
طلبة نيوز-د.نضال يونس
الاخبار المتناقضة التى يتم تداولها بين الوقت والاخر حول موقع الجامعات الاردنية على التصانيف العالمية، والجامعة التى تحتل الموقع الاول على تصنيف ما وتتراجع على تصنيف اخر، يجعلنا نشكك فى مصداقية بعض التصانيف التجارية، ولو سلمنا بصحة "تصريحات" التقدم والسبق العلمي التى نسمعها مرارا و تكرارا، فالمفترض ان تعج جامعاتنا ومعاهدنا البحثية بالحركة ليلا ونهارا و ان يتنافس الباحثون فيما بينهم بعرض اكتشافاتهم ومخترعاتهم ونشر نتائج ابحاثهم وهذا امر غير صحيح، فالاعتراض هنا ليس على التصريحات وإنما عن مصداقية هذه الاخبار التى تصدر عن جامعات محترمة تفيدنا باخبار صحفية بعيدة عن الحقيقة!
خذ مثلا الحقائق التى اظهرتها قرارات مجلس التعليم العالي الاخيرة المتعلقة المصادقة على الحسابات الختامية وموازنات عدد من الجامعات التى اشارت الى ان غالبية الجامعات، التي شملتها القرارات لم تلتزم بنسب الانفاق التي ينص عليها القانون المتعلقة بمخصصات البحث العلمي وحتى لو قبلنا بالمستوى " الرفيع " للبحوث العلمية التى تجرى في جامعاتنا و انعكاس ذلك على تقدم الجامعات على التصانيف العالمية ، والدور " الكبير" الذى تلعبه مراكز البحث العلمي و المجلس الاعلى للتكنولوجيا والجمعية العلمية الملكية ، فان ذلك يعنى وجود بيئات جامعية مشجعة على البحث العلمي، بحيث تتحول كل كلية فى جامعاتنا الى كليات بحثية ، واساتذتنا الى علماء باحثين وهذا ايضا امر غير صحيح، ولعل المبالغة في هذا الموضوع وضعنا تحت دائرة الشك من تلك التصريحات ومن يروجون لها بدون منطق المعلومات والنتائج على الواقع..
صحيح أن بعض اعضاء هيئة التدريس فى جامعاتنا يقومون بابحاث متميزة و لكنها تبقى محدودة، وإذا دققنا بالاخبار التى جاءت من مجلس التعليم العالي عن عدم الالتزام بإنفاق النسب المخصصة بالبحث العلمي بمصادقة الحسابات الختامية والموازنات فان ذلك يشير و بوضوح الى انه لا يوجد في معظم جامعاتنا بحوث علمية يمكن الصرف عليها او ان الموجود قليل او لا يحتاج الى تمويل , وهذا بحد ذاته مؤشر سلبي على اداء الجامعات في المجال البحثي، والذي يعد احد المعايير التي تؤخذ بالاعتبار بالتصنيفات العالمية،بينما تتنافس الجامعات العالمية والعريقة التى يذهب اليها اساتذتنا لاجراء البحوث العلمية فى سنوات التفرغ العلمي فى حجم الانفاق المالي على البحث العلمي وفي تسهيل متطلبات اجراء البحوث العلمية .
هناك بعض المبالغة فى الحديث عن البحث العلمي ومخرجاته و دوره على المستوى الوطني والاقليمى والعالمي، ونحن ما نزال بحاجة ماسة الى ان تتعامل ابحاثنا مع محيطنا و بيئتنا المحلية الى الدرجة التى تؤهلنا إلى فهم التحديات التى تواجهنا فى مجال الاقتصاد والمياه والطاقة و التكنولوجيا وغيرها..
لقد توسعنا فى مجال التعليم العالي وزاد عدد الجامعات الرسمية والخاصة وارتفع عدد الخريجين والخريجات فى مختلف التخصصات العلمية وتناقصت الأمية إلى حدودها الدنيا، وزاد عدد الاساتذة و الباحثيين، وبالتالي فتقديرات من يراهن على نقص الطاقات البشرية ليس صحيحاً، بل إن تزايد عدد طلبة الدراسات العليا فى جامعاتنا وصل إلى نسبة تجاوزت معظم دول العالم الثالث، ومع ذلك ما زلنا نسمع عن وجود اموال مقدرة بحوالي ( 2.7) مليون دينار لدى الجامعات الاردنية كان من المفترض ان تصرف على البحث العلمي، وعلى هذا الأساس فلا بد من الاعتراف بتقصير الجامعات في القيام بواجبها فى مجال البحث العلمي، والاعتراف بان المبالغة في تضخيم المستوى الحقيقي لجامعاتنا يجعلنا نشك فى مصداقية ما ينشر أو يسرب من تصريحات ، وإلاّ فعلينا القبول بان جامعاتنا اليوم باتت تنافس هارفرد وستنافورد واكسفورد!!!
التعليقات
ههههههههههههههههههه (.) الاربعاء, 09/16/2015 - 12:30
جامعاتنا لا تعرف البحث العلمي من اصلة واساتذة الجامهات لا يهمهم شىء باستثناء الفلوس وشراء العقارات اما البحث العلمي غائب عنهم مطلقا
فلقتونا (.) الاثنين, 09/21/2015 - 09:26
وبعدين .....
بحث علمي... دراسات عليا ... محمو امية...
فاقد الشي لا يعطيه ...
تتكلم وكأنك من عالم اخر ... تتكلم وكأن الامر حقا يعني الناطقين باسم التهكم العلمي ...
الامر جلل لا شك فيه لكن اين يكمن الخلل ... نعم اين الخلل في المنظومة العلمية المهترئة .. الكل يتحدث عن العالمية والكل يتحدث عن تفاحة يانعة وهو لم ياتي بشتلة تفاح ليزرعها وانما زرع صبار فأنى لك ان تاكل تفاحة ..
الامور كلها تتجة نحو اهدار الطاقات والمشكلة تكمن في الادراة ... والمنفعة الشخصية هي رأس ادارة كل جامعة وما نسمعه كله كذب وافتراء على العلم والعلماء. التعيين في المناصب الاشرافية ما هي الا مقصلة بيد المسؤول ليقطع رؤوس من هو على راسهم فهو جاهل فانى له ان يعطي ...
انما هو النفاق والكذب الكل يكذب والكل ينافق فكيف لك ان تسأل عن مخرجات مثل هذا الجامعات. حسبنا الله.
قبل ان تسأل عن عجز الشيء وامكانيته على العطاء اسأل عن وجوده اصلا وامكانية تواجده في المحافل العلمية على اقل تقدير. فجامعاتك هي سراب بقيعة لا وجود لها فان ظمئت فلا ولن ترتوي منها. فاصل السؤال الذي تفضلت به ليس له محل من الاعراب, والسؤال ابتداء ما كان ليسأل. والله غالب على امره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
اضف تعليقك