من ساعتين على ذمة الرولكس تقليد، وانا احاول رسميا اجتياز دورة تطوير ذاتي لاكتساب مهارات رعي الخرفان بعد ان حل بمرابعنا وعلى حين غرة زوج منهما بزيارة رسمية بعد ظهر هذا اليوم بجهود من أخي ماجد (ابو محمود) بعد ان تناهت الى اسماعه وصديقنا المشترك ابراهيم الحاج توفيق حكاية عن فن الشوي المتكامل رغبا بتحويلها الى سيناريو واقعي قريبا .. بالانتظار تغيرت لدي الكثير من المفاهيم بايحاء خفي من نهج فرق تسد، فصلت "القطيع" عن الكلب في الحاكورة خوفا وشفقة على الخرفان تغيرت نظرتي عندما بدأت تلك الخراف تتحركش بمارتن الكلب ذو المنبت الامريكي من الطبقة الوسطى التي لم تندثر بعد ببلاد العم سام ! تضرب الخرفان باقدامها الارض في اشارة لا بد ان تكون نوعا من التحدي و تطأطئ براسها لوضع القرون الصغيرة في وضعية الهجوم. استوعب مارتن الرسالة واخاله قد اعلن فورا تأييده للسلام العادل والشامل والدائم وطلب اللجوء تحت الطاولة امامي ثم شغل دبلوماسيته ويبدو ان "تفاهمات " غير مكتوبة قد حصلت بين الاطراف واتفقت الحيوانات وبعد قليل "حط مارتن الامريكي راسه بين الروس" وبدأ يرعى مع الخراف وهي تغض عنه القرون . بالمحصلة من مراقبة المشهد فهمت ان الخراف بها كل ما يلزم من مواصفات التياسة اذ تركت كل ما حولها من نعم وتوجهت صوب الوردة التي ترعاها ام الاولاد بطريقة توحي الي بانها تضمر اعداد رسالة للدكتوراه حول العناية بتلك النبتة التي تعطي وردة واحدة كل خمس وخمسين شهرا وثلاث ليال و التي لا اعلم اسمها نهرت تلك الخرفان عن النبتة الواعدة والتي تلعب دورا اكاديميا لم ينته بعد متذرعا بعدم جواز ازدواجية الرعاية لتلك النبتة خشية من تضارب المصالح ! يبدو انها قد قبلت على مضض كسبا للوقت او ان في الامر خدعة انها قد قررت الشكوى لاقرب جمعية لرعاية حقوق الخرفان بخصوص التمييز بينها وعدم اعتماد مبدأ تكافؤ الفرص وعدم مساواتها ووضعها على قدم وساق مع ام الاولاد! ماااء ثم هاااو وتشاو !ا ما في حدا قليل !

ا.د نجيب ابو كركي / استاذ الجيوفيزياء وعلم الزلازل - كلية العلوم - الجامعة الاردنية.