TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
40 %من سكان اوكرانيا مع التوجه نحو الغرب و60 % شرقيو الهوى
17/03/2014 - 10:00am

طلبه نيوز

اوكرانيابدات العملية السياسية بدعم من الاتحاد الاوروبي بعد رفض الرئيس الاوكراني توقيع اتفاقية التعاون الاقتصادية مع اوروبا، وتوقيعه اتفاقية اقتصادية مع روسيا، وهنا ممكن القول ان اطراف الصراع كانت الاتحاد الاوروبي والفاعلين منهم الالمان والبولنديين ومن طرف اخر روسيا ونقطة الصراع الميدان في العاصمة كييف الذي عرض انه الممثل الكامل للشعب الاوكراني، وبدات المعارضة استخدامه كورقة ضغط على الحكومة ولاقتها الحكومة برفض وعنف مبرر لفك الميدان، ومن هنا بدات مرحلة اخرى تمثلت في عسكرة الميدان وجعله منطقة مغلقة امنية، وحسب قولهم هي عملية للدفاع عن المواطنين المحتجين.
دعم اوروبي مادي ومعنوي
واستمر الدعم الاوروبي المادي والمعنوي وذلك ان اكثر من عشرين نائبا في البرلمان الاوروبي زاروا اوكرانيا والقوا خطابات في الميدان لتشجيع المحتجين على الصمود ضد الحكومة، وفي هذه الاثناء لم يبد اي تحرك من قبل الطرف الروسي، ويجدر التنويه ان الخارطة الاجتماعية الاوكرانية ليست موحدة، ويمكن تقسيمها الى جزأين غرب وشرق اوكرانيا، وكل جزء يمتلك خصوصيته من حيث قربه او بعده من الثقافة الغربية الاوروبية او الشرقية الروسية، والميدان هنا يمكن القول انه كان يمثل وجهة نظر اوكرانيا الغربية بشكل واضح، مع العلم ان عدد سكان المنطقة الغربية لا يتجاوز الاربعين بالمئة من سكان اوكرانيا، وسكان المنطقة الغربية هم من اصول اوكرانية بحتة ولهم تاريخ مرير مع الدولة القيصرية ومع الاتحاد السوفييتي ايضا، وعلى مر الزمان كان هدفهم الوحيد هو اقامة الدولة القومية الاوكرانية مهما كلف الامر. ومن الجدير بالذكر هنا ان الحركات والتنظيمات القومية العنصرية لم تغب عن الحضور خلال تلك المدة وهم ينظرون للعرق الروسي بانهم مغتصبون ويجب التخلص منهم، حتى اللغة الروسية يعتبرونها لغة احتلال، وهنا تبدا هذه التنظيمات وبشكل علني ببلورة وجهة نظرها واستعدادها للدفاع عن الميدان بشكل مقاومة مسلحة وعن المدن الغربية، وفي المحاولة الثانية من قبل الحكومة لفك الاعتصام بدات مرحلة جديدة وعنيفة جدا تمثلت باستخدام الزجاجات الحارقة والاسلحة البيضاء ضد الشرطة، واحتلال المباني والدوائر الحكومية حول الميدان، وعندها كانت مطالب المعارضة تتلخص بتوقيع الرئيس اتفاقية التعاون الاقتصادي مع الاتحاد الاوروبي ومعاقبة من تورط بقمع المعارضين. وفي هذه الاثناء يستمر الدعم الاوروبي بالضغط على الحكومة، وكان هناك اكثر من لقاء بين الرئيس والمعارضة لم تخرج بشيء مع العلم ان الرئيس عرض على المعارضة استلام الحكومة بما فيها منصب رئيس الوزراء، وتم رفض العرض. ويجب التنويه هنا ان المعارضة لم تمتلك اغلبية برلمانية لتمرير اي مشروع قرار تحت قبة البرلمان. واستمر التصعيد في تلك الفترة، وتمثل ذلك بخروج جماعات من المحتجين لمحاصرة مكتب رئيس الجمهورية ورئاسة الوزراء، واستطاعوا محاصرة الحي الحكومي بكامله بالمتاريس والنيران، وهنا بدات المرحلة قبل الاخيرة من عملية الميدان بانه وقعت مواجهة عنيفة بين الشرطة ومقاتلي التنظيمات العنصرية الذين وحدوا صفوفهم في تنظيم واحد اطلقوا عليه اسم "القطاع اليميني". وفي هذه الاثناء يمكن القول ان القطاع اليميني قد سيطر على الدوائر الامنية والحكومية في المدن الغربية، وباتت المنطقة الغربية من اوكرانيا تحت السيطرة الكاملة للقطاع اليميني، وهوجمت مديريات الشرطة وموقع عسكري وسلبت اسلحة اتوماتيكية من هناك فيما كانت المناطق الشرقية تتمتع باستقرار امني تام.
