طلبة نيوز-

في تقديري أن اليوم الاربعاء سيكون يوما تاريخيا حينما يجتمع مجلس امناء الجامعة الاردني لإقرار التشكيلات الجديدة، ولا ابالغ فى توصيفى له "بالتاريخي" لانه تاريخي للجامعة، وتاريخي فى سجل الاكاديميا الاردنية بشكل عام ..

سيكون تاريخيا بالنسبة للجامعة الاردنية لان هذه التشكيلات هى الاولى بعد التصريح الشهيرالذى اطلقه رئيس الجامعة الاردنية خلال مقابلة إذاعية أجرتها مديرة إذاعة الجامعة الأردنية فى تموز لهذا العام، والذى اعلن فيه عن توجه الجامعة لتشكيل لجان "تقصي واختيار" عمداء جدد خلفا للعمداء المنتهية فترة عملهم، فضلاً عن أن الحراك المتواصل الذي قاده الرئيس لترجمة هذه الافكار للوصول لهذه اللحظة الحاسمة لم يكن ليطرأ على أذهان أحد من الاكاديمين الذين يعرفون حقيقة المشهد الاكاديمي الذى يجري داخل الجامعات بكل تفاصيله.

أما كونه تاريخيا للاكاديميا الاردنية فلاشك بأن هذه العبارة على غرابتها للوهلة الأولى باعتبارها تشكيلات روتينية كعشرات بل مئات التشكيلات التي جرت قبلها، لكنها غيرها جميعًا باعتبارها تجري فى "اقدم" جامعة اردنية التى عملت على وضع "خارطة طريق للإسهام في تحقيق المنجز الوطني خلال الزيارة التاريخية لجلالة الملك عبدالله الثاني للجامعة أواخر العام 2012 " كما يقول الرئيس ، هذا المنجز الذى يرتكز على مبادئ النزاهة والشفافية والعدالة فى اختيار القيادات الجامعية .
التشكيلات الاكاديمية المنتظرة بما تحمل من بعد تنويري يُؤمل عليها أن تكون تاريخية كذلك بانعكاساتها على المشهدين، سواء الشعبي والرسمي ، بحيث تكون تغييرا فعليًا في الجهتين، ففي الجانب الشعبي ينتظر أن تنجح هذه الخطوة في إعادة بناء الثقة بين الجامعة والعاملين فيها، وهو ما يتأمله اعضاء هيئة التدريس والاداريون والطلبة الذين يتطلعون الى قيادات قوية وفاعلة تسهم فى نقل الجامعة الى المستوى الرفيع الذى يتطلع اليه الجميع فى مجال البحث والتدريس وخدمة المجتمع الاردني.

أما في الجانب الرسمي فالأمل بأن تؤسس التشكيلات الجديدة التى جاءت بعد جهود "مضنية" بذلتها لجان "التقصي والاختيار" فى التدقيق بالسير الذاتية للمترشحين والتأكد من سجلاتهم الاكاديمية ومنجزاتهم البحثية وشرعيتهم القيادية، وانتهت الى وضع جداول عادلة و موضوعية "للمفاضلة" بعيدا عن الاهواء والرغبات، اقول باننا نأمل بان تؤسس هذه التجربة، إلى تحركات جادة داخل الجامعات الاردنية لإعادة صياغة اليات فرز القيادات الاكاديمية المهترئة والمطواعة للتلاعب والاختراق، وهو ما أثبتته معظم التشكيلات السابقة، كما يؤمل بأن تلعب دورًا في رفع منسوب الكفاءة والاهلية معًا عند بقية الجامعات بحيث تُفعّل لجان التقصي فيها وتتوسع ثقافة الاختيار بما يضمن تنافسًا شديدًا بين المرشحين تنعكس فوائده على الجامعات من جميع الجوانب.

باختصار العمل "المتعب" و الجهد "المخلص" و التدقيق "العميق" الذى قامت به لجان التقصي فى البحث عن الكفاءات الاكاديمية "المخضرمة" وما شهدته من مخاض عسير ، سينتهي غدا إلى ولادة حدث تاريخي سيكون له ارتداداته على الجامعة الاردنية والوسط الاكاديمي شريطة أن تأتي النتائج على قدر الطموحات...