TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
جامعاتنا حين تفقد حريتها واستقلاليتها الاكاديمية!!
31/03/2015 - 4:00am

طلبة نيوز- أ.د نضال يونس

تكشف الأزمة العميقة بين مجلس التعليم العالي والجامعات الاردنية هذه الايام عن واقع مؤلم في علاقة الجهتين التشريعية والتنفيذية في منظومة التعليم العالي، أوصل الأمور إلى معركة عنيفة بلغ غبارها الجامعات الخاصة والرسمية وانعكست اصداؤها فى "قرارات" هيئة الاعتماد، وارتفع صوت صليلها حتى ضجت منه الأوساط الاكاديمية، إلى حد بات مصير الادارات الجامعية معلقا اليوم على قرار اللجنة المكلفة "بتقييم اداء الجامعات الرسمية والخاصة ومعرفة الانجازات التي تحققت اثناء الفترة الزمنية التي يشغلها كل رئيس".

تفاصيل الأزمة أصبحت معروفة للجميع، حيث تتمحور في تجاوز مجلس التعليم العالي صلاحياته التى نص عليها قانون التعليم العالي لعام 2009، وخصوصا المادة السادسة التى حددت مهام المجلس "برسم السياسات العامة للتعليم العالي، والاشراف على الجامعات بمقاصد تحقيقها لاهدافها ومهامها، والتنسيب برؤساء الجامعات ووضع اسسا القبول، وتوزيع الدعم الحكومي"، وهو القانون الذى يفترض أن يحكم علاقة المجلس بالجامعات الاردنية وبكافة الأطراف ذات العلاقة به، اما ان يتدخل المجلس بعمل الجامعات الى هذا المستوى فهذا فى ظني يعتبر تعدياً صارخاً على القانون، وضرباً لمفاهيم الحرية الاكاديمية والاستقلالية الجامعية التى تعتبر من اساسيات الاصلاح والتحول الديمقراطي..

الأسئلة التي تفرض نفسها بقوة على المشهد كثيرة فهي تبدأ بالسؤال المهم وهو لماذا يصر مجلس التعليم العالي على تجاوز قانون التعليم العالي؟لتتوالد الأسئلة بدءاً بالسؤال عن الأسباب التي تجعله يتعمد خرق المواد المنصوص عليها بالقانون، وعن الدوافع التي تجعله يتصلب في موقفه من بعض الادارات الجامعية، ولا تنتهي عند السؤال عن مصير مجلس التعليم العالي في ظل هذا الاداء المتواضع للمجلس وخصوصا عند عجزه الكامل فى المطالبة في توفير الدعم الحكومي للجامعات الاردنية منذ مدة ليست بالقصيرة.

الجواب عن تلك الأسئلة يحتاج إلى مساحة كبيرة للتفصيل، لكن يمكن اختصاره في حقيقة مفادها أن غياب الوعي بقيمة الكفاءة, وتقدير الاشخاص بناء على شهاداتهم وخبراتهم العلمية والبحثية والعملية، والجهل بضرورة تفعيل الآليات الديموقراطية التى تقوم على تشكيل لجان البحث والاستقصاء "المحايدة"، وقبل ذلك عدم احترام راى اعضاء هيئات التدريس في الجامعات الاردنية بقياداتها، والاقتصار على الطرق التقليدية فى اختيار الرؤساء، وما يتأسس عليها بشكل طبيعي من فرز منطقي لمعسكري الموالاة والمعارضة، يدفع إلى هذا النوع من التجاوزات الخطيرة، وهي ممارسة لا تحدث فقط في مجلس التعليم العالي بل إنها قد انتقلت إليه من الوزارات والدوائر الحكومية عبر العقليات التي تديرها، والتي تكلست بسبب الجهل بالمفاهيم الديمواقراطية..