التدخل الامريكي
بعد هذه الاحداث بدا تصعيد ملحوظ من قبل الميدان ضد الشرطة وتزامن ذلك مع تسريب المكالمة الهاتفية بين نائبة وزير الخارجيه الامريكي وسفير امريكا في اوكرانيا، وفحوى المكالمة كان الانتقاد الشديد اللهجة من قبل نائبة الوزير لضعف الموقف الاوروبي ازاء الازمة الاوكرانية، وانه يجب عليهم تسريع العملية واتخاذ اجراءات اكثر جدية، وهنا بدات المعارضة بالتصعيد بقوة وحزم والمطالبة بتغيير الدستور الاوكراني والعودة لدستور عام 2004 اي التحول من جمهورية رئاسية – برلمانية الى جمهورية برلمانية – رئاسية، وان على الرئيس الموافقة باغلبيته البرلمانية على هذا وتحديد موعد قريب للانتخابات الرئاسية.
في هذه المرحلة بات واضحا ان الطرف الامريكي بدا بالظهور في المعادلة،، وذلك بالتهديد بتجميد اموال النخبة السياسية الحاكمة، وعدم منحهم اذن السفر لامريكا وغيره. وفي اخر اجتماع رسمي بين الرئيس والمعارضة وتحت غطاء دولي بحضور وزير الخارجية الالماني ووزير الخارجية الفرنسي ووزير الخارجية البولندي وممثل روسيا الاتحادية في اوكرانيا تمت الموافقة على العودة لدستور عام2004 ، واجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وعلى المعارضة فك الاعتصامات، وتسليم السلاح للدولة.
الصدام الدامي مع العنصريين اليمينيين
وفي اليوم الثاني وهي الحلقة الاخيرة وقعت الكارثة، حدث تصادم عنيف بين التنظيمات العنصرية والشرطة واستخدمت اسلحة نارية من قبل الطرفين قتل حوالي 50 من رجال الميدان و16 من رجال الشرطة الخاصة مع العلم هنا ان الميدان لم يوافق على ما توصلت اليه المعارضة مع الرئيس، وكان مطلبهم تخلي الرئيس عن الحكم فورا، وبعدها اضحت اوكرانيا بثوبها الاسود، وتفاقمت الاوضاع في اوكرانيا الغربية وباتت بدون اية سلطة حكومية، واختفى الرئيس عن الانظار وتلاشى الامن في العاصمة. عندها عقدت المعارضة جلسة طارئة في البرلمان، واستمالت عددا من نواب حزب الاقاليم الموالي للرئيس بطرق مختلفة، واصبحت لهم الاغلبية البرلمانية بليلة وضحاها، وكانت جلسة حاسمة ، ففي هذه الجلسة عادت اوكرانيا لدستور عام2004 وعزلوا رئيس البرلمان وعزلوا رئيس الجمهورية والغوا قانونا كان يسمح به بحرية استخدام اللغة الروسية في الاقاليم، واقروا ان اللغة الاوكرانية هي اللغة الرسمية الوحيدة على الاراضي الاوكرانية، وحلوا مجلس الوزراء، وعينوا مدعيا عاما لاوكرانيا ووزير داخلية ووزير دفاع ومدير مخابرات وكلهم من نواب المعارضة وحددوا موعد الانتخابات الرئاسية، وكل هذه القرارات اتخذت بجلسة واحدة باغلبية ساحقة وبدون الرجوع الى اللجنة القانونية في البرلمان، وبدون عرضها على المحكمة الدستورية وبدون مناقشة القرارات. وتولى رئيس البرلمان مهام رئيس الجمهورية كما هو منصوص عليه في الدستور.
