طلبة نيوز - مع اقتراب نهاية عام 2024، يسدل الستار على سنة حفرت بصماتها بوضوح في تاريخ العالم العربي والعالمي. كانت 2024 سنة مليئة بالتحديات والتحولات العميقة التي ستظل ذكراها حية في ذاكرة الشعوب، حيث شهدنا أحداثًا كبرى توحدت فيها آلام الشعوب وآمالها في التغيير.
لا يمكننا الحديث عن 2024 دون التوقف عند ما جرى في قطاع غزة، حيث كان عامًا شهد صمودًا بطوليًا لشعب غزاوي لا يعرف الاستسلام. مع التصعيد العسكري المستمر، وقصف المدن الفلسطينية، كانت غزة مرآة لحقيقة قاسية تتجسد في معاناة الإنسان العربي في ظل الحروب والاحتلالات. لكن في قلب هذا المأساة، بَرَزَت صورة الشعب الفلسطيني الذي لا يلين ولا ينهار. كانت المقاومة في غزة ملهمة لأحرار العالم، ووجّهت رسالة صادقة للعالم بأسره أن الاحتلال مهما طال، والمجازر مهما تكررت، فإن الشعوب لن تُهزم ولن تموت آمالها في التحرر.
ومن أبرز الأحداث التي ميزت عام 2024، سقوط نظام بشار الأسد بعد سنوات طويلة من القمع الوحشي والقتل الممنهج. كانت هذه اللحظة بمثابة نصر عظيم للشعب السوري الذي عانى على مدار سنوات من حربٍ دمرت البلاد وأفقرتها. سقوط هذا النظام القمعي، الذي أصر على بقائه رغم كل الظروف، يمثل بداية لمرحلة جديدة في سوريا، مرحلة من الأمل في بناء دولة ديمقراطية تعددية يعيش فيها الجميع بكرامة وعدالة. ورغم أن الطريق نحو السلام في سوريا ما يزال طويلاً، إلا أن 2024 أظهرت أن الطغيان لا يدوم، وأن الظلم مهما طال فإن العدالة في النهاية ستنتصر.
عام 2024 كان عامًا مليئًا بالتقلبات السياسية والاجتماعية، ولكن في قلب هذه المتغيرات، هناك دروس يجب أن نتعلمها. أولها أن الشعوب العربية، رغم التحديات الكبيرة، أصبحت أكثر وعيًا بقدرتها على إحداث التغيير. ثانيًا، أن الأنظمة الاستبدادية، مهما كانت قوتها، لا يمكنها أن تقهر إرادة الشعوب في السعي نحو الحرية والكرامة. وأخيرًا، أن المستقبل لا زال مفتوحًا أمام الأجيال القادمة لصنع عالم أفضل، عالم تسوده العدالة والمساواة.
مع وداعنا لعام 2024، نتأمل في مسيرة الأردن خلال هذا العام الذي شهد تحديات سياسية واقتصادية كبيرة، ورغم الصعوبات، فقد تمكنت المملكة من الحفاظ على استقرارها ونجحت في مواجهة الأزمات. على الصعيد السياسي، شهدنا تطورات في علاقات الأردن مع دول المنطقة، كما عملت الحكومة على تعزيز الإصلاحات الداخلية. أما اقتصاديًا، فقد كانت السنوات الأخيرة مليئة بالتحديات المتمثلة في ارتفاع الأسعار والضغوط الاقتصادية، لكن الأردن حافظ على استراتيجيات تهدف إلى تحسين الوضع المعيشي.
وبما اننا طوينا صفحات عام ٢٠٢٤ بكل ماله وعليه فإننا لابد أن نستقبل عام ٢٠٢٥ ونحن نعقد العزم على مزيد من الإنجاز ومزيد من النجاح باراده واعيه وايجابيه ملهمه نبني من خلالها الغد لأبنائنا واحفادنا واجيال قادمه .
د. سناء عبابنه
اضف تعليقك