من يتأمل اليوم الأعضاء الذين يمسكون بخيوط القرار داخل مجلس التعليم العالي الاردني يخرج بحقيقة أنهم من مخرجات جامعات لم تؤمن يوماً بحتمية تفعيل الآليات الديموقراطية فيها، ولولا هذا التعاطي السلبي لكانت "الادارات الجامعية" التى يراد اليوم تقيمها قيادات "رؤيوية" بدلاً من بعض القيادات الحالية التي جاءت عبر لجان اختيار من داخل المجلس كان الهدف منها تكريس الفئوية والتحكم بالجامعات ومصادرة حريتها الاكاديمية واستقلاليتها الجامعية!!

الحقيقة التي لا مفرّ منها أن الواقع اليوم في التعليم العالي "محبط" بكل تفاصيله؛ لكن إن كان ثمة بارقة أمل فتتمثل في أن الملك عبد الله الثاني هو في مقدمة من يدفعون باتجاه حتمية تعظيم الاستفادة من "الموارد البشرية"، وخصوصاً ما يتعلق بالطرق التي تضمن تمثيلاً يؤدي إلى نجاح مسيرة التعليم العالي ويربطه بمرجعياته ارتباطاً وثيقاً في أجواء ديموقراطية حقيقية؛ لكن لا يمكن تحقيق ذلك دون تصحيح المسار، والذي يقوم على حتمية تفعيل "للآليات الديموقراطية" في الجامعات الاردنية التى يئن بعضها من سوء الأحوال، بدءاً من العجز المالي وازدياد اعداد الطلبة، مروراً بتواضع المنتج البحثي والتطبيقى، وليس انتهاء بغياب المتابعة والرقابة على الاداء، وفي ظل هذا الواقع لن ينصلح الحال ما لم يبدأ العلاج من قانون جديد "للتعليم العالي" إذ لا يستقيم الظل والعود أعوج.

التعليقات

عضو هيئة تدريس (.) الثلاثاء, 03/31/2015 - 08:03

"وقبل ذلك عدم احترام راى اعضاء هيئات التدريس في الجامعات الاردنية بقياداتها، والاقتصار على الطرق التقليدية فى اختيار الرؤساء". نعم هكذا تسير الامور لو ان مجلس التعليم العالي احترم بقراره اعضاء الهيئة التدريسية لقام اقلها بتوزيع استبانه تحتوي على اسئلة موضوعه بشكل مدروس لاستطلاع الرأي حول الرئيس المعني.

