.

د عمر نايل العزام

عندما اسّتخلف عمرو بن العاص على أهل الشام وكان مرض الطاعون قد انتشر فيهم وتوفي عدد كبير من الصحابة، قام فى الناس خطيباً فقال: «أيها الناس، إن هذا الوجع إذا وقع، فإنما يشتعل اشتعال النار، فتحصّنوا منه فى الجبال»، أى اعزلوا أنفسكم للحد من الانتشار السريع للوباء، وهو ما يطلق عليه فى إجراءات مكافحة الأوبئة «Social distancing»، فكان قرار الداهية «ابن العاص» سبباً أساسياً فى التخلص من الوباء.
وللشهاده فان الحكومة ادت ماعليها واكثر لحماية الأردنيين ابتداء من النصح والارشاد الى قطع كل الطرق التى تسمح بالتجمعات خوفاً من العدوى .. فقد اوقفت الدراسة بالمدارس والجامعات وكافة الأنشطة الثقافية والفنية والأدبية والرياضية واغلقت المساجد والكنائس وسمحت فقط باعلان الأذان واوقفت السياحة ورحلات الطيران وقلصت اعداد الموظفين فى اماكن عملهم وفرضت نظاماً صارماً لعمل المولات التجارية والصيدليات ومحلات الأطعمة .
لكن الكامل يبقى لله وحده ، فقد اخطأت الحكومة الاردنية حين سمحت بدخول السائقين وحجرهم بالحجر المنزلي ، متناسبة أنه فى أوقات الأزمات ، خصوصاً مع تفشى الأمراض والأوبئة، لا يوجد ما يُسمى بالتوازنات بالتخفيف عن الناس ولاسيما أن هولاء السائقين عائدين من أماكن حالات انتشار الوباء فيها كبيرة ومتصاعده، فالواقع والتاريخ والجغرافيا وكل شىء، يقول إن الحزم فى التعامل مع الظروف والأحوال الطارئة، هو الوسيلة الأفضل، والطريق الأنجع لإقناع الناس، ولإلزامهم بالإجراءات والتدابير الوقائية الواجب اتباعها، للوقاية من مخاطر الوباء، ولتقليل حجم انتشار الفيروس بين الناس، فى تجمعاتهم البشرية .
ومن الواضح أننا بصدد التعايش مع كورونا لشهور طويلة فكما قالت منظمة الصحة العالمية لا يمكن احتواء الوباء فى منطقة ما دون أخرى لأن المرض سيعاود الانتشار من المناطق المصابة للمناطق التى تعافت لاحقا. وهذه الرؤية تفرض علينا تنظيم أمور حياتنا بشكل جديد يسمح باستمرار الانتاج وتوزيع السلع الاستراتيجية مثل الطعام والدواء بشكل منتظم وتقديم الخدمات الحكومية الضرورية مع الحفاظ على صحة المواطنين وحصر الوباء فى أضيق نطاق ممكن .
اننى اناشد الحكومة الا تخفف من الاجراءات الاحترازية وان تطبق القانون بمنتهى الصرامة على الجميع للسيطرة على هذا الفيروس . لان
الالتزام بالقانون هو معيار حضارى يسبق كل القيم، ويتفوق عليها، ما فائدة أن تكون ملتزماً دينياً تصلى الصلاة فى مواعيدها، وتصوم وتقوم بحدود الله، وتخالف القانون، فمخالفة القانون تضر المجتمع وتؤذى أبناءه، القانون هو الأخلاق. ومخالفته خروج عليها، نفذوا القانون على المخالفين مهما كانت التكلفة، عندها فقط ترتقى الأخلاق والقيم ليس بالخطب أو بالمواعظ، إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن. فهل سنشهد ابتداء من يوم السبت اجراءات حكوميه صارمه ، فالاردنيين الان هاموا بعقولهم نحو العديد من الأفكار والهواجس واهمها هل تريد الحكومة إطالة أمد الازمه أم أن هناك تقصيرا من بعض الوزراء والمؤسسات ، ولهذا يجب الإسراع باجراء تعديلا حكوميا يعيد الايقاع المتوازن والمنضبط لأداء حكومة الرزاز ولا سيما أننا ترقب أداء بعض الوزراء الذين لم يكونوا على قدر المرحله ، والأمر طبعا اولا واخيرا بيد الله عزوجل ورؤية جلالة الملك حفظه الله .
حمى الله الاردن بقيادته الهاشمية وبوركت سواعد الأردنيين وبوركت حكومة الرزاز