TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
«التنمية»: المتسولون على الإشارات الضوئية ليسوا مهمة الوزارة وحدها
13/07/2014 - 10:30am

طلبه نيوز
«لله يامحسنين» كلمة يبدأها المتسول في مشوارة اليومي بالاحتيال على الناس واستجداء عطفهم وكرمهم حتى أصبح التسول يصنف مهنة سهلة لا تحتاج الى بذل الجهد وتدر على صاحبها دخلا، ويزداد في حال وجود اعاقة في جسده او كان من كبار السن او عرض تقريرا طبيا «مزورا» يظهر فيه حاجته الى العلاج.
كما يلجأ بعضهم الى استخدام الاطفال والانتقال بهم بين الاشارات والجلوس على جوانب الطريق وامام المساجد. او يلجأ الى الاساليب المبطنة كمسح زجاج السيارات او بيع العلكة والزهور عند الاشارات الضوئية. واصبحت المواقع توزع بين المتسولين ولا يحق لأي متسول غريب الوجود في مكان غير مخصص له.
عبدالله الحمدان استاذ مدرسة يقول: ان مشكلة التسول تكمن في ازدياد اعدادهم وخاصة في شهر رمضان حتى اصبحنا لا نفرق بين المحتاج ومن يمارسها كمهنة، ولذلك فان التسول له انعكاساته السلبية على المجتمع قد يدفع إلى الجريمة، وقد يكون بداية الطريق للانحراف. كما ان الإسلام يحرمه نظرا لما له من اضرار على المجتمع ورقيه.
كما ترفض العشرينية هنادي سعيدين تقديم المساعدة للمتسولين الموجودين على الطرقات مهما اجتهدوا وتفننوا في عرض حاجتهم لسقوط القناع عن بعضهم، وامتلاكهم ثروة تقدر بالملايين تم جمعها على حساب جيوبنا بطرق مريحة وغير متعبة، ونحن من ساعدناعلى انتشارها ولو بمبلغ بسيط مع اقتناعنا انهم ليسوا فقراء ولا محتاجين، كما ان المحتاجين يتعففون عن السؤال ويبذلون قصارى جهدهم في البحث عن عمل لسد حاجتهم دون اللجوء الى استخدام اساليب كاذبة ومكشوفة.
ويعتبر الاربعيني عبدو سليمان ان الحاجة ليست عيبا ولكن استخدامها كمهنة للحصول على المال مع القدرة على العمل هو العيب، كما ان ازدياد المتسولين وتكرار مشاهد الاعتداء على فرق مكافحة التسول مظهر غير حضاري ومعيق لمسيرة التقدم العلمي والتكنولوجي والسياحي.
وتدعو الصيدلانية صفاء الحلبي وزارة التنمية الاجتماعية والجهات المختصة الى ضرورة تكثيف جولاتها الميدانية لمكافحة التسول، خاصة اننا نلحظ انتشار فتيات لا تتجاوز اعمارهن 15 سنة يتعرضن الى التحرش والاستغلال الجنسي من بعض ضعاف النفوس، ولجوء بعضهن الى اطلاق الالفاظ النابية في حال تعرضها للسوء من بعض المارة.
وكشفت دراسة اجرتها وزارة التنمية الاجتماعية لخصائص المتسولين ان 98.3 % من عينة بلغ حجمها 181 متسولا هم أصحاء، و 91.6 % قادرون على العمل، و67 % أميون.
من جانبها أكدت وزارة التنمية الاجتماعية في بيان صحافي انها اعدت خطة محكمة وشديدة لشهر رمضان المبارك للحد من ظاهرة التسول ومخاطبة عدد من مؤسسات الدولة للتعاون مع الوزارة في هذه المهمة.
واشار البيان الى مشكلة الباعة المتجولين الموجودين على الإشارات الضوئية وأمام الأماكن العامة الذين يشكلون ضغطا هائلا على لجان مكافحة التسول بالإضافة إلى بائعي الجرائد اليومية الذين يقومون بالتسول ليست مهمة وزارة التنمية الاجتماعية وحدها وانما هي مسؤولية مشتركة تناط بمختلف مؤسسات الدولة.
كما تم ضبط متسولين دون السابعة من أعمارهم يتم تركهم لأن قانون الأحداث لم يجرم من هو دون سن السابعة وفقا لقانون الاحداث الساري المفعول. كما يتم ضبط متسولين يرتدون الزي الرسمي لبعض المؤسسات، اضافة الى ان هناك بعض المتسولين يمارسون التسول داخل المؤسسات العلاجية، الدينية، التعليمية والدوائر الحكومية ولجان مكافحة التسول لا تستطيع الدخول داخل حرم تلك المؤسسات.
اضافة الى انتشار عدد من المرضى النفسانيين الذين لا يتجاوز عددهم داخل العاصمة «20» مريضا ومعظمهم في منطقة وسط البلد يتم الابلاغ عنهم بأنهم متسولون وهم بالحقيقة مرضى نفسانيون بحاجة الى علاج، ولا يوجد مأوى لهم، حيث يقيمون في البيوت المهجورة وعلى ارصفة الشوارع الرئيسة.
وضبطت الوزارة منذ مطلع العام الحالي 938 متسولا بينهم 311 من البالغين الذكور و306 من البالغين الاناث، فيما بلغ عدد الاحداث بينهم 189 حدثا من بينهم 89 من جنسيات غير اردنية. وارتفع عدد المتسولين البالغين وغير البالغين من 2790 العام 2012 الى 2840 متسولا للعام 2013. اما عدد الاحداث المتسولين فانخفض من 621 العام 2012 الى 400 العام 2013.
وانخفضت حملات ضبط المتسولين من 2242 حملة العام 2012 الى 1675 حملة للعام الماضي.
وحول جنسيات المتسولين المضبوطين كشف البيان عن ان 2523 منهم اردنيون و330 سوريا و40 عراقيا و47 مصريا و30 موزعين على جنسيات مختلفة.
واحالت الوزارة الى الحكام الاداريين 1111 قضية تسول خرج بالكفالة المالية منها 75 وبالكفالة العدلية 180 شخصا وتم توقيف 266 متسولا، واخلاء سبيل 500 آخرين .
اما الحالات التي تم تحويلها الى القضاء فقد خرج 859 متسولا بقرار عدم مسؤولية ولا تزال 540 قضية تسول منظورة امام القضاء فضلا عن الاحتفاظ بـ 450 شخصا من الاحداث بمركز رعاية وتأهيل المتسولين بمادبا لمدة اسبوعين.
ويعتبر الاسلام التسول حسب دائرة الافتاء الاردنية ظاهرة قبيحة تُسيء إلى سمعة المجتمع، وتُعكر صفوه وتُشوه صورته، وتجعل المتسول يظهر بصورة المحتاج والذليل، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يُذلّ المؤمن نفسه، قال صلى الله عليه وسلم: (لَا يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يُذِلَّ نَفْسَهُ) أخرجه الترمذي.
وقد حذّر النبي صلى الله عليه وسلم من هذه المهنة ونفّر منها؛ لأن صاحبها يفقد كرامته في الدنيا ويسيء إلى آخرته؛ لما روى البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَسْأَلُ النَّاسَ، حَتَّى يَأْتِيَ يَوْمَ القِيَامَةِ لَيْسَ فِي وَجْهِهِ مُزْعَةُ لَحْمٍ).
وعالج الإسلام هذه الظاهرة المسيئة بتحريم التسول، والحض على العمل والإنتاج، وجعل أفضل ما يأكل الرجل من كسب يده؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَامًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ، وَإِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، كَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ) رواه البخاري.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)