طلبه نيوز

لا يتردد الدكتور عبد الله النسور رئيس الوزراء منذ تسلمه الرئاسة في الحديث عن "كفاءة" المواطن الأردني و تميزه، وعن تقديم الدروس المجانية في أهمية توخي "العدالة وتكافؤ الفرص والنزاهة" في اختيار قيادات الصف الأول في منظومة الإدارة الأردنية والتي لم نعرفها منذ مدة ليست بالقصيرة ، وتلك حقيقة لا يناهضها إلا مكابر أو متزلف، حيث كانت عمليات الاختيار وحتى في هذه الحكومة تتم من خلال الشللية و المحسوبية والحسابات البرلمانية التي تحكمها القوة الاعتبارية، أو اللوائح المبنية على الفوضى والارتجالية.

في الاجتماع الذي عقد مؤخرا في وزارة التخطيط والتعاون الدولي برئاسة الدكتور عبد الله نسور أكد على أن الأردن "يبهر" العالم بما حققه بفضل "الكفاءات البشرية" وأسلوب الحكم الذي أفسح المجال أمام الجميع للعمل والإبداع.، تصريح مثل هذا مغر ولكن ينقصه "التطبيق العملي"، أسابيع قليلة تفصلنا عن مجموعة من الاستحقاقات الأكاديمية في مواقع الصف الأول التي تنتظر البت فيها: أمين عام وزارة التعليم العالي ، رئيس جامعة أل البيت ، وهناك رؤساء جامعات على وشك إنهاء مدة رئاستهم، وآخرون لم يقدموا شيئا لجامعاتهم وقد آن الأوان لاستبدالهم ، من هنا فان اختيار القيادات الأكاديمية الصحيحة سيكون بمثابة اختبار حقيقي لقوة رئيس الوزراء ، ومصداقيته في ترجمة تلك القناعات إلى قرارات وخطوات عملية تحفظ حق الجميع في الوصول إلى مواقع صنع القرار على قاعدة الرجل الصحيح فى المكان المناسب ..

نتفق أو نختلف مع النسور ليس هذا صلب الموضوع الآن، لكن ما يجب ألا نختلف فيه ولا نكابر عليه أن مبادرات إصلاح التعليم العالي واستراتيجيات التعليم العالي المتعددة كشفت -بالفعل- عن أزمة في التعليم العالي ، حيث شاهد الجميع العنف الجامعي ، والعجز المالي ، و زيادة الاستثناءات في القبول الجامعي، والتوجه لرفع الرسوم الجامعية، والتوسع الكبير في برنامج الموازى على حساب التنافسي ، وهو ما جعل ملف التعليم العالي من اسخن الملفات المطروحة على مائدة الحكومة و مجلس النواب .
المتوقع الآن أن تصريحات النسور الأخيرة ستبعث برسالة طمئنه للقيادات الأكاديمية، وستدفع أصحاب الكفاءات للتسابق مع بعضها، والتباري فيما بينها على أخذ نصيبها من مواقع الصف الأول ؛ خصوصاً وأن كثيراً من الخبراء الأكاديميين وقبلهم الإعلاميين المهتمين بالشؤون الأكاديمية صاروا يستنهضون في إدارات المؤسسات الأكاديمية التركيز على أصحاب الفكر والكفاءة ، ويعيبون عليهم الضعف و الترهل ، وهم يشاهدون أن القوي يأخذ حقه وحق غيره ، ما يجعلني أراهن أننا سنرى ساحة التعليم العالي في المرحلة القادمة إذا لم نتبع هذه الأقوال بالعمل- أشبه ما تكون بحارة "كل من إيدو إلو"؛ خصوصاً من بعض القيادات صاحبة الحظوة ، بما تملك من قوة اعتبارية، وقوة إعلامية وبرلمانية وحينها سيكون حال الرئيس "كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه" !!!