د محمد شريف الشريده (.) الثلاثاء, 03/31/2015 - 10:46

الرأي الذي ذهب اليه أ.د نضال في تحليل الهيكل العام والخاص لواقع البنيه التحتيه لمنظومة التعليم العالي الاردني، جاء نتيجة لحاله واقعة لمستها الغالبية العظمى من فئة الشعب وأسهم الكثير في خلقها والتأهيل لعقيدة تعتبر جزءاً منها، ممن يسمون بصانعي السياسات والاستراتيجيات من الناشطين الاكاديمين المعروفين ومن هم في حكمهم.
اللافت للنظر بأن الأزمات قد تراكمت وتعمقت وما زالت على هذا النحو، فوسائل الحوار الفعال المنتج شبه متصله؟ وإن اتصلوا فجميع الارواق باتت تختلط عليهم ويصعب الفصل بينها؟ فمجالس التعليم وهيئة الاعتماد العالي، وعلاقتهما بالجامعات الاردنية العامه والخاصة اصبح يتجه نحو ظاهرة شد الحبال وكسر العظام، المستند الى حقيقة لا بد من الاعتراف بها وهي الحسد والحقد والانتقام مع شديد الأسف؟ ويأتي ذلك نتيجة لغياب العدالة والشفافية والمصداقية في ظل تسارع وتفاقم النفاق الاجتماعي والسياسي والخوف من المجهول وتعاظم المكاسب المادية والمعنوية التي يسعى اليها الكثير ممن ساهم في صناعة هذا الواقع المؤلم في منظومة التعليم العالي، كما اشار اليها استاذنا الفاضل في هذا المقال.
أرى بإن القرار بتقييم اداء الجامعات الرسمية والخاصة ومعرفة الانجازات التي تحققت اثناء الفترة الزمنية التي يشغلها كل رئيس هو عنوان كبير بحد ذاته : ظاهره جميل ومحتواه خطير؟ خصوصاً اذا ما حورت الاليات التي تضمن النزاهة والمصداقية للنتائج من قبل تلك الفئة ذات الاجندة المبيتة! ونحن ندرك مسبقاً السلوك والمنحى الذي سيسير فيه كل من سيخضع لهذا التقييم في هذه الادارات؟ فالقدره لدى الكثير من هولاء على التحوصل والتكيف والمقاومة متوفرة ولديه خطتة واليآته لتحقيق ذلك؟ ونحن نعلم ايضاً بأن العاطفة والعلاقات الخاصة والنظرة المسبقة لن تكون بمعزل عن عملية التقييم من كلا الطرفين؟ لذا اعتقد بأن التطبيق الفعلي لقوانين التعليم العالي بمرجعياتها الحقيقية والفعالة التي لا تقبل الاجتهادات او التفسيرات الفضفاضه هي الاطار الحافظ لعملية التقييم . واختيار فرق محايدة ذات خبرة مشهود لها من خارج المنظومه الرسمية والخاصة المعروفة والمكررة هو اقتراح يأتي في سياق الفعل؟ كما أن انتهاج مبدأ المسائله لفريق التقييم هي ايضاً مهمة صعبه تحتاج الى الية واضحة تحكمها اساسيات الاصلاح والتحول الديمقراطي التي يوجهنا اليها صاحب الجلاله من خلال تقديرنا للفئات المهمشه ذات الشهادات والخبرات العلمية والبحثية والعملية.
أن الرؤية التي جاءت في رسالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله ورعاه الأخيره والمتعلقة بتطوير "الموارد البشرية"، افراداً وادارات حملت في طياتها منهجية عمل لسر نجاح مسيرة التعليم العالي آملين من القائمين على ذلك التقاط الاشارة بحسب ما اراد قائدنا المفدى.

جوهرة (.) الثلاثاء, 03/31/2015 - 12:40

وقبل ذلك عدم احترام راى اعضاء هيئات التدريس في الجامعات الاردنية بقياداتها، نعم اسالوا اضغر موظف عن جوهرة الجامعات

معلولية (.) الثلاثاء, 03/31/2015 - 12:41

هل يجوز ان يختار رئيس مجلس امناء صديقه رئيسا

أ.د عبدالسلام م... (.) الثلاثاء, 03/31/2015 - 14:15

للأسف الشديد،التعليم العالي في الأردن يعاني من مشاكل كارثية يعرفها الجميع ويعرف أسبابها. الابداع يكون في وضع حلول منطقية قابلة للتطبيق تعمل على تطور مؤسسات التعليم العالي في الاردن وليس في البقاء في دائرة تشخيص المشكلات وتحديد الأسباب.

