طلبة نيوز- أ.د نضال يونس
توفير وسائل الدعم والمؤازرة للاشخاص ذوي الاعاقة السمعية والبصرية والجسمية والعقلية، واعطائهم حقوقهم فى الحصول على الشهادة الجامعية كغيرهم من الطلبة، يحتاج إلى أفراد ومؤسسات يملكون حس المسؤولية الكاملة، يرون الامور على طبيعتها، ولديهم الاستعداد لتقديم الجهد والمال والدعم المعنوي في سبيل تحسين أوضاع هذه الفئة المهمشة والمنسية من أبناء المجتمع الأردني.

قد لا يخطر في بال البعض أن من بين طلبة الجامعات هناك طلبة يعانون من مشكلات فى التعلم نتيجة لأعاقات سمعية أو بصرية وحركية أو عقلية، ولايستطيعون التكيف مع البيئة الجامعية، ويواجهون صعوبات شى فى التنقل من قاعة تدريسية الى اخرى، وصعوبات في تلقي المعلومات او التعبير عما يجول فى اذهانهم من افكار أو التواصل مع زملائهم واساتذتهم، مما يفاقم من اوضاعهم النفسية، ناهيك عن صعوبة اوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية، حتى أن بعضهم يضطر الى ترك مقاعد الدراسة أو ينسحب أو يتوقف عن متابعة الدراسة الجامعية لعدم قدرته على التكيف مع البيئة الجامعية غير الملائمة لاحتياجاتهم.

المجلس الاعلى لشؤون الاشخاص المعوقين اعلن فى تقرير نشر في 1\4\2015 أن نسبة الأشخاص ذوي الإعاقة في الأردن تبلغ% 13.1 .، وعليه فلابد ان يوجد بعض المعوقين بين طلبة الجامعات، هناك فى الجامعة الهاشمية لوحدها 147 طالب يعانون من مختلف الاعاقات السمعية والبصرية والجسمية، وما يقارب من 4500 طالب فى كل الجامعات الاردنية الخاصة و العامة، من هنا يأتي الدور الايجابي الذي يمكن أن تلعبه المبادرات التطوعية والخيرية كتلك التي اطلقتها "الجامعة الهاشمية" بالتعاون مع جمعية الحسين للتدريب والدمج الشامل على هامش المؤتمر الدولي " حقوق الاشخاص ذوي الاعاقة والتسهيلات البيئية وامكانية الوصول" الذى عقد فى رحاب الجامعة الهاشمية فى 14-4-2015 .

الجامعة الهاشمية ومن خلال كلية الملكة رانيا للطفولة وبالتعاون مع بقية الكليات فى الجامعة، اطلقت مبادرة جديدة تحت شعار "طلابنا طاقة لا اعاقة" لتمكين ذوى الاعاقة فى الاندماج الحقيقي فى الجامعة، حيث ستقوم الجامعة بتخصيص مصفات خاصة لهم داخل الجامعة، وستوفر الجامعة سيارات خاصة لتنقل المعاقين، وستعمل على ادخال لغة الاشارة فى المحاضرات الجامعية، والقراءة بلغة بريل وتوفير العلاج الوظيفي للمعاقين مجانا، وستقوم الجامعة باعفاء كافة الطلبة المعاقين من رسوم المشاركة بالرحلات الجامعية، وستعمل على انشاء مركز لابحاث الاعاقة فى الاردن فى بادرة جديدة تعكس صورة مضيئة لمجتمع اردني متكافل متعاون تتلاقى فيه الجهود والطاقات لتحتضن بعضها باعتبارها جسداً واحداً..

المشاركة في خدمة المجتمع والمساهمة في حل مشاكله وتقديم الاقتراحات البناءة معركة غير عادية، وامتلاك الإرادة على القيام بمبادرات طوعية خلاقة، يعد ثورة في العقل والسلوك، لان ما ينفع الناس يمكث في الأرض ،وهناك الكثير من القضايا والمشاكل التي يعاني منها الاشخاص ذوى الاعاقة في المؤسسات التعليمية، والتي تنتظر مبادرات مماثلة من بقية الجامعات الأردنية والمؤسسات العامة والخاصة، كتوفير البيئة الملائمة لتعليم ذوي الاعاقة، ودراسة أوضاعهم النفسية والاجتماعية، وتقديم التسهيلات البيئية وامكانية الوصول، وربما تخصيص كوته للمعوقين في الجامعات، وتقديم معونات مالية حتى يتمكنوا من متابعة دراستهم الجامعية والحصول على ما يحتاجون إليه من علوم ومعارف وتخصصات، خاصة وأننا شاهدناما يمكن ان يقدمه الاشخاص ذوى الاعاقة من انجازات خدمت الانسانية جمعاء كتلك التى قدمهاعالم الفيزياء الكونية البريطاني "ستيفن هوكينج" المصاب بمرض التصلب الجانبي، الذى اقعده عن الحركة والكلام ولكنه لم يقعده عن التفكير والتحليل واكتشاف النظريات العلمية، فكان الأولى بالجامعة الهاشمية التى تنتسب الى الرسول الكريم الذى قال "إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم"ان تحتضن هذا المؤتمر المميز وتبادر فى دعم الطلبة ذوى الاعاقة ليشاركوا فى بناء وطن يعتز بشبابه ومؤسساته، ويفخر بآماله البعيدة في بناء الدولة الحديثة بكفاءاتها ومنشآتها لتصل إلى كافة اطراف العالم .