TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
ولماذا لا يطبق قانون منع التدخين فى الجامعات والمدارس الاردنية؟
01/06/2016 - 12:45pm

طلبة نيوز:

لا ندري إن كانت الجامعات الاردنية سوف تعيد نجاح دور المراقبة والمسائلة الذى تقوم به مؤسسة الدواء والغذاء للمحافظة على صحة المواطنين، لنرى الجامعات الرسمية والخاصة بطلبتها وبمختلف العاملين فيها لديهم الرغبة والنية الحقيقية "لوقف التدخين"، و لماذا لا تستجيب مؤسساتنا التعليمية لمبادرة منظمة الصحة العالمية فى الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة التدخين في الحادي والثلاثين من شهر أيار \ مايو من كل عام وتبدأ بتطبيق قانون منع التدخين فى حرم المدارس والجامعات؟

إذا ضبطت مؤسسة الدواء والغذاء كلّ شيء يتعلق بالاضرار بالصحة العامة من أغذية لعدم صلاحيتها للاستهلاك البشري، واغلقت مؤسسات غذائية لعدم توفر الشروط الصحية فيها، فإنها تقوم "بواجب" كبير طالما طالب به كلّ من يرى التهرب من المسئولية قضية خطرة، ولكن ليست مؤسسة الدواء والغذاء وحدها المسؤولة عن صحة المواطن، بل وزارة الصحة، ووزارة التربية ووزارة التعليم العالي التي لا تراقب بشكل جدي الالتزام بتطبيق قوانين الصحة العامة ، خصوصا فى المدارس والجامعات التى تتسع فيها ظاهرة التدخين يوما بعد يوم، بين الشباب والشابات فى مخالفة صريحة لقانون منع التدخين فى الاماكن العامة..

نقرأ الإحصاءات المقلقة التي تشير الى ان 20 % من طلبة المدارس من المدخنين، وفى دراسة اجريت على احدى الجامعات الرسمية قبل مدة اشارت الى ان نسبة المدخنين من الطلبة تصل الى 60% ، ونجد أننا مجتمع مدخن بامتياز حيث اشار البيان الذى أصدرته دائرة الإحصاءات العامة بمناسبة اليوم العالمي للامتناع الى ان سكان الأردن ينفقون على التدخين 602 مليون دينار سنويا . ولا حاجة هنا للتاكيد على ان نسبة كبيرة من المصابين بسرطان الرئة هم من المدخنين ، وان امراضا عديدة وسرطانات مختلة يعتبر التدخين احد اسبابها الرئيسة.

هناك قانون صدر قبل بضعة اشهر "يغلظ" العقوبات على المدخنين فى الاماكن العامة، حتى تصل فى حدها الاعلى الى الحبس 6 أشهر أو الغرامة 3000 دينار، لكن المشكلة أن الإدارات الحكومية والجامعية لا تطبقه بالشكل الصحيح، ولا ندري عن الجهة المخولة بمتابعة تطبيق هذا القانون، لانها لو قامت بعملها ستكتشف كماً هائلاً من خروقات لا تقتصر على اسم كبير لدائرة او مؤسسة أو مدرسة او جامعة ، فيكفي ان تقف بجانب احدى المدارس الخاصة او الحكومية، او تسير فى احدى الجامعات حتى ترى الاعداد الكبيرة من الطلبة المدخنين بمن فيهم الاساتذة وبعض الرؤساء، والذي لا نعرفه لماذا لا يصار الى تنفيذ ذلك القانون على المدارس والجامعات ابتداءا، فهل عملية التستر على المخالفين مرتبطة بشخصيات قيادية لا تستطيع التوقف عن التدخين ، وهي التي تعتمد الإضرار بالصحة العامة، أم أن هناك سبباً مستتراً وغير معلن، وهذا بدوره خطيئة كبرى في حق المجتمع؟

حُكي الكثير عن مشاريع المباني الخضراء، والمباني الصديقة للبيئة،التى تستخدم الطاقة المتجددة ومياه الامطار، ولكننا ماذا عن الاف المدخنين الذين يعتدون على جمال الطبيعة ونقاء الجو، ولا يحترمون حق الاخرين فى بيئة نظيفة خالية من التدخين، ولا تزال ترى العديد منهم على قمة الهرم الاداري يرأسون الاجتماعات ويدخنون بشكل علني، وربما هذا جزء من أجزاء كبيرة ما زلنا في غفلة عنها؛ لأن المسئول الكبير على حق، حتى لو أوصلنا إلى المقابر.

ما تقوم به مؤسسة الغذاء والدواء هو عمل مهم تُشكر عليه، لكن العبرة ليست فى التاكد من سلامة الغذاء والدواء فحسب، فهناك العديد من الممارسات اليومية المضرة بالصحة العامة، وعلى راسها التدخين خصوصا فى المدارس والجامعات، وعموماً نحن بانتظار من يرفع شعار " صفر" تدخين فى جامعاتنا الاردنية بمناسب اليوم العالمي لمكافحة التدخين، فهل من مستجيب..

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)