د محمد شريف الشريده (.) الثلاثاء, 03/31/2015 - 15:29

الرأي الذي ذهب اليه أ.د نضال في تحليل الهيكل العام والخاص لواقع البنيه التحتيه لمنظومة التعليم العالي الاردني، جاء نتيجة لحاله واقعة لمستها الغالبية العظمى من فئة الشعب وأسهم الكثير في خلقها والتأهيل لعقيدة تعتبر جزءاً منها، ممن يسمون بصانعي السياسات والاستراتيجيات من الناشطين الاكاديمين المعروفين ومن هم في حكمهم.
اللافت للنظر بأن الأزمات قد تراكمت وتعمقت وما زالت على هذا النحو، فوسائل الحوار الفعال المنتج شبه متصله؟ وإن اتصلوا فجميع الارواق باتت تختلط عليهم ويصعب الفصل بينها؟ فمجالس التعليم وهيئة الاعتماد العالي، وعلاقتهما بالجامعات الاردنية العامه والخاصة اصبح يتجه نحو ظاهرة شد الحبال وكسر العظام، المستند الى حقيقة لا بد من الاعتراف بها وهي الحسد والحقد والانتقام مع شديد الأسف؟ ويأتي ذلك نتيجة لغياب العدالة والشفافية والمصداقية في ظل تسارع وتفاقم النفاق الاجتماعي والسياسي والخوف من المجهول وتعاظم المكاسب المادية والمعنوية التي يسعى اليها الكثير ممن ساهم في صناعة هذا الواقع المؤلم في منظومة التعليم العالي، كما اشار اليها استاذنا الفاضل في هذا المقال.
أرى بإن القرار بتقييم اداء الجامعات الرسمية والخاصة ومعرفة الانجازات التي تحققت اثناء الفترة الزمنية التي يشغلها كل رئيس هو عنوان كبير بحد ذاته : ظاهره جميل ومحتواه خطير؟ خصوصاً اذا ما حورت الاليات التي تضمن النزاهة والمصداقية للنتائج من قبل تلك الفئة ذات الاجندة المبيتة! ونحن ندرك مسبقاً السلوك والمنحى الذي سيسير فيه كل من سيخضع لهذا التقييم في هذه الادارات؟ فالقدره لدى الكثير من هولاء على التحوصل والتكيف والمقاومة متوفرة ولديه خطتة واليآته لتحقيق ذلك؟ ونحن نعلم ايضاً بأن العاطفة والعلاقات الخاصة والنظرة المسبقة لن تكون بمعزل عن عملية التقييم من كلا الطرفين؟ لذا اعتقد بأن التطبيق الفعلي لقوانين التعليم العالي بمرجعياتها الحقيقية والفعالة التي لا تقبل الاجتهادات او التفسيرات الفضفاضه هي الاطار الحافظ لعملية التقييم . واختيار فرق محايدة ذات خبرة مشهود لها من خارج المنظومه الرسمية والخاصة المعروفة والمكررة هو اقتراح يأتي في سياق الفعل؟ كما أن انتهاج مبدأ المسائله لفريق التقييم هي ايضاً مهمة صعبه تحتاج الى الية واضحة تحكمها اساسيات الاصلاح والتحول الديمقراطي التي يوجهنا اليها صاحب الجلاله من خلال تقديرنا للفئات المهمشه ذات الشهادات والخبرات العلمية والبحثية والعملية.
أن الرؤية التي جاءت في رسالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله ورعاه الأخيره والمتعلقة بتطوير "الموارد البشرية"، افراداً وادارات حملت في طياتها منهجية عمل لسر نجاح مسيرة التعليم العالي آملين من القائمين على ذلك التقاط الاشارة بحسب ما اراد قائدنا المفدى.

لاشك (.) الثلاثاء, 03/31/2015 - 20:33

لاشك ان الكاتب شعر بان مجلس التعليم العالي يمسك الان زمام المبادره في استئصال الاعوجاج في مسيرة الجامعات واداراتها وسيحاسب الرئيس والعميد ...كل على ادائه وليس على ولائه وتحالفه الموسمي الضيق.

حريه (.) الثلاثاء, 03/31/2015 - 20:49

جامعاتنا فقدت حريتها ياصاحب العطوفه عندما نزل رؤساء الجامعات على كراسيهم (خاو) وعندما تعين 3 رؤساء من نفس جهه معاليه واستمر يتحدث عن الشفافيه وعندما طبق نفسه على التعليم العالي 3 قوانين بسنه واحده .لقد تم نقل رؤساء الجامعات (ممثلين عقل الوطن) كما ينقل اي شيء من مكانه......بطمنك مجلس التعليم العالي عالي كما يبدوا لي وان غدا لناظره لقريب .

مامعنى (.) الثلاثاء, 03/31/2015 - 21:09

ما معنى "والاشراف على الجامعات بمقاصد تحقيقها لاهدافها ومهامها،،؟اكيد تعني ان يتأكد المجلس تحقيق الجامعه لافضل المعايير في التعليم والبحث العلمي وخدمة المجتمع واكيد ان لايسمح بتعيين رؤساء جامعات بالطريقه السابقه واكيد عدم تعيين عمداء الا بالطريقه السويه....

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)