TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
هل ناقش مجلس التعليم العالي افتراض الجامعات من الخارج ؟
10/01/2016 - 5:30am

طلبة نيوز

د. نضال يونس
هل ناقش مجلس التعليم العالي فكرة السماح بالاقتراض الخارجي للجامعات؟

لا يكاد يمر أسبوع على الوسط الاكاديمي دون أن يكون هناك حدث ما يفرض نفسه عليه حتى يصبح حديث الساعة، وكثيراً ما تكون تلك الأحداث مرتبطة بمجلس التعليم العالي ، سواء اللجان العاملة فيه، أو اللجان التى يشكلها من خارج المجلس ، أو الامور المتعلقة بسير العمل فى الجامعات الاردنية، ولعل ذلك هو السبب الرئيس في بقاء الساحة الاكاديمية مشتعلة على الدوام إعلامياً؛ إذ لا يبقى أحد داخل هذه الساحة لا يلوك الحدث حتى الثمالة، وحدهم فقط أعضاء مجلس التعليم العالي من يبقون على صمتهم، وكأن على رؤوسهم الطير.

المتابع لشؤون التعليم العالي منذ أن تسلم لبيب الخضرا رئاسة المجلس ومعه الأعضاء الجدد مقاليد الأمور على إثر حل مجلس التعليم العالي السابق، يدرك بأن المشهد الاكاديمي ظل "مرتبكاً"، بسبب توالي الأزمات على الاكاديميا الاردنية، كأزمة الاسس والمعايير التى تم اعتمادها فى تعيين رؤساء التكنولوجيا واليرموك والطفيلة، وكذلك بسبب اتساع رقعة الفوضى فى قرارات المجلس، التي بدأت منذ قصة رفع معدلات القبول في الجامعات الرسمية والخاصة، أو الغاء المقاعد الجامعية المخصصة لأبناء العشائر، مرورا بقضية تجاوز المجلس لائحة الشرف التى وقع عليها الاعضاء انفسهم، والسماح لاحدهم بالترشح لرئاسة الجامعة الأمريكية، واخيرا التعديلات المقترحة على قانون الجامعات التى تجيز للجامعات الاقتراض من الخارج!

تلك الأزمات والفوضى ليس سببها حل المجلس السابق كما يظن البعض، لأنها أصلاً ليست طارئة بل هي امتداد للواقع السابق، وإنما السبب هو في الطريقة التى يدار بها مجلس التعليم العالي والصلاحيات شبه "المطلقة" التى يتمتع بها الوزير فى التنسيب والتوصية وتشكيل اللجان، واخيرا فى اجراء التعديلات التى تمس التعليم العالي، فما معنى ان يسمح للجامعات الاردنية بالاقتراض من الخارج اذا كانت الدولة نفسها عاجزة عن سد ديونها التى تزداد عاما بعد عام، هل نريد إضعاف القرار السيادي والوطني للجامعات الرسمية بهذه التعديلات غير المدروسة، واذا كانت الدولة نفسها لا تستطيع التنصل من توصيات بنك النقد الدولي الذى بات يتدخل فى شؤون حياتنا اليومية فكيف يكون موقف جامعاتنا غدا امام المؤسسات المقرضه التى ستملك القدرة على فرض أجندتها وشروطها عليها!

لا تخطئ العين أبداً حقيقة أن غالبية أعضاء المجلس الحالي لا دور لهم في المشهد إلا دور المراقب؛ إذ لا عمل لهم إلا التصديق على رغبات أو توجهات الوزير فى هذا الاتجاه او ذاك، وباستثناء بعض الاعضاء المخضرمين الذين وجدو انفسهم فى وضع "حرج" ، فان الامور باتت تمرر حسبما يريد الرئيس، وإن كان مجلس التعليم العالي قد نجح في شيء ففي دوره بإثارة الرأي العام الاكاديمي بعد المسرحيات المتتالية التى لعبتها لجان المجلس فى قضية الانهاء او التجديد لرؤساء الجامعات، وهي التي جعلتنا بتكتمها وتناقضها نقتنع بأن عمل المجلس الكريم بكل ما فيه بات سراً من الأسرار، وتجعلنا على قناعة أكبر بأن ما خفي أعظم والله المستعان!

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)