الصمت الروسي لم يعد مجديا
ومن الجدير بالذكر هنا ان المعارضة السياسية ليس لها سيطرة على الميدان ولا على القطاع اليميني بل العكس هو الصحيح.وهنا تتخذ الازمة الاوكرانية بعدا اخر وهو الظهور الفاعل للطرف الروسي بعد صمت حوالي ثلاثة اشهر، وتجلى في منطقة شبه جزيرة القرم وبالذات في مدينة سفستوبل، وذلك بعد الاجتماع الجماهيري في وسط المدينة يوم 23 شباط، حيث اقالت الجماهير محافظ المدينة المعين من كييف، وتم انتخاب مجلس سلطة تنفيذية على راسه مواطن سفستوبلي يحمل الجنسية الروسية، واعضاء مجلس نواب المدينة المنتخب اقروا المجلس التنفيذي المستحدث وحينها تم الاعلان عن عدم الاعتراف بالسلطة الجديدة في كييف وذلك لسيطرة العنصريين على زمام الحكم هناك وذلك ما يهدد امن سكان المدينة لان الغالبية العظمى من السكان ينحدرون من اصول روسية. ونذكر هنا ان مدينة سفستوبل تتمتع بتاريخ حافل من الانتصارات، وتعتبر جزءا من الارث الثقافي الروسي، وهي تتمتع ايضا بوضع خاص في الدستور الاوكراني كمدينة شبه مستقلة، وكان هذا الوضع ايضا ابان حكم الاتحاد السوفييتي وذلك لانها القاعدة العسكرية البحرية للاتحاد السوفييتي انذاك وقاعدة الاسطول الاسود لروسيا الاتحادية حاليا بموجب اتفاقية بين روسيا واوكرانيا سارية المفعول لعام 2042، والمدينه كانت مغلقة لاكثر من عشرين عاما، وهي تقع في شبه جزيرة القرم التي ايضا تتمتع بحكم ذاتي مع التبعية المباشره للعاصمة كييف، وسكان القرم هم من الروس وحوالي 12 بالمئة من التتار.
القرم والعملية السياسية
بعد احداث سفستوبل تبدا في القرم عملية سياسية جديدة، فبرلمان القرم في مدينة سيمفروبل يتخذ قرارات مشابهة لما اتخذته سفستوبل بمعارضة جزء من التتار الموالين للحكم الحالي في كييف وينتخب رئيس وزراء للقرم ويعلن معارضته لكييف ويطلب بشكل رسمي العون من روسيا الاتحادية بحماية روس الجنسية والناطقين باللغة الروسية من العنف والقمع بعد التهديدات لهم من عنصريي اوكرانيا الغربية. ويمكن النظر هنا ان هذه الحالة يمكن تفسيرها كخطوة انفصالية عن الدولة الاوكرانية، وهذا ما اكدته الجماهير بشكل علني وكبير برغبتها في الانفصال عن اوكرانيا والانضمام الى روسيا الاتحادية، وبدات القوات العسكرية الروسية الموجودة في القرم بالتحرك وبشكل غير رسمي بمحاصرة المنشآت العسكرية والمطارات الاوكرانية بدون عنف او حتى مقاومة من الطرف الاخر، وذلك بحجة عدم الاستقرار الامني في اوكرانيا، ولكي لا تتسرب الاسلحة لاية جهة ما.
