TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
هل يقوم مجلس التعليم العالي بممارسة عمله بالشكل الصحيح ؟
19/04/2015 - 4:15am

طلبة نيوز- .أ.د نضال يونس

مضى على مجلس التعليم العالي الاخير قرابة الخمسة اشهر لم يستطع حتى اللحظة أن يحقق شيئاً يذكر يمكن أن يؤشر من خلاله إلى "نجاح" لافت في ناحية من النواحي مما يستدعي التوقف عنده، بل إنه لم يجانبه الصواب حتى في رسم إطار واضح لعمله خصوصا فيما يتعلق بتشكيل لجان لتقييم اداء الجامعات الرسمية والخاصة، علاوة عما نقله المحرر المتجول لطلبة نيوز عن قيام وزير التعليم العالي والبحث العلمي، من تحذير أعضاء مجلس التعليم العالي في احدى جلساته من "عدم تداول أي وقائع لجلسات المجلس مع الصحفيين مبينا لهم بأن لديه تسجيلات للمكالمات هاتفية لبعض أعضاء المجلس مع صحفيين وهم يتحدثون للإعلاميين حول ما دار في جلسة المجلس"..
ربما يعتقد البعض اننى اتحامل على المجلس الحالي ومسيرته بهذا الحكم المطلق، بيد أن واقع الحال من جهة، وردود الفعل المتعددة على قرارات المجلس الاخيرة، وتوجه وزير التعليم العالي لبيب الخضرا الى "عدم ترشيح" أو تعيين أي عضو في مجلس التعليم العالي في موقع رئيس جامعة في حال شغر أي موقع تثبت حقيقة ما ذهبت إليه بأن الفترة الماضية أهدرت من عمر المجلس بحورات ونقاشات غير "مجدية" أفضت إلى وقائع مؤلمة ونتائج محدودة، والسبب يعود لكون القابضين على مفاتيح المجلس من "ذوى الخبرة والاختصاص" فى المجال الاكاديمي الطامعين فى الوصول الى رئاسة الجامعات، لم يكونوا يملكون خارطة طريق يعملون وفقها، إنما كانوا يعملون وفق رؤى اجتهادية تقوم - كما نقول في سياقاتنا الشعبية – " خليها تولع وعنها ما ترجع".

الدلائل على ذلك كثيرة فواقع اللجان والمجلس والعلاقة المتشنجة مع الجامعات الاردنية نتيجة التعدى المتواصل على استقلاليتها وحريتها الاكاديمية، وخصوصا فى القرارات المتعلقة بقبول الطلبة العائدين من "اليمن وهنغاريا" بشكل مباشر وبدون الرجوع الى الجامعات، او كما قال وزير التعليم العالي عن قيام المجلس بالتدخل المباشر بشؤون الجامعات "مثل إرغام كل جامعة على تدريس بعض المساقات" ، ناهيك عن كولسات المجلس مع كل حديث عن التجديد او انهاء فترة رئاسة احدى الجامعات، وهو ما استدعى تلك التصريحات النارية لوزير التعليم العالي، والتى تتفق مع تصريحات سابقة لرئيس الجامعة الاردنية الدكتور اخليف الطراونه الذي طالب في لقاء حواري في حزب الإتحاد الوطني بحضور عدد من النواب والمختصين فى بداية هذا العام "بإعادة ترتيب دور مجلس التعليم العالي أو الغاءه" وهو نفس التوجه الذى صادق عليه عدد من الرؤساء السابقون للجامعات الاردنية والعديد من الاكاديمين فى مؤتمرات ومبادارات اصلاح التعليم العالي، الذين أكد معظمهم بأن المجلس كان يعمل بلا "رؤية استراتيجية" وبرروا ذلك بأمور أهمها تزاحم اعضاء المجلس على مواقع الرئاسات الجامعية وتدخلهم المباشر فى شؤونها..

