TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
هل فشلت استراتيجية البقاء الحديثة؟
22/07/2014 - 3:45am

طلبة نيوز-

هل فشلت استراتيجية البقاء الحديثة؟
شيطًن عدوّك ، بعدها سيعتبر قتلة عملا اخلاقيا
قاسم جديتاوي

ما هو اكثر مسبب للأمراض الخطيرة … الفيروس؟.. البكتيريا؟ ….ام الفكرة ؟ في عالم اليوم اظن ان اكثر مسبب للامراض الخطيرة التي تجتاح عالنا العربي اليوم هي الفكره ، لانها اكثر مرونة واسرع بالعدوى مع الثورة الانفجارية في عالم الاتصالات المعولمة، وهذا هو السر الكامن وراء التحالف العالمي ضدها.
كانت الفيروسات ولازالت وقد تظل مسببة للعديد من الامراض في اجساد بني البشر منها ما تم كشفة وتشخيصة وصناعة المصل المضاد له والقادر على ابادته او على الاقل الذي يضعفة ويجعل الجسم بالتالي قادر على مقاومتة والتغلب علية، ومنها ما لم يكشف بعد ولم يهتدي العلماء لصناعة الدواء الذي يقضي علية، كما ان انتقال العدوى للامراض التي تسببها هذة الفيروسات تختلف من فيروس لآخر، فمنها من ينتقل عن طريق الهواء ومنها من ينتقل عن طريق اللمس ومنها من ينتقل عن طريق نقل الدم وغيرها من الوسائل. 
ماهو وجه الشبة بين الفيروس والفكره ، وهل من رابط بينهما قد يحمل دلاله مشتركة؟ واذا كان الجواب بالايجاب فهل عدوى الافكار تسبب نتائج كارثية كتلك التي تسببها الفيروسات ، مثل الفيروسات التي تسبب انفلونزا الطيور او الحنازير او كورونا او الايدز او ما قد يُفكر بصنعه الاشرار في المستقبل ليثيروا الرعب بين بين البشر ، وبالنظر الى المقاربة السابقة فمن المناسب الربط بين الفيروس والفكرة والبحث عن دلالة مشتركة هي في نظري الطريق الى نتائج كارثية تحدد معالم المعركة التي يدور رحاها في منطقتنا العربية حاليا وآخرها في غزة العزة الآن.
الارهاب كما هو معروف في الثقافة الغربية صمم في الغرب وصنف على انه خطير جدا ومندفع بشراهة للقضاء على أي شي صحيح امامه تلقائيا من وجهة النظر الغربية ومن يرقص على انغامهم من الصهاينة الجدد من العرب الذين تاهت افكارهم وقصرت رؤاهم لما هو اقرب مما هو بين ارجلهم، يتحول الانسان الى ارهابي بطرق عديدة اشهرها الفكره، ولنتذكر كلمة فكره جيدا، فمن يؤمن باي فكره لا تخدم المصالح الغربية سوف يعتبر حامل للفكره، وكما قال بوش الابن الذي كان يعتبر نفسه ذكيا بعد 11 أيلول "من لم يكن معنا فهو ضدنا" ، ولقد سبقت هذا الغبي من كانت اذكى منه، جولدا مائير التي قالت " اذا كنت معي 99% فانت ضدي" ، ونسيت هذة الغبية الاخرى ان هناك من سيأتي بعدها من احفادها العرب من هو اشد غباءاً منها يقول " اذا لم تكن معي فانت مع الارهاب"، يمثل هذا التوجه مظهرا بات مألوفا على مستوى الخطاب الاعلامي الغربي فنحن نعلم ان هناك اهتماما متزايدا في الغرب بقصص نهاية العالم والكوارث الساحقة التي تقلب الزمان، والقدر المتجلي وهو شيء مفهوم نوعا ما. 
الاقتران بين الفيروس والفكرة ليس تكلفا ولا قياسا بعيدا، خصوصا اذا علمنا أن أنصار نظرية التطور وعلى رأسهم ريتشارد دوكنز يعتبرون الأفكار وانتقالها في المجتمعات داخلة في قانون التطور، وقد ساوى دوكنز بين التطور الفكري والتطور الجيني ونحت مصطلح ‘meme’ المكافئ لمصطلح ‘gene’، للدلالة على الوحدات الفكرية التي تنتقل عبر الأشخاص وتتسم بالتكرار.
