TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
ومضات وتجارب للصيام من التراث الانساني القديم
20/05/2020 - 2:15pm

اعداد: دكتور شفيق علقم
ذكر ان المصريين القدماء كانوا يصومون ثلاثة ايام من كل شهر، ونجحوا بذلك في علاج مرض الزهري بالصوم الطويل، وقيل انهم كانوا من احد اكثر الشعوب صحة بسبب صومهم هذا. وفي اليونان القديمة ، صام الفيلسوف الحكيم ابيقور اربعين يوما قبل ان ادى الامتحان الكبير في جامعة الاسكندرية، وذلك لشحذ قواه العقلية وزيادة طاقة الذكاء والابداع لديه. وكان سقراط يصف الصوم للمرضى في احرج مراحل مرضهم ، وكان يقول عن ممارسة الصوم( كل انسان منا في داخله طبيب وما علينا الا ان نساعده حتى يؤدي عمله)، واوصى جالينوس الحكيم الروماني بالصوم كعلاج لكل اعراض الروح السالبة ،ويعني بها حالات الحزن وفقدان الحب وفرط التوتر. وكان الشيخ ابو علي ابن سينا(1037) يفضل الصوم على كثير من العلاجات، ولم يتنازل عنه في العلاج والشفاء من كثيرمن الامراض، وكان يقول انه الارخص ، وكان يصفه للغني وللفقير ،ويعالج به الزهري والجدري وامراض الجلد.
وقد صام الانبياء والصالحون تقربا إلى الله، فصام سيدنا موسى اربعين يوما، كما صام عيسى بن مريم كذلك اربعين يوما ، وصام سيدنا داوود عليه السلام، فوصف صيامه بانه من احب الصيام إلى الله تعالى ؛ فقد جاء في الحديث النبوي الشريف(ان احب الصيام إلى الله صيام داوود واحب الصلاة إلى الله صلاة داوود عليه السلام، كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه، وكان يصوم يوما ويفطر يوما) وقد صام كثير من الانبياء.
وفي عصرنا الحديث عصر الكيمياء والفيزياء الطبية وعصر الهندسة الوراثية،
شاع كتاب في اميركا اسمه( الصوم اكسير الحياة) ل هنريك تانر، فانكب الناس على قراءته والاستفادة منه. كما نصح كثير من علماء الغرب في اوروبا واميركا بالصيام كعلاج لكثير من الامراض. وكان محمد علي كلاي البطل المعروف الذي اسلم مصابا بمرض باركنسون وزيادة الوزن فصام ثلاثة اسابيع وتحسنت حالته 60%.
وقيل ان احمد كفتارو مفتي سوريا كان مصابا بامراض عديدة فداوى نفسه بالصيام وشفي منها.وفي اوروبا واميركا اليوم توجد مراكز علمية كثيرة تعالج بالصيام فهناك انواع من الصيام في هذه المراكز مثل : صيام قصير الاجل وصيام طويل الاجل وهناك التجويع الاسلامي . وثمة في اوروبا مركز ( هومرست) يعالج تصلب الشرايين بالصيام لان هذا المرض افضل علاج له هو الصيام.
وهكذا فقد اعترفت الامم السابقة ومفكروها بفضائل الصيام وفوائده العظيمة ، فكل امة او جماعة او اشخاص مارسوه وفق فلسفاتهم الخاصة ومعتقاتهم الدينية او الاجتماعية ؛فمنهم من مارسه كعبادة او كفارة او تذكارا لوقائع لديهم كاليهود، او شفاء وعلاجا ناجعا وتطبيبا للامراض،او تقوية وملهما للذكاء وشحذا للابداع، او صحة للجسم ورشاقتة ، اومقاوما للهرم وتهذيبا للنفوس والافكار، او الزهد والسمو بالروح والجسد ،كالمتصوفة والنساك الزاهدين في الدنيا، او كشعيرة دينية، او لاسباب خلقية واجتماعية، او اعدادا للافراد للتقرب إلى الالهة ،وقد مارسه المهاتيما غاندي كتعبير عن موقف سياسي 
اما عند المسلمين فهو عبادة وتقرب إلى الله ،وركن اساسي من اركان الاسلام فرضه الله سبحانه وتعالى في شهر شعبان للسنة الثانية من هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة.
الدكتور : شفيق علقم
Acusc2001@live.com

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)