نسمع الكثير ممن يشيدون بتجربة التعلم عن بعد , ولكن من المؤكد انهم لم يخوضوا واقع التجربة الحقيقية . 
فالتنظير شئ والواقع شئ اخر .
انا اتحدث كأكاديمي يخوض غمار هذه التجربة والتي اعتبرها تجربة صعبة علينا كمدرسين وعلى الطلبة ايضاً .
نحن نقدر ان الظرف طارئ والجميع بذل اقصى جهد لتحقيق الغاية المنشوده من هذه التجربة القسرية التي فُرضت بسبب الوباء , ولكن ان ندعي انها كانت تجربة ناجحة , فهذه مغالاة لا تتوائم مع واقع التجربة .
حقيقةً لم تكن المشكلة في اعطاء المحاضرات ولكن في الوسائط او المنصات الالكترونية التي تم استخدامها , وجهل الكثير من الطلبة بكيفية التعامل معها , وحتى بعض المدرسين .
نعم هي تجربة جديده على الطلبة وتحتاج لتدريب وخبره وجهد , ولكن الجهد الاكبر تحمله المدرسين لعدة اسباب اذكر بعض منها :
- نقص الخبرة لدى الطلبة بالتعامل مع هذه الوسائط والمنصات بكافة انواعها كما اسلفنا .
- - ضعف النت عند البعض وتكرار انقطاع الاتصال .
- - ادعاء بعض الطلبة انهم لا يملكون اجهزه ذكية تتوائم مع المنصات المستخدمه نظراً لظروفهم الماديه 
- التشويش الذي كان يحصل من الطلبة على بعضهم البعض اثناء المحاضرات بسبب فتح ( الميكروفونات ) او اغلاقها .
-غياب عدد من الطلبة عن المحاضرات وتعذرهم بحجج عدم وجود رصيد او انقطاع الاتصال , وبأن الرابط لم يفتح معهم .
) مما يضطر المدرس لاعادة لاختبار اكثر من مره .QUIZZES-عدم التزام بعض الطلبة في تقديم الامتحانات ( 
- عدم التزام البعض في تقديم الواجبات في موعدها لعدم قدرتهم على تحميل الواجب على الرابط .
فكيف ندعي انها تجربة ناجحه ؟؟
والان المشكلة الاكبر في الامتحان النهائي . 
كيف سنضمن ان يكون جميع الطلبة قادرين على تهيأة الوسائط وانها ستكون بكفاءة طيلة مدة الامتحان دون انقطاع ؟
وكيف سنتعامل مع الطلبة الذين لم يتمكنوا من فتح رابط الامتحان لاسباب فنية قد تواجههم , نتيجة ضعف النت او خلل في الرابط ؟
من سيضمن ضبط كل هذه الاحتمالات ؟
وانا اتحدث بكل صراحة من خلال تجربتي والزملاء واطلب ان يعاد النظر في آلية تقديم الامتحان النهائي لانه وكما اتوقع سيكون مخاضاً صعباً علينا وعلى الطلبة ولن يكون بالمعيارية المطلوبة للاسباب التي ذكرت .

د. نزار شموط