ما يحدث في المنظومة الجيوسياسية
كما هو معلوم ان المنظومة الجيوسياسية الان في حالة تغير مستمر بعد الخروج من منظومة القطبين ثم القطب الواحد والان الى التعددية القطبية، وكل من الاقطاب له مصالح سياسية واقتصادية وجيوسياسية في العالم وهذا ما يولد صراعات بين الاطراف في مناطق مختلفه في العالم كما نرى الشرق الاوسط اليوم والاقتراب من اوروبا الان.
شاهدنا خلال السنوات الخمس الماضية ان روسيا تحاول وبحزم استعادة اجزاء من مناطق الهيمنة السياسية السابقة للاتحاد السوفييتي وهذه المحاولات مبررة بعدم استقرار المنظومة الجيوسياسية وعدم التوازن الدولي والاقليمي نسبيا في العالم وذلك لضعف الدور الامريكي وخروجه مقابل قوى برزت جديدا في الاونة الاخيرة.
وما نراه اليوم في اوكرانيا من وجهة نظري هو تصادم المصالح السياسية والاقتصادية والجيوسياسية العليا لروسيا مع المصالح الاقتصادية لاوروبا ومع المصالح الجيوسياسية لامريكا في اوكرانيا، وهي محاولات من جميع الاطراف لتعزيز الحدود الجيوسياسية فيما بينها علما ان روسيا فقدت الكثير من حدودها مع اوروبا باقتطاع اوروبا الشرقية، وفقدت ايضا حدودا شرقية مقابل الصين، فلم يبق لروسيا الا التوجه للشرق الاوسط والمحافظة على ما تبقى، وما نراه في سورية اليوم هو محاولة ابقاء نقطة الامداد البحري الوحيد في البحر الابيض المتوسط بعد التفريط بليبيا.
والان روسيا تحاول المحافظة على عدم زحزحة الحدود الجيوسياسية مع اوروبا اي بالمعنى العام مع امريكا لان الطرف الاوروبي في هذه المرحلة يمكن نعته باداة سياسية للمصالح الجيوسياسية لامريكا في المنطقة. وكما نعلم ان وضع اوكرانيا الجغرافي لا يسمح لها بالظهور كطرف في المعادلة لانها منطقة عازلة بين منطقتين جيوسياسيتين اوروبا وروسيا، والاوروبيون وخاصة المانيا تحاول اعادة الحدود الجيوسياسية كما كانت عليه قبل معادلة الحرب العالمية الاولى، وهذا يعني انه لم تكن هناك اوكرانيا كدولة ، والجدير بالذكر هنا انه بعد المعادلة الدولية الثانية، وفي مؤتمر يالطا ستالين انذاك وسع الحدود وحافظ على بولندا معتبرا اياها المعبر الجيوسياسي لاوروبا، وفي مرحلة القطب الواحد تغيرت الحدود الجيوسياسية بشكل جديد وبرزت الدولة الاوكرانية بتركيبة اجتماعية مناطقية سياسية غير متوافقة مما يعطي جميع الاطراف حرية العمل السياسي على اساس التناقضات الداخلية.
وما يجري الان في اوكرانيا هي محاولات ضغط سياسي امريكي على روسيا لتخفيف ضغط ما في منطقة الشرق الاوسط بعد التحركات النشطة لروسيا في المنطقة مما اقلق الامريكان كالتقارب الروسي المصري، تقارب المصالح الروسية الصينية وايضا ضعف الاستقرار النسبي في تركيا والملف الايراني وغيره مما يجعل الامر اكثر تعقيدا. فاذا روسيا لن تفرط باوكرانيا ولا اعتقد ان الامريكان على استعداد لخوض صراع واسع مع روسيا في هذه المرحلة الصعبة التي تمر بها كل الاطراف الدولية ولكن التصعيد سيستمر في المرحلة القادمة. وبالنسبة للمنظومة السياسية الاوكرانية في المرحلة الاتية هي التوجه الى الفيدرالية كمرحلة اولى ومن

التعليقات

mahdi n (.) الثلاثاء, 03/18/2014 - 00:25

ي الله استقبلو عنا

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)