طلبة نيوز
كتبت سجى خالد أصلان
تزخر التوجيهات السامية للحكومات المتعاقبة بضرورة أن تكون الجامعات منارات علم وان يتم منح الجامعات الاستقلالية في إدارة شؤونها الأمر الذي تغنى به كل وزراء التعليم العالي الذين شغلوا الحقيبة .
في الظاهر وفي التصريحات الصحفية فإن الكل يدندن على أنغام الاستقلالية إلا أنه في الواقع والحقيقة فإن الجامعات في الأردن مسلوبة القرار وان مجلس التعليم العالي وهيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي سادرون في تعديهم على الجامعات من خلال سلب هذه الجامعات أبسط قراراتها وهي القرارات الأكاديمية.
ولعل الامتحان الوطني في اللغة الإنجليزية لطلبة الدراسات العليا مثالا صارخا على حجم الماساة التي وصلنا إليها في التدخل بقرار الجامعات الأكاديمي :
فالمفروض أن هيئة الاعتماد هي مؤسسة رقابية تقوم بالتقويم والمحاسبة وتطبيق المعايير الدولية في الجودة إلا أن دخولها في صلب العملية الأكاديمية يعتبر أمرا يعارض المنطق فعندما تقوم بإعداد الامتحان وتطبيقه فمن الجهة التي تقييم عملها . إذا ما اعتبرنا أن الهيئة هي أعلى جهة للرقابة على الجامعات .
أما الأمر الأكثر طرافة وانتهاك لاستقلالية الجامعات فهو أن مجلس التعليم العالي وانطلاقا من حجم المشكلة التي خلفها الامتحان الوطني في اللغة الإنجليزية فقد قرر المجلس السماح للحامعات بطرح مساقات للطلبة الراسبين بحيث لا تحرمهم فرصة الدراسة في برامج الدراسات العليا .إلا أن الهيئة والمجلس يقرران بالنيابة عن الجامعات طريقة الامتحان والأسئلة وتوزيع العلامات ما يجعل قرارات الجامعات الأكاديمية رهينة لتلك التدخلات.
أما عن دستورية الامتحان الوطني في اللغة الإنجليزية في دولة ينص على أن اللغة الرسمية هي اللغة العربية فهو أمر محل نقاش وجدل إلا أننا اعتدنا التقليد والتعقيد فاالجامعات هي التي تقرر متطلبات وشروطالقبول فيها وكل قسم اكاديمي هو ادرى بتلك الشروط ولا ضير في أن يطلب من الطلاب معرفة لغة أخرى غير لغته الأم إلا أن تكون تلك المعرفة مصيرية فهوامير يتعارض و دستور البلاد إذا ما كانت الجامعات الرسمية هي مملوكة للدولة .والأردن ليس كامريكا أو بريطانيا دولة ناطقة بالإنجليزية حتى يكون اللغة الإنجليزية شرط قبول أو في حال دراسة المساقات يتم فصل الطالب من البرنامج إذا لم يحقق العلامة المطلوبة .
وما هو منطقي أن يتم الطلب من الطالب إثبات معرفته باللغة الإنجليزية كونها لغة للبحث العلمي ومنتشرة عالميا ويستطيع الطالي اختيار واتباع الطريقة التي يراها مناسبة لذلك.
الدكتور عادل الطويسي وزير التعليم العالي أن الاوان أن تعود الأمور إلى نصابها وجاءت اللحظة التي يجب أن يقف كل عند حده لأن التمدد والامبروطوريات يجب أن يزول حتى تستقيم الاستقلالية .
اضف تعليقك