طلبة نيوز - قالت مصادر مطلعة على المفاوضات إن ألمانيا ستواصل الحد من مبيعات الأسلحة إلى تركيا على الرغم من المضي قدماً في بعض الطلبات التركية القائمة منذ فترة طويلة.

وأبلغ مسؤولون في برلين نظراءهم الأتراك في وقت سابق من هذا الشهر أنهم سيوافقون على مبيعات الأسلحة البحرية، وفقا لمصدر مطلع على المناقشات الخاصة.

وقال المصدر : "لقد أوضحت برلين لأنقرة بكل شفافية أنها مستعدة لتلبية الاحتياجات التركية في البحرية. ولكن بخلاف ذلك، فإن أي توقعات ملموسة في مجالات أخرى، مثل أسلحة الطائرات، لن تكون واقعية".

وفي أعقاب المحادثات، وافق مجلس الأمن الفيدرالي الألماني، الذي يجتمع سراً، على شراء تركيا أسلحة بقيمة 368 مليون دولار، وهي أول عملية بيع من نوعها منذ سنوات، وفقاً لتقارير إعلامية ألمانية نشرت الأسبوع الماضي.

وتتضمن الحزمة المبيعات 100 صاروخ مضاد للطائرات وطوربيدات للبحرية التركية، إلى جانب حزم مواد كبيرة لتحديث الغواصات والفرقاطات التركية.

وظلت تركيا منذ فترة طويلة على قائمة المراقبة الألمانية بسبب استخدامها للأسلحة الألمانية، مثل دبابات ليوبارد، في عمليات الأمن الداخلي والحرب البرية في سوريا.

وأضاف المصدر أن "الألمان قالوا بوضوح تام إن أيدي برلين مقيدة، إلى جانب الاحتياجات البحرية، بسبب المعارضة الداخلية لأي مبيعات أسلحة إلى تركيا".

المعارضة الداخلية
بدأت ألمانيا رسميا محادثات فنية مع أنقرة في وقت سابق من هذا الأسبوع بشأن احتمال بيع ما يصل إلى 40 طائرة حربية من طراز يوروفايتر تايفون بقيمة 5.6 مليار دولار. ومع ذلك، قال المصدر إن هذه الخطوة كانت مجرد مناورة بيروقراطية لتأخير البيع لأطول فترة ممكنة.

وأضاف مصدر ثانٍ: "الأمر يشبه إحالة القضايا إلى اللجان الفرعية التي تعلم أنها لن تحقق أي تقدم".

"أعلن الألمان بوضوح تام أن أيدي برلين مقيدة بسبب المعارضة الداخلية لأي مبيعات أسلحة إلى تركيا، إلى جانب الاحتياجات البحرية".

- مصدر قريب من المحادثات

"عندما يؤيد كل عضو آخر في الكونسورتيوم عملية البيع، يتعين عليك القيام بخطوة تحفظ ماء وجهك."

يتم إنتاج هذه الطائرات من قبل مجموعة من الدول: ألمانيا، وأسبانيا، وإيطاليا، والمملكة المتحدة. وكل هذه الدول تدعم عملية البيع باستثناء ألمانيا.

وكان التقدم بشأن الاتفاق بطيئا بسبب معارضة بعض الأحزاب في الائتلاف الحكومي الألماني، مثل حزب الخضر.

وقال المصدر الثاني إن ألمانيا لن تحرز تقدما بشأن طلب طائرات يوروفايتر إلا إذا قدمت تركيا ضمانات مكتوبة بأن الطائرة لن تستخدم في انتهاك المجال الجوي اليوناني المتنازع عليه في بحر إيجه، وهو شرط تجده أنقرة غير مقبول.

وأضاف المصدر الأول أن "الألمان قالوا أيضا إنهم لن يقدموا طلبات تركية بشأن الأسلحة البرية، مثل المحركات والأجزاء الأخرى المطلوبة لمشروع الدبابة الوطنية التركية وغيرها، ما لم تقدم أنقرة ضمانات مرة أخرى بعدم استخدامها في أعمال عسكرية هجومية في الخارج".

ورفضت وزارة الخارجية التركية التعليق على الأمر.

وقالت مصادر مطلعة على القضية الأسبوع الماضي إن ألمانيا قررت إعادة النظر في طلب أنقرة لشراء مقاتلات يوروفايتر "بعقلية جديدة" في أعقاب التوترات الإقليمية بين أوكرانيا وروسيا، فضلاً عن حرب إسرائيل على غزة.

والتقى المستشار الألماني أولاف شولتز بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الشهر الماضي.

وأعلنت الحكومة الألمانية أن شولتز من المقرر أن يزور أنقرة في التاسع عشر من أكتوبر/تشرين الأول. وأشارت عدة مصادر إلى أن المستشارة الألمانية تسعى إلى التوصل إلى اتفاق لتسريع إعادة نحو 15 ألف مواطن تركي رُفضت طلبات لجوئهم.
"ميدل إيست آي"
ترجمة طلبة نيوز