
الدكتور مروان الشمري
معضلة الادارة العامة في الاردن والمشاكل المرافقة لها والمتصلة بها لم تعد تقتصر على الحكومة ومؤسساتها التنفيذية بل انتقلت بكامل صورتها وممارساتها وسلوكياتها الاشكالية الى الجامعات حيث الفشل الذريع في كثير من جامعاتنا في التركيز على الجودة سواء في المخرجات او الممارسات والممارسات شبه الديكتاتورية لإدارات الجامعات والقرارات التي لا تخدم الا الشلل المحسوبة على تلك الإدارات والاستمرار في سياسة الحرب غير المعلنة على كثير من الأساتذة ممن يتعارض فكرهم مع سلوك الإدارات والمبادرة الى الانتقام منهم وتعطيل حقوقهم او محاولة وقفها والانتقاص منها وكل ذلك يجري في الوقت الذي تحاولة فيه بعض الإدارات ان تدعي بوجود الانجازات غير الواقعية .
وتستمر ماكينة تلك الإدارات من المتنفعين والذين تتكرر أسماءهم في كل اللجان لحصد المياومات وتتكرر أسماءهم في كل السفرات الخارجية للتمتع بأجواء اوروبا وأمريكا حيث يتولى هؤلاء مسؤولية تضليل الرأي العام وإقناعه بإنجازات وهمية لا تضيف اي قيمة للوطن.
بعض رؤساء الجامعات الاردنية وشللهم من المتنفعين من سياساتهم يؤمنون تماما ان هذه الجامعات هي ملكية شخصية وأنهم خير بني البشر وأن الله لم يخلق في العالمين من هو أفضل منهم، زِد على ذلك سلوكهم المنظم في ممارسة التهميش الممنهج والاقصاء المنظم والسلوك العنصري المقيت والمناطقية المطلقة وسياسة الحرب الخفية ضد كل من يمارس حقه المكفول دستوريا وقانونيا وزد على ذلك تلاعبهم المرعب بتعليمات مجالس الأمناء والعمداء ومحاولة تطويع التفسيرات لصالح الكم على حساب مصالح الموظفين وأعضاء هيئات التدريس، والمضحك في الامر ذلك النفاق المكشوف الذي تمارسه شللهم وتلعب على جميع الأحبال وتمارس الكذب والتدليس والتحريف وقد نسي هؤلاء ... ان الله اولا وقبل كل شيء يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور.
ان تحويل الجامعات الى ساحات رعوية لبعص الادارات هو من أخطر الظواهر وهو احد الأسباب الرئيسيّة التي أدت الى تراجع العمل الأكاديمي البناء والهادف والذي يخدم جسد المجتمع ويخدم بالتالي الوطن ويعزز المفاهيم الإيجابية التي تثري مسيرة الوطن بكليته. و لا بد من وقفة جادة وصارمة مع ادارات الجامعات التي تعتقد انها فوق المحاسبة والمساءلة بدعوى انها جاءت بارادة ملكية علما ان الإرادة السامية تحتم عليهم العمل مع الجميع ولأجل الجميع والوطن وليس الشللية والمناطقية ولا الحرب الخفية ضد من يطالب بحقوقه ولا ممارسة التهديد والوعيد ضد من يطالب بحقوقه من الموظفين والأساتذة.
ان كنا نبغي اصلاحا حقيقيا فلا بد من وقف الممارسات الديكتاتورية لإدارات بعض الجامعات والتي طلعت ريحتها وأصبحت مصداقيتها وموضوعيتها على المحك.
اضف تعليقك