتوجيهي من عدة دورات ورد ذكرهم والحديث عنهم في مناسبات ومواقع مختلفة، نتحدث إن صح الرقم عن ما نسبته 5% من الشعب على إعتبار أن الشعب الأردني ستة ملايين ممن يحملون الجنسية الأردنية.

هؤلاء الخمسة بالمئة ذكور وإناث يجلسون بالبيوت لا شغل ولا عمل، وقد يقع بعضهم ضحية الفكر المتطرف والإرهاب الذي يجد ضالته في الشباب والمحبط منهم خاصة، ولن أبالغ إن قلت بإنهم تقريبا خمس المجتمع الأردني على إعتبار أن الفئة العمرية الشابة هي من يراهن عليها.

سن الزواج الطبيعي وما يتعلق بالصحة الإنجابية معرض للخطر في ظل فوات الفرصة على هؤلاء لمدة تقارب العقد أمام عدم حصولهم على شهادة التوجيهي، والذي يعد الحاجز النفسي والمعنوي، كما ويعد نقطة الإنطلاق والمتطلب الأساسي للمراحل التي تلي سن الثامنة عشر (وهذا ما إعتاد عليه المجتمع).

الجامعات الحكومية والخاصة والمعاهد والكليات والأكاديميات المختلفة أصبحت تعاني نقصا حادا بأعداد الطلبة، وإنعكس ذلك على موازناتها المالية وإيراداتها الذاتية، وبالتالي على خططها التنموية قصيرة وبعيدة الأمد، والجميع يعلم أن الجامعات والكليات عندما تعمل بطاقتها الاستيعابية فإن المجتمعات المحلية المحيطة بها تنتعش إقتصاديا.

المرحوم العالم أحمد زويل علل وشخص حالة التأخر العلمي عند الدول العربية بعبارته الشهيرة "نحن لسنا أغبياء، ولكن الغرب يدعم الفاشل حتى ينجح، ونحن نفشل الناجح حتى يفشل"، فهل يعقل أن ربع مليون أردني -إن صحت المقولات- ومن أصل ستة ملايين مواطن لا يمكنهم النجاح في التوجيهي؟

مارك زوكيربيرغ كان مراهق بنفس سن هؤلاء عندما دخل على شبكة الجامعة ليتواصل مع طلبة كليته ومنها أوجد الفيسبوك والذي يعود على الدولة الأمريكية بالمليارات، وهو الذي يحرك الاعلام والرأي العالمي كما يريد، ولم يكن عبقري ولا متميز، فقط لاقى دعم معنوي وليس قوى هدم مؤسسية حاقدة مصابة بداء الغيرة والحسد. أحد شبابنا طور شاحن يعمل بالطاقة الشمسية، ويلقى اليوم عروض عالمية لتطوير إختراعه، فكم من هؤلاء الربع مليون لديه إبداع في حقل معين وكيف نقتل فيهم الحياة والإبداع بشبح التوجيهي الذي صنعناه مع الزمن ورتبنا مستقبل شبابنا ليكون نقطة إنطلاقهم، ولما أصبح جزء وحقيقة من مسيرة الحياة نعطل بشكل مقصود وبطريقة غير مباشرة 5% من الشعب، فلصالح من هذا؟

النداء موجه لأعلى مستويات دولتنا الأردنية الموقرة، فالدولة هي الشعب والأرض والحكومة، وأن 5% من الشعب محكوم عليهم بالضياع، ونخشى عليهم وعلى أمننا القومي إن لم نفكر وعلى وجه السرعة بعقد إمتحان توجيهي بكل فروعه، وعلى وجه السرعة، وهذا برأيي أولى وأهم من الانتخابات النيابية حيث نتحدث عن الأمن القومي لمن يدرك معنى ذلك.

لا نقول دعوهم ينجحوا، ولا نقول سهلوا الامتحانات، ولكن نقول أعطوهم فرصة، وفصلوا للناجحين منهم فرص تعليمية بالتعليم التقني والمهني بالجامعات والمعاهد والكليات والأكاديميات.

الخطوة هذه ستعود بالنفع على الدولة الأردنية، وستنعش السوق وتنعش إقتصاديات المجتمعات المحلية، وتبعد ربع مليون شاب وشابة عما يفرزه الاحباط والفراغ من سلبية وخطر الانجراف وراء الفكر المتطرف والعنف والمخدرات وغيرها.

التعليقات

أ.د. إسماعيل عبابنه (.) الخميس, 08/04/2016 - 10:19

التالي من الواقع المباشر والله! وسأتحدث قصدا بعفوية وسذاجة. أبحث عن بليط منذ أيام لأمر عاجل ولم أجد لأن "البليطين" بمن فيهم السوريون مشغولون...قبل أشهر وجدت "كهربجيا" أردنيا وعندم بدأ العمل بعد أيام من التأخير كان الكهربائي الفعلي سوريا...حديثا، اتفقت مع معلم دهين سوري وهنا كانت مفاجأة كبرى: من نفذ الدهان كان أردنيا وعلى مههههله....المشكلة أن كثيرا من شباب الأردن (ابناؤنا) ينامون والسوريون والمصريون يعملون...جزاهم الله خيرا، ووفقنا باتجاه القدرة على تربية الأبناء. المشكلة تربوية وثقافية أصلا، ومش كل واحد لازم ينجح بالتوجيهي. لما قدمت توجيهي زمان حصلت لإني "حرثت حراث البين". سلام.

اكاديمي (.) الخميس, 08/04/2016 - 11:19

هل المطلوب فزعة وزيادة علامات لهم ليدخلوا الجامعات. كفانا تجهيلا وتكبيرا للمشكلة. السبب انهم هم لم يدرسوا وليس الدولة.
والبلد بجاجة لايدي عاملة ويجب القضاء على ثقافة العيب من العمل اي عمل بهذا يكون الحل ليس بغيره

عاطف ابو علاء (.) الخميس, 08/04/2016 - 21:23

لا أعلم مدى دقة الأرقام ولكن لي أن اتسائل: كيف سيكون اقتصادنا لو أصبح ربع مليون شاب من المهنيين المدربين في دورات مكثفة (3 - 6 شهور) ؟
ألا يمكن لهم العمل ومن ثم تقديم اختبار التوجيهي؟ لدينا مئات آلالاف من العمالة الوافدة ويمكن لشبابنا المؤهل مهنيا ان يفيد نفسه ووطنه

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)