طلبة نيوز-سلمان سلامة أبوغليون

كلنا يعلم ماذا مرّ بالإخوان في الفترة الأخيرة ... ومن حرصي كمواطن على الوطن فإنني كتبت هذا وهو ليس مع أو ضد أي طرف . وأرجو أن لا يفسّر إلا كما أنا شخصياً .

قلت ألإخوان في الأردن مكون رئيسي ومهم . وهم يحتاجون المجتمع والمجتمع يحتاجهم . والدولة كذلك تحتاجهم كما أنهم يحتاجون الدولة . لم لا والدولة هي الحضن الدافيء لنا جميعاً سواءاً كنا من الإخوان أو من غيرهم . وبما أن الإخوان مكون رئيسي في المجتمع فقد نبعت فكرة محبتهم فيه . لا سيما وأن تاريخهم نحو الوطن في أغلبه تمثل في محافظتهم عليه وعلى هويته الإسلامية العربية .

صفق البعض لانقسام الإخوان بعد فترة من وقوعه . لكن الواقع هو أن الشعب الأردني تملّكه خوفٌ من أن الإنقسام قد ينشأ عنه تفكيراً آخراً نخشاه جميعاً فنحن لا نريد نشوء فئة أو مجموعة متطرفة تلجأ للعمل السري في حياتنا الإجتماعية . بل نريد أن نظل منفتحين على بعضنا البعض . ومع ذلك فإنه لا يجوز أن نحمّل الدولة مسؤولية الإنقسام الذي حصل أو أنها شجعت عليه . فليس من مصلحتها ذلك أبدا . فالدولة تعايشت معهم لما يقارب العقود السبعة .

إن النفس البشرية تتميز بحب المطامع والمكاسب فأين الحكماء هنا . وما المانع أن يتقدم الطرف الأول بخطوة للطرف الآخر لترميم الصف القيادي بشقيه . فانقسام القيادة على نفسها يجب أن يُبحث وبمعزل عن رأي كل طرف . يتناقش حوله الحكماء دون التمترس خلف شيئ إسمه شرعي وعندها نبتعد عن بعضنا البعض . فالتنازلات التي يتقدم بها الطرفان تؤدي إلى تفاهم يفضي إلى المحافظة على البنية المرجوة والهدف المنشود .

ألم يسمعوا عن تنازلات قدمها زعماء عرب كي لا تنقسم مجتمعاتهم ؟ وآخرون قالوا لو حصل ما حصل عند غيرنا لتنحينا . ما المانع والهدف هو إنقاذ البلاد والعباد .

إن علينا الإبتعاد عن الفرضيات الجدلية وأن نتبع الحكمة والواقعية في تفكيرنا . ألا تعتقدون أيها الكبار أن المجتمع الأردني كله سينقسم بانقسامكم ؟ وأن بعضكم سينال من بأس بعض ؟ تقاسموا الأدوار أيها الكبار ولا تتركوا أي مجال للقيل والقال والتفسيرات الأخرى . كما ولا تدعوا ثقباً في السفينة يغرقنا جميعا فالتغيرات تتسارع في منطقتنا وعلينا إدراك ذلك .

عند العرب كان الشخص يقاضي خصمه وعندما يسمع الحكم يقول : هذا حقي وأنا أتنازل عنه ونحن نريد أن نسمع هذا منكم .. وأنتم : إرحموا قواعدكم .. إرحموا تاريخكم .. وارحموا المجتمع .

نحن الآن بحاجة إلى توحيد الصفوف لا تفريقها . ولا يحق لنا التطاول على بعضنا البعض كما والتطاول على الحكومة مرفوض . وأعيد للأذهان أن الشعب الأردني احترم الإخوان لأن مواقفهم من القضايا المصيرية فرضت ذلك .

إعملوا على رأب الصدع وصيغوا تشكيلة جديدة تمثل كل طرف وتضمه وردوا كيد المتربصين والشامتين حتماً ستكسبون رضى القواعد والكوادر والمجتمع كله . وارحمونا – بالله عليكم – رحمكم الله .