طلبة نيوز

كتب علي العزام

تعيين الدكتور لبيب الخصرا وزيرا للتعليم العالي جدل يتفاعل في الأوساط الأكاديمية منذ الإعلان عن ترشيحه منذ يومين .
ويبدو أن الأوساط الجامعية والأكاديمية لم تتوقع أن يتقلد الدكتور الخصرا موقع وزير التعليم العالي لأسباب تتعلق أن الكثيرين كانوا يعتقدون بأنه من حملة الجنسية الألمانية الأمر الذي لم يثبت و بدليل أن الرجل لدى سفره الی ألمانيا كان يستخدم جوازه الأردني وكان يدخل بناء علی تأشيرة دخول صادرة من السفارة الألمانية في عمان .
بيد أن الأهم هو أن الرجل يقول البعض وهم كثر ممن عملوا معه في جامعة العلوم والتكنولوجيا وجامعة اليرموك والجامعة الألمانية بأنه غالبا ما يغلب مصالح فئة علی فئة أخرى و ويضيف هؤلاء "بأن الدكتور الخصرا لطالما كان الی جانب أردنيين من أصول بعينها بحيث كان يستحوذ أبناء تلك الأصول ممن يعملون تحت إداراته التي تبوءها علی النصيب الأكبر من الرعاية مما كان يثير الآخرين " ويضيف هؤلاء انهم شعروا بالصدمة لدى سماعهم بترشيح الدكتور لموقع سياسي بهذا الحجم كون سياسة رأس النظام والدولة تقوم علی أن الوحدة الوطنية خط أحمر وان من يقوم بأعمال وتصرفات في هذا الإطار فهو عدو الملك الی يوم القيامة .

هذا الأمر الحكم عليه بناء علی الفترات السابقة التي قضاها الدكتور الخصرا وزيرا للتعليم العالي ليس بالأمر السهل وأنه نسبي فقد تخضع مثل هذه التقييمات الی الأهواء الشخصية ما يجعل البت فيها نحو اتجاه معين أمرا غير ممكن .خاصة وأن رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور في أحد مقابلاته مع قناة رؤيا اعتذر للشعب الأردني عن تصرفات وأعمال كانت تعتبر إقليمية من تعيينات وغيرها لدى شغله مواقع إدارية . فالموقع بالضرورة يغير الشخص ويجعله أكثر مسؤولية و يجعله ينظر للأمور من وجهة نظر مختلفة لذا ف لبيب الخصرا كعميد كلية ورئيس جامعة ليس بالضرورة أن يتبنى نفس السياسات وهو وزير هذا أن صحت تلك الأقاويل التي يتحدث بها أكاديميون اتصلوا أو أرسلوا بتعليقات و بأسمائهم الصريحة ل طلبة نيوز .

أما علی صعيد الإدارات الجامعية والأكاديمية فإن كثير من رؤساء الجامعات أبدوا ارتياحهم لهذا التعيين معتبرين أن الخصرا من الكفاءات وأنه قادر علی حمل مسؤولية الوزارة كما وأنه خبير في مجال التعليم التقني وأنه أي الخصرا كان مؤسس لأهم مشروع للتعليم التقني من خلال الجامعة الأردنية الألمانية الذي أصبح علامة فارقة في العلاقات الأردنية الألمانية ما يجعل الرجل أهلا للبدء في مشاريع مشابهه في القادم من الأيام .

هذا الأمر لا يسير بذات السوية بين أعضاء مجلس التعليم العالي حيث عبر أكثر من 4 أعضاء علی الأقل من "استيائهم هذا الخيار فما ذهب البعض منهم الی إمكانية الأقدام علی تقديم استقالاتهم من عضوية المجلس مبررين ذلك بأن الرجل وعلى مدار فترات طويلة ولدی عضويته لمجلس التعليم العالي لم يكن يقدم أي إضافات نوعية ولم يسجل له أنه كان يشترك في مناقشات المجلس حتى أنه لدى عضويته لمجلس التعليم العالي كان يرسل نائبه في معظم الأحيان ليحضر الجلسات مكانه وهو أمر يقول هؤلاء الأعضاء يدل علی الخصرا ليس لديه ما يقدمه علی مستوى السياسات العامة في القطاع .

مما تقدم فإنه يظهر بشكل واضح ان الوزير الدكتور لبيب الخصرا أمام مهمة كبيرة وصعبة وان عليه أن يبدد كل تلك المخاوف من خلال سرعة البدء بالعمل علی مشاريع متفق عليها من قبل غالبية واضعي السياسات في القطاع في التعليم التقني . واستقلالية الجامعات وتصويب وضع كثير من الجامعات الخاصة .
إضافة الی مهمة صعبة تكمن في أن كثير من الإدارات الجامعية في القطاع الخاص والحكومي اما أنهت مددها أو أنها ستنتهي مدد تعيينها في الفترة القادمة ما يجعل الخصرا أمام اختبارات وطنية صعبة قد تسير بالقطاع المثقل بالهموم والمشاكل الی بارقة أمل للنهوض أو أنها ستهوي بهذا القطاع الی المزيد من التردي .