TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
أزمات التعليم العالي أزمة كراسي !
09/07/2015 - 9:15am

طلبة نيوز أ.د. محمد القضاة المشهد الحي لواقع التعليم العالي يثير الاستغراب ويدفع الطلبة ثمنه في الجامعات، ومن يحملون حقائب التعليم العالي واستراتيجياته وتراهم يدافعون عن مواقعهم وقراراتهم هم أول الأسباب في تراجع جودة التعليم العالي وإثارة أزماته، والتخبط الذي يعيشه مشهد التعليم العالي سببه غياب القيادة الفعلية لإدارة ملف التعليم العالي برمته، وتركها بيد قوى متصارعه كلّ يعتقد أنّه الأولى بها. ومن يدقق بالأسماء والعلاقات البينية الظاهرة والخفية يعرف أنّ هؤلاء يحملون أجندة تبدو في ظاهرها الحرص على التعليم العالي، وفي باطنها غير ذلك، وحين طالبنا قبل سنة ونصف بثورة بيضاء في التعليم العالي لا تبقى حجراً في مكانه، ولا منتفخاً على كرسيه، ولا دجالاً في موقعه، استمعنا يومها لآراء كثيرة وجادة، وكلها تتحدث في السر لا في العلن، واليوم بعد أن انكشف الطابق وغدا التعليم العالي الحقيقي هو المستهدف آن أن يعود المسار إلى وضعه الصواب بعيداً عن تدخلات الشركات والمال من خلال أصحاب النفوذ والقرار؛ لأن تحسين نوعية التعليم العالي وجودته ودعم الجامعات بالمال أولى من أزمة الكراسي التي تتسيد مشهد التعليم العالي. هذه الأزمة باتت تشتغل الوسط الأكاديمي ليل نهار، وغدا الامر برمته مثار الأسئلة، فلمصلحة مَنْ تخرب سمعة التعليم العالي؟ ومن المستفيد من تغيير مجلس التعليم العالي بهذه الآلية والسرعة؟ ولمذا يغييب الحوار الفعلي في أروقة هذه المجالس؟ ولماذا تتدخل الحكومة بهذه السرعة ولا تحتمل رأي عدد من أعضاء مجلس التعليم العالي اجتهدوا في اطروحاتهم؟ ولماذا تشتعل شرارة الاتهام والاتهام المضاد بين هذه الأطراف التي تعرف جميعها أنّ الخاسر الوحيد في كل هذه المعادلة سمعة التعليم العالي والجامعات كافة. التعليم العالي بات اليوم على مفترق طرق، وهو يحتاج إلى قائد جاد لا تأخذه في التعليم العالي لومة لائم، لا يعرف أبوه مهما كان حجم الواسطة، قائد يعرف قوانين التعليم العالي وأنظمته واستراتيجياته، ويميز العلماء من الجهلاء، والقادة من الضعفاء، والمخلصين من المتطفلين، فأين هو هذا القائد في ظل عدم الاهتمام الحقيقي بهذا القطاع من لدن صُناع القرار، نحن أمام آراء وكتبة بعضهم لا يعرف أكثر من قدمه، وبعضهم ظواهر صواتية عرفناها في ميادين كثيرة لا هم لها غير حضورها ومصالحها. فهل ستكون مصلحة الأجيال هي الأساس، وهل يعود للمؤسسة الجامعية ألقها وبريقها العلمي، وهل سيكون همّ الجميع التعليم وجودته لا الكراسي التي تناوب عليها العديد من الأسماء وكانت النتائج أزمات تطحن أخرى، واستراتيجيات تلد من بعضها ولا جديد فيها. اعود وأكرر ما قلته سابقا مللنا الكذب الناعم والانتجلنسيا الفارغة والخطط التي تنتهي بذهاب مسؤول وقدوم جديد، مللنا الصور الفاقعة اللماعة التي لا يوجد خلفها غير الخراب والتدمير، مللنا أشياء ان ذكرناها تزيد اوجاعنا ... التعليم العالي لا يمكن ان يبقى حقل تجارب لكل من هل ودب، ولا يمكن الوثوق بمن يخربون سمعة التعليم العالي مهما كان وزنهم وشكلهم، التعليم العالي يجب ان يتجاوز الأفكار الى الميدان، التعليم لا يجب أن يبقى مجرد اجتماعات مارثونية منفصلة عن جسم التعليم في الميدان، التعليم العالي والجامعات كلاهما يعيش حالة من الإرباك والضعف والعنجهية؛ إرباك في الاختيارات والإدارات وضعف في التواصل والاستمرار والجودة، وعنجهيات في التعيينات والواسطة والتوابع والزوابع التي تلحقها وهي لا تعد ولا تحصى، نحن أمام كرة ثلج تكبر وتتداعى امام اعيننا إذا لم تتدارك الجهات المعنية أهمية القيام بثورة تصحيحية بيضاء في كل مفاصل التعليم العالي. Mohamadq2002@yahoo.com

التعليقات

اكاديمي (.) الخميس, 07/09/2015 - 03:04

كلام في الصميم‘ وهو افضل ما كتب حديثا في هذا المجال.الحكومه تتعامل بنزق ,واكثرية الكتاب هم بالوكاله،اما عن فضيحة اقالة المجلس السابق فيحاول البعض يائسا تجميل هذه الخطيئه .والبعض وجدها فرصه للظهور

سوسن حماد (.) الخميس, 07/09/2015 - 07:30

ان الادارة بالحب والانتاج بالرضا هو ما تحتاجه مؤسساتناالتعليمية كلها فعندما يشيع رئيس الجامعة أو العميد روح المحبة والألفة والتسامح بين الجميع سينتقل أثر ذلك حتما للجامعة كلها، وحين يشيع الشك ويحارب التجارب الناجحة ويفتح اذنيه للمتسلقين والمنافقين يهدم البنيان من اساسه
، وليبدأ رئيس الجامعة بنبذ التعامل بوجهين فى تعامله بابداله بالرقة والبشاشة والتسامح ونبذ التسلط والظلم بالمشاركة وروح الفريق، والإدارة بالحب مع الأسف فن يغيب عن كثير ممن يتولون مسؤولية القيادة فى البلد والجامعات والله يرحم. ايام زمان كيف كان المسؤول يواجه الموظف بروح المسؤولية والاحترام كان الاردن مضرب المثل باداراته
ياحرام ايش صار بالتعليم العالي وبالجامعات وصار اللي ما بساوي شي مسؤول بها الجامعات

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)