المؤلم في الأمر أن أكثر من يدفع ضريبة هذه الفوضى فى عمل المجلس هي الجامعات الرسمية، التي كانت ولا زالت تعاني، ويكفينا من معاناتها العجز المالي الذى تعاني منه اغلبها بسب تراجع الدعم الحكومي، وعدم قيام المجلس بدورة فى مساعدة الجامعات فى الحصول على الدعم الحكومي المطلوب الذى وصل الى ما يزيد عن أربع مائة مليون دينار استحوذت عليها الحكومة باسم ضريبة الجامعات ولم تعطي الجامعات منها إلا مبالغ هامشية على مدار أكثر من خمسة عشر عاما، وفوضى القبولات الموسمية التى يقرها المجلس ويفرضها على الجامعات الرسمية التى لايمثل ادارتها ولوعضو واحد فى المجلس!!

الواضح أن مجلس التعليم العالي لا يتعلم من أخطاء المجالس السابقة التي شاركت في الصفقات "الفاشلة" فى تغيير رؤساء الجامعات بالجملة منذ عام 2004، حينما عمدت الحكومة بالتعاون مع المجلس الى تغيير 7 رؤساء جامعات،وصفقة "المناقلات" بين رؤساء الجامعات التى حدثت فى وزارة شديفات هذا إن كان قد وقف عليها أصلاً، وإلا فأي مغامرة يخوضها وهو يستنسخ ذات الفشل الذي ارتكبته المجالس السابقة التى اذعنت للتدخلات الخارجية لينتهي به المطاف للخروج غير اللائق لبعض الرؤساء بشكل مفاجىء فى تجاوز واضح لمبادىء استقلالية الجامعات، الذى حول رؤساء الجامعات كما يقول الدكتور انيس الخصاونة "الى مدراء ماليين هدفهم توفير المال واختصار النفقات وسداد المديونية والاستجابة لأوامر وتدخلات الأجهزة الأمنية,والنواب والعديد من القوى المؤثرة؟

الأمر يتكرر اليوم مرة ثالثة، حين قرر المجلس تشكيل لجان من داخل المجلس لتقييم عمل رؤساء الجامعات الاردنية الذي سيتيح الفرصة لبعض الاعضاء فى دعم رئيس على حساب اخر بحجة انجازات الاول وفشل الثاني، والتى تختلف فى تقديرها من شخص الى اخر، وهو قرار ساذج ليس تقليلاً من قدرات المجلس، ولكن لأن الجامعات الارنية أكبر من أن تبقى ساحة "لتجارب" مجلس التعليم العالي الذى لا نعرف عن الاسس ولا المعايير الموضوعية التى يتم من خلالها اختيار اعضاؤه السبعة " ذوي الخبرة والاختصاص في المجال الأكاديمي والتعليم العالي" حتى يعطوا احكاما بحق رؤساء جامعات هم يعملون بها اصلا!!!!...

التعليقات

حيران (.) الأحد, 04/19/2015 - 06:40

نحن الأردنيون أساتذة كلام... تغيير الرؤساء بقرار حكومي هو صفقة سياسية، انتخابات توازنات عشاءرية، لجان تقييم تدخلات اكاديمية، بالقرعة أقدار الاهية، بالإعلان مصالح شخصية، بالسر لمسات أمنية. ..!!!! يا أخي حلو عنا انتو ترى كثر الرخص ( الدكترة ) بهل البلد حرق المواضيع. أو بتحكي لنا مين بدك رئيس من الاخر.

اي صحيهح (.) الأحد, 04/19/2015 - 11:22

بتعيين الزوجات وصديقات الزوجات في المواقع المطلوبة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!

اكاديمي (.) الأحد, 04/19/2015 - 20:49

استطيع وصف المقال بانه "مراجده" واذا المطلوب مقال بأي مستوى فهذا مقال مثالي للامعقول.اما الاستشهاد بقول عطوفةالطراونه فهو خارج كل منطق .لتذكير كاتب المقال:1.د.الطراونه نقل من جامعه الى جامعه 2.وعين رئيس جامعة البلقاء وهو عضو مجلس تعليم عالي.3........ارحمنا يانضال.

محمد (.) الاثنين, 04/20/2015 - 22:10

اللوم على الحكومة الي بتغير الوزير .....يعني المجلس خلال ٥ اشهر تغيررءيسه مرتين.....اتمنا ان تطرح طرحا اكثر واقعية في المرة القادمة

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)