مجلس التعليم العالي مجلس مرتبك
البروفيسور أنيس الخصاونة
مجلس التعليم العالي مجلس جدلي وتختلف وجهات النظر في مدى ضرورته بوجود مجالس أمناء للجامعات يتم تعينها من قبل الحكومة ، وتتأكد الأجهزة الأمنية من ولائها ومطواعيتها وخضوعها للتوجيهات الأمنية والمخابراتية. هذا المجلس يتعارض وجوده وصلاحياته مع صلاحيات مجالس الأمناء التي هي بموجب القانون تتولي الإشراف على الجامعات وسياساتها وإدارتها ، وتتجسد في مجالس الأمناء هذه الشخصية الاعتبارية للجامعة. ومن هنا فإن وجود مجلس للتعليم العالي بصلاحياته الكثيرة خلقت حيزا كبيرا من التداخل مع صلاحيات مجالس الأمناء لا بل فقد أصبح وزير التعليم العالي ومجلسه الموقر يتدخلون بكثير من جوانب العمل الجامعي ، وقبول الطلبة ،وتعييين العمداء والرؤساء ونواب الرئيس ، وهذه الصلاحية التي بالطبع تتدخل من خلالها الأجهزة الأمنية والمخابرات لتأتي برجالها والمحسوبين عليها الى نواصي الإدارات الجامعية.
أما وقد استقر الوضع على وجود مثل هذا المجلس في المملكة فإن تداعيات عمله ومداولاته منذ سنة ونيف تكشف وبما لا يدع مجالا للشك عن المناكفات والإختلافات والصراعات بين رئيسه وأعضاءه. مجلس لم يمضي عليه كثيرا من الوقت ليتم بين عشية وضحاها إعادة تشكيله والسبب هو أن من بين أعضاءه من رفض الإملاءات والانسجام مع رؤى الوزير وتطلعاته ، أو رفض أن يصوت في جلسة المجلس الأخيرة لصالح عدم التجديد لرئيس جامعة ناجح وتقارير لجنة تقييم الأداء تشير إلى جوانب إيجابه كبيرة في إدارته للجامعة. يا ترى هل توجهات الوزير نابعة من تطلعاته المهنية والأكاديمية التي نعرفها ونعرف حرفيتها ؟ والجواب بالطبع لا وربما نذهب لنقول بأن الوزير ينفذ تعليمات الأجهزة الأمنية والمخابرات ودوره تسويق وإخراج هذه التعليمات لتبدوا مهنية ومنبثقة من منطلقات أكاديمية تستدعي تغيير رئيس جامعة اليرموك من أجل فسح المجال لنائب رئيس جامعة سابق في ذات الجامعة عمل منتدبا خارج الاردن لمدة ثماني سنوات وانتهت مأموريته ليعود الان رئيسا للجامعة.
مجلس التعليم العالي يتكون نصف أعضاؤه من وزراء سابقين لينين ومطواعين يمكن تشكيل بعضهم بالشكل الذي ترضاه الحكومة ودوائرها الأمنية .هذا المجلس لن يفعل شيئا غير ما يؤمر به ، ومن خلاله ستمرر قرارات كثيرة لا تستند لا للكفاءة ولا الجدارة بقدر ما تستجيب لتعليمات أمنية يصدرها ضابط برتبة نقيب أو عقيد في أحسن حالاته. الحكومة بإجراءاتها المرتبكة والمربكة تسهم بشكل كبير في تدهور التعليم لعالي في الأردن وعلى ما يبدوا أن قطاع الجامعات لا يشكل أولوية مهمة بالنسبة للحكومة في هذا الوقت على وجه الخصوص.
التعليم العالي في الأردن كان أفضل حالا عندما لم يكن هناك مجلس تعليم عالي ولا وزارة تعليم عالي .وفي الوقت الذي ندرك أن التوسع في إنشاء الجامعات العامة والخاصة في الأردن اقتضى تشكيل هيئة لتنسيق جهود هذا القطاع بما ينسجم مع متطلبات سوق العمل ، فإننا نعتقد بأن هذه الهيئة (مجلس التعليم العالي) لم يعطى الفرصة ليعمل وفق الأسس والتقاليد العلمية والجامعية المعمول بها في العالم ، وإنما تم اختطافه من قبل الأجهزة الأمنية وأصبح عبارة عن هيئة سياسية بامتياز وظيفتها أن تنفذ ما يأتي من التوجيهات من الديوان الملكي أو من الحكومة وأجهزتها الأمنية. نعتقد أن مجلس التعليم العالي بصورته الحالية وبطريقة عمله البائسة ينبغي أن يلغى وتنقل صلاحياته إلى مجالس امناء الجامعات لتتمكن من مزاولة صلاحياتها وواجباتها المنصوص عليها في قوانين الجامعات والتعليم العالي .نعم مجلس التعليم العالي لم يعد عاليا ونعتقد بأنه في حالة استمراره بالعمل بنفس الطريقة التي يعمل بها حاليا فربما أنه من الأفضل أن يرتبط إداريا بمدير دائرة المخابرات العامة مما يوفر في النفقات ويكشف عن المرجعيات الحقيقة في اتخاذ القرارات المتصلة بالتعيينات القيادية في مؤسسات التعليم العالي ولا حول ولا قوة إلا بالله...
التعليقات
مواطن (.) الأحد, 06/28/2015 - 09:57
مرتبك ووزير يتخبط والبلد مجالس ولجان يتم تفصيلها للذي يدفع اكثر
شو فارقة معه الوزير بخربها وبرجع لبلده المانيا مثله مثل غيره
عندما يتحكم المال الاكاديمي بالتعليم فنقول خربانه
مواطن (.) الأحد, 06/28/2015 - 11:10
سلمت يا دكتور انيس وحبذا لو اقتصر دور الجهاز الامني في التجسس وجمع المعلومات عن العدو الصهيوني حتى يمكن رسم الخطط الناجحه لتحرير فلسطين والاقصى بدل من انشغاله بما ليس له به علاقة
يرموكي متميز (.) الأحد, 06/28/2015 - 15:34
دكتور أنيس ليس جميلا ما تقوله بل انه بشع فالتباكي على شخص رئيس جامعة اليرموك وقته ولى ، أما محاولة الزج بهذا الموضوع باسم زميلك الفاضل الدكتور رفعت الفاعوري وأنه (مشان عيونه) لم يتم التجديد للدكتور عبدالله الموسى وأن رئيس جامعة اليرموك القادم هو الدكتور الفاعوري فهذا استنتاج منك من الؤكد أنه بداعي الكراهية للرجل ، كم أن كيلك المديح للدكتور الموسى ليس حبا به ولكن لتوصية جماعتك عليه وعدم المساس به .
أنت أقضل عندما تكتب بالشأن السياسي
متسائل (.) الأحد, 06/28/2015 - 15:48
ذخلك من هم الخمسة أو ستة وزراء سابقين اللذين يشكلون نصف عدد آعضاء مجلس التعليم العالي؟؟؟؟؟ أمين مشاقبة و....هشام غرايبه.....فقط....لماذا التهويل. وبعدين قضي ة تستجيب للنعليمات الأمنية من نقيب....يا رجل إحترم مشاعر الناس وذكاء القراء...... وأرجو أن تنشر يا محرر.
اضف تعليقك