د. صهيب علي الهروط
في زمن تكنولوجيا المعلومات والثورة الالكترونية ، غاب الإعلام الجامعي عن المشهد الجامعي بشكل كبير ، ولربما أحد أهم الأسباب في ذلك غياب التخصصية الإعلامية ، فضلا عن تمسكه بعاداته وتقاليده القديمة من خلال بث واذاعه الأخبار والنشاطات الإدارية دونما محاولة لتغيير واقعه الحالي إلى الفضاءات الحديثة .
الواقع الحالي لإعلام الجامعات يحتاج لإرادة حقيقة للتغيير كما هو باقي الإعلام ، بالرغم من محاولاتنا الخجولة، إلا أننا ما زلنا نمتلك الوقت لتحسين الأدوات ، فمعايير الجودة تؤشر إلى ضرورة التوجه نحو ايجاد البرامج التدريبية للعاملين فيه ، والتي ستساهم في تطوير قدراتهم وإمكانياتهم نحو الأفضل ، وتذيب كافة اشكال الوهن والضعف ، ولا يغيب أن تمكينهم وتقويتهم في اللغة العربية ، أمر مهم جدا ؛ لأنها رمانة وعماد عمل الإعلام بشكل عام ، فالخبر الجاذب والكامل يرتكز الى خلوه من الأخطاء ويعطي إشارة على قدرة الكاتب .
وإذا ما أردنا تغيير هذا الواقع إلى واقع حديث يؤسس لإعلام جامعي عصري ، علينا خلع ثوب التقليد والتكرار إلى جعله مشعلا يضيء الطريق أمام الجميع .
الإعلام الجامعي عرف منذ القدم في الولايات المتحدة الامريكية ، وكان بهدف التوجيه والتطوير ، وقد تطور وانتقل لكافة الدول ، واطلق عليه العديد من المسميات ، ولا يهمنا هذا الاسم او ذاك ، إنما القيمة الحقيقية له ، وما يمثله من تأثير على مجتمعه .
الإعلام الجامعي معني بمواكبة التطور والتحديث ، فلابد من الارتقاء الى مستوى المدونات ووسائل التواصل الاجتماعي - دون أن نغفل محاولاتنا حاليا- فهي أصبحت قوة متنامية تساهم في تشكيل الآراء والمواقف والقناعات وتعطي اشباعا معرفيا مهم .
فالتوجيه غائب عن إعلام الجامعات بشكل تام ، خاصة لمن يريد الالتحاق بأي جامعة ، فأدوارنا كإعلام جامعي تتمثل في إبراز المبررات للتوجه نحو هذا التخصص أو ذاك ، لأننا في بعض الأحيان يحكمنا التردد والارتباك فلابد من الحسم في بعض الاوقات (الأهل والطلبة أقصد) من خلال التوجيه نحو التخصصات المطلوبة .
ولا نريد اختزال دوره في التوجيه والتطوير والتحديث والعديد من الوظائف التي يقوم عليها ، فلربما ما نعانيه حاليا من عجوزات مستمرة في موازناتنا وظروفنا المالية المانعة لبعض التطوير في مجالات اخرى ، يدفعنا للتفكير ببث رسائل تسويقية عبر إعلامنا الجامعي للخارج والداخل ، وإن بدأت بعض الجامعات ذلك ، لكنها لا زالت رسائل يعيبها النقص والتداخل فضلا عن كثرة الآراء في هذا الجانب .
نعلم أن الإعلام الجامعي لا يمكن تغييره في ليلة وضحاها ، لذا لا بعد من التحرك السريع من أجل صناعة إعلام جامعي عصري يؤدي الدور والرسالة بكل قوة وكفاءة ، بعيدا عن كل المحاولات التي تريد له أن يبقى كما هو .