TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
استحداث الجامعات الأردنية برامج دبلوم تقنية : الحل الأمثل لتلبية متطلبات التحديث الاقتصادي الذي تسعى له الدولة
10/02/2023 - 9:30am

طلبة نيوز

كتب الدكتور علي نايل العزام

تعول الدولة الأردنية الكثير على قطاع الجامعات ومؤسسات التعليم العالي وذلك في ظل توجهات الحكومة نحو مسيرة من التحديث الاقتصادي التي تشمل قطاعات واسعة وترمي إلى أحداث تغييرات جوهرية في سوق العمل وما يرتبط بذلك من متطلبات كأن تطور الجمعات و مؤسسات التعليم العالي من برامجها بحيث تواكب ما يفرضه التحديث الاقتصادي من مستجدات ...

والسؤال ... هل الجامعات ومؤسسات التعليم العالي قادرة على أحداث تغيير جوهري في برامجها الأكاديمية واجراء نقلة نوعية في ما تطرحه من تخصصات أكاديمية للاستجابة إلى حاجات الاقتصاد الوطني ؟

واقعيا وعمليا ليست مهمة الجامعات الوحيدة هي أن تتلمس متطلبات سوق العمل فالجامعات بالدرجة الأولى منارات علم ومراكز للاشعاع الفكري ولها مهام في بناء وصقل شخصية الطالبوتنمية الموارد البشرية في كافة الاتجاهات ...

ولكن هل هذه الغايات السامية تتعارض مع أهمية دور الجامعات في تلبية حاجات الاقتصاد الوطني؟

أن معظم دول العالم وخاصة بعد الحروب والأحداث العالمية الكبرى اعتمدت وبشكل كبير على على الجامعات ومؤسسات التعليم العالي في بناء اقتصاداتها المنهارة وذلك من خلال ما احدثته برامج التعليم العالي والبحث العلمي من نهضة تكنولوجية واجراء عمليات ربط ممنهجة بين القطاعات الاقتصادية والبرامج الأكاديمية في الجامعات ....

وفي الحالة الأردنية و في ظل الأحوال الاقتصادية والاجتماعية الصعبة فإن هناك حاجة ماسة إلى ثورة في قطاع الجامعات و مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي بحيث يتم تحويد مخرجات التعليم وضيط وضمان جودة ونوعية التخصصات الأكاديمية والانتقالى إلى سياسات واستراتيجيات جديدة لم تطرح سابقا بحيث تتعدد أدوار الجامعات وتنتقل إلى تقديم البرامج الجامعية المتوسطة والتدريبية بدلا من قصر ادوارها في تقديم برامج البكالوريوس والدراسات العليا ...

ولو ان كليات الهندسة وتكنولوجيا المعلومات والصيدلة العلوم الطبية المساندة والتمريض في الجامعات الاردنية تتجه إلىاستحداث برامج دبلوم بالتوازي مع برامج البكالوريوس التي تطرحها بحيث يتم تخفيض إعداد المقبولين في برامج البكالوريوس لحساب برامج دبلوم تركز على بناء المهارات والتدريب العملي والتقنية وتخريج تقنين في برامج هندسية مثل صيانة وادامة مركبات الهجينة أو دبلومات في الأمن السيبراني أو في الطاقة الشمسية و غيرها من هذه البرامج التي يستطيع الطالب أن ينهي دراسته فيها خلال سنتين او ثلاثة على الأكثر وينطلق إلى سوق العمل ....

وهذا يجعل لدينا مسارين في الجامعة مسار للطلبة الذين يرغبون في الدراسات الأكاديمية والوظائف التعليمية ويجب أن يتم تخفيض الإعداد بشكل يتناسب مع ما لدينا من خريجين حاليا ليس لديهم وظائف والحاجات المستقبلية و مسار دبلوم يتم توسيع نطاق القبول فيه بحيث تكون الجامعات الأردنية سباقة عربيا واقليما في أحداث تغيير في دور الجامعات لتصبح مراكز لتنمية وبناء القدرات التقنية والتكنولوجيا بدلا من اقتصارها على الجوانب الأكاديمية التقليدية ....

هذه الرؤية تحتاج وبكل صراحة إلى أن تتضطلع كل مؤسسات التعليم العالي بادوارها الوطنية والبدء لا بد من أن يكون من هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي وضمان جودتها التي يجب أن تبدأ بتغيير منهجية عملها وتبتعد عن تطبيق تعليماتها التقليدية وتضع أسس وتعليمات تشجع الجامعات كافة على بناء واستخدام برامج دبلوم متوسطة تقنية وتدريبية وتطبيق معايير جودة التعليم وأن تكون جادة في إلزام الجامعات بتخفيض إعداد المقبولين في برامج البكالوريوس وتن يتم البدء بذلك بشكل عاجل وعدم التسويف لان ما وصلنا إليه من تراكم في إعداد خريجي برامج البكالوريوس من غير القادرين على إيجاد فرص عمل وعدم قدرة القطاعات الاقتصادية على خلق فرص عمل للتخصصات والبرامج التي يحملون شهادات أكاديمية منها أصبح كالفتق الذي يصعب رتقه ....

أن قدرة الجامعات الرسمية وهي المحسوبة على الدولة في البدء بتغير استراتيجياتها وبرامجها بحيث تخدم توجهات الدولة في التحديث الاقتصادي يجب أن يكون المعيار الذي تقيم على أساسه نجاح الادارات الجامعية في تلك الجامعات ... فالتحديث الاقتصادي ليس بحاجة إلى تكديس المزيد من الخريجين وإنما بحاجة إلى تقنيين وكفاءات مدربة عمليا يستفيد منها أرباب العمل وتكون نقطة تحول في خفض تسب البطالة التي تزايد حاليا بشكل مخيف ...

ما نراه اليوم من واقع مؤلم من سعي المجتمع والاهالي نحو تعليم جامعي تقليد يتزامن من تردي الأحوال الاقتصادية وعدم قدرة هؤلاء الاهالي عل تلبية حاجات دراسة أبنائهم ودفع الرسوم الجامعية ولا ادل على ذلك من شهدناه من طلبات للحصول على منح وقروض جامعية وصل إلى أكثر من 70% من إعداد الطلبة على مقاعد الدراسة في البرامج العادية في الجامعات الرسمية وهذا يؤكد أننا دخلنا إلى المنطقة الحمراء وهي مرحلة الخطر الاقتصادي والآثار الاجتماعية التي قد تتولد من هذا التردي الاقتصادي..

أن سماعنا لاخبار عن بدء الجامعات الأردنية والبداية لا بد من أن تكون من الجامعات الرسمية العريقة مثل الأردنية واليرموك ومؤته والتكنولوجيا وبقية الجامعات استحداث برامج دبلوم تقنية وتدريبية وخفض إعداد البكالوريوس لصالح تلك البرامج سيكون دلالة واضحة أن ادارتنا الجامعية أصبحت قادرة على محاكاة هموم الدولة والمجتمع .

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)