TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
اضف تعليقك

د. علي الموسى (.) الاربعاء, 01/21/2015 - 20:50

اعتقد جازماً بان المشكلة في الاساس هي في طريقة التفكير في موضوع الوصول الى العالمية اذ اصبح هذا الموضوع نفسه هدفاً بحد ذاته بدل ان يكون نتيجة. تضغط الادارات الحالية للجامعات بشكل كبير على البنية التحتية للجامعات من اعضاء هيئة تدريس وعاملين وتطلب تسخير كل الموارد للوصول لهذه العالمية وكله من اجل ماذا؟ السؤال الذي يجب ان يُسأل ويطرح ماذا استفاد المجتمع ودافع الضرائب المواطن من كل هذا؟ اليس الاصل في البحث العلمي خصوصاً في الجامعات الحكومية ان يعود مردوده على المجتمع وعلى المواطن؟ اليس الاصل ان يتم التركيز فقط على اولويات البحث العلمي التي تعالج المشاكل الكبيرة التي نعاني منها في البلد؟ اليس الاصل ان تُنفق الاموال المحدودة اصلاً على ابحاث تمس مباشرة حاجات المجتمع وتعالج مناطق الخلل فيه؟ ما فائدة ابحاث كثيرة تُصرف عليها الاموال العامة ولكن لا علاقة لها بحل مشاكل مجتمعاتنا او مواطنينا وحتى لو نُشرت في مجلات عالمية؟ من المستفيد؟ اعتقد ان البوصلة منحرفة. نحن ننظر الى الخارج بدل من ان ننظر الى الداخل. اعتقد ان معيار التميز والنجاح لجامعاتنا يجب ان يكون عندما تزداد مساهمة البحث العلمي فيها في حل مشاكل المجتمع، وعندما يزداد ويتطور مساهمة الابحاث فيها في نمو اعمال مؤسساتنا وشركاتنا ويتطور اداء القطاع العام بسسبها. في ظل ظروف مالية صعبة وامكانات محدودة، يجب تسخير الابحاث وتركيزها للصالح العام بشكل مباشر. في هذه الحالة يجب ان لا نأبه للترتيب العالمي للجامعات او غيره فالراي العام سيدرك مباشرة دور الجامعات في خدمته ويضع اكليلاً من الزهور على رؤوس القيادات التي ادت لذلك وسيشعر البحاثة بالفخر اكثر بكونهم ساهموا مباشرة في حل مشاكل المجتمع. من ناحية اخرى، نتائج هذه الابحاث التي تخدم المجتمع بشكل مباشر ستنشر بسهولة في مختلف المجلات وان ادت الى العالمية اكثر كان به وخلافاً لذلك حقيقة ليس مهماً.

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)