TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
نظامنا التعليمي وجلد الذات
13/12/2016 - 5:15am

طلبة نيوز

نظامنا التعليمي وجلد الذات!!

د. مفضي المومني.

النظام التعليمي في الأردن من الأنظمة التعليمية الرصينة لسنوات خلت مقارنة بغيره من الأنظمة التعليمية في الدول التي بمستوانا ،وهذه حقيقة ، وخريجونا يثبتون كفاءة ومشهود لهم في محيطنا الإقليمي، وفي الفضاء العالمي لدينا قصص نجاح لطلبتنا في أرقى الجامعات الغربية، وصحيح وحقيقة انه في السنوات الأخيرة ظهر تراجع ملحوظ في سوية النظام التعليمي، سواء في التعليم العام، أو التعليم العالي، ولا احسب المقارنة لنظامنا التعليمي مع النظم العالمية المتقدمة والعريقة تكون متكافئة، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار البيئة التعليمية وعناصرها والقاعدة التكنولوجية والصناعية الكبيرة والعميقة التي تتوفر للطالب في هذه الدول المتقدمة، ولا تتوفر لطلبتنا، لأننا ما زلنا دول مستخدمة للتكنولوجيا وليست منتجة.
واكبر معضلة تواجه نظامنا التعليمي حالياًً التركيز عل الكم،وفي المقابل عدم التركيز على النوعية والمستوى، وما نحتاجه ببساطه وقد أشبعنا الكم أن نركز على النوع، ولا ننسى أن نصرف بسخاء على التعليم، لان جل مشاكلنا في التعليم العام والعالي بالذات نقص التمويل وانحراف البوصلة نحو البحث عن الأموال من قبل الإدارات الجامعية بدل أن تتفرغ للتطوير في المجالات الأكاديمية والبحثية والتدريسية والتي تعتبر الأساس لمهام الجامعات.
تطالعنا وسائل الإعلام بتصريحات من جهات مختلفة رسمية وشعبية وصحافة تصب في خانة تدني المستوى التعليمي، حد جلد الذات، وإن أحسنا الظن بان ذلك هو نقد من اجل التطوير والتغيير في الغالب، وأحيانا ممارسات عبثية من البعض لتصفية حسابات مع أشخاص في موقع السلطة، أو من اجل مصالح آنية، معالي وزير التربية والتعليم ولست هنا بمقام مدح معاليه أو ذمه، فاعتقد انه يحاول الإصلاح ما استطاع لذلك سبيلا، ولا نشكك بوطنيته وحرصه عل نظامنا التعليمي، ونعرف ونقدر الجهود التي يقوم بها وكادر الوزارة، وانه ورث ورثة ثقيلة، وان مهمته صعبه اتفقنا أم اختلفنا معه على توجهاته أو تصريحاته، ومن متابعاتي لشؤون التعليم وتصريحات معاليه أجده ناقدا حادا لنظامنا التعليمي ولوزارته، وقد ناقشته بذلك في إحدى جلسات مؤتمر إصلاح التعليم وبينت له أن عمل وزارته عمل تراكمي كبير لا يمكن اختزاله بهنة هنا أو هناك، وأننا دائما مع التطوير فالنظام الذي لا يتطور يهزل ويضعف ويندثر، وفي نتائج الثانوية العامة كلنا كنا معه في تصحيح المسار، لكن ليس حد القسوة عل طلابنا وترسيبهم بعلامة في مبحث اختياري مع أن معدلاتهم مرتفعة، فالمعالجة التربوية ذات البعد الاجتماعي والاقتصادي مطلوبة في الامتحانات العامة لكن معاليه له وجهة نظر نحترمها مع اختلافنا معه، وتستوقفنا تصريحات معالي وزير التربية منذ فترة بما يخص النظام التعليمي، وبعدها بما يخص امتحان الثانوية العامة وآخرها ما يتعلق بامتحانات التنافس لتعيين المعلمين، وهي تصريحات لم نعتد عليها وفيها الكثير من المكاشفة والشفافية ونقدر أن معاليه يضع يده على الجرح ويريد أن يضع الجميع بواقع الحال ولا نشك أن النوايا طيبة، لكن قد نختلف مع معاليه أن بعض ما ينقل على لسانه قد يفهم منه جلد الذات، وبعض المقاربات فيها تسطيح للأمور ولها تأثير على سمعة نظامنا التعليمي، لسنا ضد التطوير ولسنا ضد المحاسبة ولسنا مع مصطلح (كله تمام) أيضاً،