وبالتالي يمكن ان تحدد الفكرة هوية المجتمع او تدمره حسب النظرية، من هذا المنطلق يمكننا فهم الدلالة التي يعبر عنها الارهاب كفكره ، اي تلك الفكره التي لا تتناغم مع مصالحهم ’ في شحص او تنظيم او دولة تحمل فكره لا تنسجم او لا تخدم بشكل سافر مصالحهم سوف يتم تصنيفهم بالارهابين.
بعد هذا البيان سنفهم تماما الدلالة الخطيرة للمناطق الآمنة في اسرائيل ، والمنطقة الخضراء في العراق وفي رام الله، وغيرها من المناطق المحاطة بالاسوار العالية في كل دول المنطقة ، ان اي شحص يسمح له بالدخول الى هذه الاماكن معروف بانه لا يحمل افكار تتعارض مع مصالحهم ، وبالتالي فطعامهم وشرابهم ونسائهم حل لهم، وان كان من الكافرين بافكارهم الجاحدين بديمقراطيتهم المشركين بحقوق انسانهم فقد حرم علية كما حرم على الذين من قبله آكلهم وشرابهم ونسائهم، وبات مذموما مدحورا.
وخلاصة القول فالصورة المشاهده حاليا في الاقليم الذي نعيش فية من ليبيا الى مصر الى سوريا و العراق الى اليمن وغزة المقاومة والصمود هي باختصار شديد ، انك تستطيع من خلال حقن المشاهدين (بعدما يتم فرمتتة ادمغتهم Formatted their minds) بفكرة ان هولاء الارهابين يشكلون خطرا ماحقا ووجوديا على حياة شعوب المنطقة كتلك الاخطار التي تشكلها الفيروسات على حياتهم ، فان المشاهد التي تعرض على شاشات الفضاء الكوني للمجازر الجماعية ولجثث القتلى من هؤلا الارهابين بعد حرقهم وجرفهم كما حدث في ميدان رابعه العدوية والنهضة في مصر وما يحدث الان في غزة وسوريا والعراق ، لن تسبب الالم او الحزن او حتى التعاطف لهذه المشاهد ما دام المقتول ارهابيا، كلا بل سيصبح القتل مسألة أخلاقية.
قم باخراج المقتول عن دائرة التعاطف بتغيير هويته (شيطنة) او (جعله ارهابيا) هذا هو السياق الذي املك ان افهم من خلاله الهدف والدلالة في وقت نرى فيه مشاهد مماثلة لأكوام من الجثث في غزة وسوريا ومصر و العراق، وليبيا وقريبا في اليمن وما تبقى مما يسمى " بالدول العربية كل حسب دورها" ونتذكر فيه حديث الغازي الصهيوني عن ارض بلا شعب، وحديث الانسان الأبيض قادما على متن باخرة عن مجاهل امريكا الضحلة، وعن شعوب الهند المتوحشة، لا يوجد عدو بالمعنى التقليدي في هذه الحرب، العدو الحقيقي كما يراد لنا أن نفهم موجود في كل مكان محيط بنا وخطورته في الفيروس (الفكره) الذي يحمله ونخاف ان يعدينا فنصبح مثله، انها الحرب اذا ، ضد من؟ .. ضد الجميع!
ان التعاطف الدولي الذي تحظى به اشلاء شهداء غزة الان وهم الحاملون لفيروس اقصد لفكرة لا تتماهى مع مصالح الغرب والصهيونية بشقيها العربي واليهودي، اثبتت فشل هذة الاستراتيجية واصبحت اكوام الجثثت تستصرخ الضمير العالمي الحي و النقي الذي لم يتلوث بعشق الكراسي والمناصب كما هو عند العربان في ارض الكنانه وارض الجزيرة وبلاد الشام وبلاد الرافدين الذين لم تستطيع اكوام الجثث ان توقض ضمائرهم المخدرة بالبثادين المركز.
 

التعليقات

مجهول (.) الثلاثاء, 07/22/2014 - 14:21

عميق جدا أجدت

د. علي المسستريحي (.) الاربعاء, 07/23/2014 - 02:57

A very powerful analogy. It is real and factual reflection of what's happening around. It's the way we (and the west) would deliberately like to see and perceive things). It's also the media machine that intentionally plays the same scenario differently as per own agenda. Well-said Dr. Qassem.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)