الدكتور محمد علي غنيمات

وطني، وأي وطن
على امتداد أكثر من مائة عام مازلت عصيا على أصحاب النفوس الرمادية، الذي يعيشون على أرض هذا الوطن المباركة، ويرتون من ماؤه، ويستظلون في أمنه وآمنه، ويمدون اجسادهم بالطاقة والغذاء من خيرات هذا الوطن. لا والأكثر من ذلك انهم يتعاشون مالا ورزقا من فضل هذا الوطن، والفضل دائما وابدا لله عزوجل الذي انزل في كتابه الحكيم الآية الأولى من سورة الإسراء: ((سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)).

وطني، وأي وطن
ستبقى غصة في عقول الجبناء، وشوكة في اعناق المارقين الذين يكدون المكائد خلف الأبواب الصدأة، وداخل جحور الفئران، مثلهم مثل النعام الذي يدفن رأسه في الأرض جبناً ووهناً.

وطني، واي وطن
كيف يخونك أولئك المارقين، كيف ينظرون إليك ساحة، وانت وطن فيك القلم بحجم السيف، والسيف بحجم التضحية والفداء، وفي سبيلك يا وطني يطيب لنا الرفعة والشموخ والعزة.

وطني، وأي وطن
في يوم العلم، نقسم دوما أن يبقى عاليا ساميا، علمك ناصعا نقيا مشرفا بالفخر أينما سما عاليا، علمك تاريخ من الحضارات والأمم والبطولات، هنا تاريخ الثورة العربية الكبرى والخلافة الأموية والخلافة العباسية والخلافة الفاطمية، ونجمته السباعية البيضاء ترمز إلى عدد آيات سورة الفاتحة في القرآن الكريم، والتي تُعرف بـ"السبع المثاني".

وطني، وأي وطن
وطن في قصره عائلة ملكية شريفة هاشمية، ذات سمعة طاهرة منذ فجر العرب الأول، مازالت صنائعهم وعطاياهم تزين التاريخ عظمة وكبرياء واعتزاز، ومنذ القدم مازالت العائلة الهاشمية تقدم الغالي والنفيس لخدمة أمتها وشعبها، واستمر الملك عبد الله الثاني ابن الحسين على هذا النهج مُقدما الكثير الكثير لأمته وقضاياها، رافعاً راية الحق والصوت المسموع في جميع أنحاء الأرض، ليكون صوت وطني وفعله حاضراً دائماً.

وطني، وأي وطن
وطني ليس مجرد مكان للعيش؛ بل هو الهوية، والأصل، والمأمن الذي يحمل أمانينا وأحلامنا ويمنحنا الأمان. الأخلاص للوطن ليس شعارًا يُقال، بل هو إحساس مصدره القلوب وتصنعه الأفعال، وطني هو كيان يُشكّل هويتنا وماضينا وحاضرنا ومستقبلنا، والحفاظ عليه واجب في عنق كل مواطن. فالوطن يستحق منا الحب، الولاء، والإخلاص، لا مجرد كلمات تُقال، بل أفعال تُثبت هذا الانتماء.