ومنذ أيام وبعد صدور نتائج بعض الاختبارات العالمية مثل TIMSS وتذيل طلبتنا للقائمة في العلوم والرياضيات، وعدم إحراز أي تقدم، لا بل تراجع مخيب للآمال حد التدهور كما يصفونه، بدأ البعض يكتب بذلك، وهنالك من يوجه النقد واللوم لوزارة التربية والتعليم وعلى الوزير شخصيا، الذي ضبط التوجيهي لكنه لم يتقدم بنظامنا التعليمي ونتاجاته كما يقولون، بل إن كل المؤشرات تتكلم عن نكوص حد الانهيار، وبين تصريحات المسؤولين كما أسلفت وردات الفعل من الناس والصحافة نضع بلدنا ونظامنا التعليمي على مذبح جلد الذات، ولا ننسى ما يدور حول الجامعات والتعليم العالي، فمن متابعاتي أرى أننا نقول ونتكلم ونكتب أكثر بكثير مما نفعل، حتى أن بعض الإدارات والمسؤولين، لا بل بعض الوزراء، أصبحوا مسكونين ببعبع الخوف من الوقوع بالخطأ إذا عملوا، بل أن بعضهم يفضل عدم العمل وترك الأمور على عواهنها حتى يحافظ على كرسيه أطول مدة ممكنة من منطلق تقديم الخاص على العام، وحتى لا يتعرض للنقد، وهذا ما جعلنا نسير كالسلحفاة في قضية التطوير، ولا أنسى كما أسلفت ضعف التمويل المادي، لأننا لم نفهم بعد أن أفضل الاستثمارات هو الاستثمار في التعليم، والقوى العاملة البشرية المتعلمة والمدربة بمستويات عالمية.
هذه المساجلات ومثلها تشكل جلدا للذات، وتعمل ربما من غير قصد على تشويه صورة نظامنا التعليمي محليا وإقليميا، ونحن نسعى إلى استقطاب الطلبة من الدول المجاورة وتفعيل السياحة التعليمية كما يسمونها، بما يصب في مصلحة وطننا اقتصاديا.
نحن مع تطوير نظامنا التعليمي ككل من خلال دراسة حصيفة لمواطن الضعف والخلل فيه، ومع أن لا ندفن رؤوسنا بالرمال، ومع الشفافية في إظهار مواطن الضعف، وكلنا مع التطوير والتحديث وتطبيق كل ما هو جديد لنسمو بنظامنا التعليمي، لكنا لسنا مع تسطيح الأمور وتقييم نظامنا التعليمي كاملا من خلال موقف أو نتيجة هنا أو هناك، ولسنا مع الارتجالية في التقييم وحرق المراحل، التطوير والوصول إلى نظام تعليمي بمخرجات نوعية ذات كفاءة عالية بحاجة مرة أخرى إلى دراسات مسحية من قبل مختصين ومن مستويات نظامنا التعليمي كاملاً، وهي عملية نظامية يجب أن تكون مستمرة وتنفذ بهدوء وليست بحاجة للكثير من الإعلام وجلد الذات، وكما يقولون دع عملك يتحدث عنك، ولا نريد لمن هم في موقع صنع القرار أن يساهموا في جلد الذات والعدمية وتصوير نظامنا التعليمي بأنه خرب، فهم ليسوا طرف بعيد وخال من المسؤولية، بل هم أصحاب القرار وعليهم تقع مسؤولية الأخطاء والضعف إن وجدت حتى لو كانت مسؤولية أدبية، وهم من يملك إرادة التغيير والتطوير وصنع القرار وهذا ما ننتظره منهم، ادعوا للابتعاد عن جلد الذات والفزعات لا بل الفزاعات الإعلامية، والركون للعمل المقنع المخلص والمخطط له، لتطوير نظامنا التعليمي والعودة به إلى القه، لدينا مقومات كثيرة وانجازات تراكمية نستطيع أن نبني عليها، وسننجح إن كان هنالك ثمة إرادة........حمى الله الأردن

التعليقات

د.علي الزبون (.) الثلاثاء, 12/13/2016 - 08:32

السلام عليكم........
تحياتي د. مفضي المومني نعم صدقت فأنا مع كل كلمة كتبتها .....
والمهم هو معرفتنا بان هناك أيدي خفيه تعبث في تعليمنا وتدمره
دمتم بود

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)