طلبة نيوز
نظامنا التعليمي واستراتيجيات التنمية البشرية!
د. مفضي المومني.
الإنسان هدف التنمية وغايتها، والنظم التعليمية في كل العالم هدفها الإنسان وتربيته وتهذيب قدراته وإيصالها إلى أقصى درجاتها وإمكاناتها لخلق إنسان متعلم ومثقف قادر على مواكبة التطور العلمي والتكنولوجي والمساهمة في رفعة وتقدم مجتمعه الأصغر والأكبر على المستوى المحلي والعالمي، وتصف الأمم المتحدة التنمية البشرية بالعبارات التالية:
"التنمية البشرية هي عملية تتضمن توسعة خيارات الناس. عن طريق توسعة القدرات البشرية على كافة مستويات التنمية، والقدرات الأساسية الثلاث للتنمية البشرية هي: أن يحيا الناس حياة مديدة وصحية وأن يحظوا بالمعرفة وأن يتمتعوا بمستوى لائق من المعيشة. وإذا لم يتم تحقيق هذه القدرات الثلاث، فإن العديد من الخيارات لن تكون ببساطة متاحة وستبقى العديد من الفرص متعذر الوصول إليها. إلا أن مجال التنمية البشرية يذهب لأبعد من ذلك: فمجالات الخيارات الرئيسة، والتي تحظى بتقدير عال من قبل الناس، والتي تتراوح بين الفرص السياسية والاقتصادية والاجتماعية من خلال التعليم وأن يكون المرء مبدعا ومنتجا وصولا إلى التمتع باحترام الذات والتمكين والتمتع بإحساس الانتماء لمجتمع ما".
ولاحقا لهذا التعريف، قامت الأونروا بتحديد أربعة أهداف للتنمية البشرية لتكون نقاط التركيز لعمليات الوكالة في الدول الأعضاء وهي: الهدف الأول : المعرفة والمهارات المكتسبة . الهدف الثاني : العيش حياة مديدة وصحية. الهدف الثالث : تحقيق مستوى لائق من المعيشة . الهدف الرابع : التمتع بحقوق الإنسان إلى الحد الأقصى الممكن. وفي تعريف آخر للتنمية البشرية : هي عملية توسيع القدرات التعليمية والخبرات للشعوب والمستهدف بهذا هو أن يصل الإنسان بمجهوده ومجهود ذويه إلى مستوى مرتفع من الإنتاج والدخل، وبحياة طويلة وصحية بجانب تنمية القدرات الإنسانية من خلال توفير فرص ملائمة للتعليم وزيادة الخبرات .
ولا تتم التنمية البشرية إلا من خلال مجموعة من العوامل منها:
الأوضاع السياسية: عدم احتكار السلطة وتحقيق الديمقراطية.
الأوضاع السكانية: الاستغلال الأمثل للموارد البشرية
الأوضاع السكنية: ارتفاع مستويات المعيشة وليس بالضروري انخفاض الكثافة السكانية وخير مثال على ذلك الصين فهي محققة لأكبر قدر من التنمية البشرية والكثافة السكانية مرتفعة للغاية
الأوضاع الإدارية: تطور أساليب الإدارة واعتماد أسلوب التخطيط.
أوضاع العمل: تطور تقسيم العمل وارتفاع المهارات الفنية والإدارية.
الأوضاع التقنية: استخدام التقنية وتوطينها
الأوضاع الصحية: تحسن مستويات الرعاية الصحية وانخفاض الوفيات وارتفاع معدلات الحياة.
الأوضاع التعليمية: تطور أساليب التعليم.
الأوضاع الاجتماعية: نمو ثقافة العمل والإنجاز وتغير المفاهيم المقترنة ببعض المهن والحرف.
الأوضاع الطبقية:مرونة البناء الاجتماعي والمساواة الاجتماعية.
الأوضاع النفسية:ضرورة تهيئة المناخ النفسي العام والتشجيع على التنمية
واذا نظرنا مليا الى عوامل التنمية البشرية وتعريفها ندرك ان العامل الاساس لتحقيقها هو نظام تعليمي رصين محكم له استراتيجيات وخطط واهداف تتوائم مع واقع المجتمع المستهدف، ويعتبر التخطيط للنظام التعليمي وربط مستوياته بشكل متكامل من الأهمية بمكان إذا عرفنا ان مخرجات النظام التعليمي بمراحله هي مدخلاات عوامل التنمية البشرية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والإدارية وغيرها. (مقتبس).
والمتأمل لنظامنا التعليمي من التعليم العام والتعليم الثانوي والمهني، والتعليم العالي المتوسط تقني أو تطبيقي والتعليم العالي هندسي وتكنولوجي وتطبيقي وأكاديمي وإنساني وغيره، والهيئات المشرفة عليه من وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي والقطاع الخاص والجامعات والكليات المتوسطة والجامعية الخاصة والحكومية وغيرها ، لا يجد أي تخطيط شمولي لهدف التنمية البشرية على الصعيد الوطني، لضبط مخرجات هذه النظم والمستويات كماً ونوعاً، والسائد في بلدنا تخطيط ارتجالي وعلى استحياء، هذا إن وجد! والواقع أن المؤسسات التعليمية تعمل في الغالب بشكل منفرد ودون تنسيق وبعشوائية غالباً، ونحن نعرف أن هرم القوى العاملة المثالي الهرمي والمحافظة عليه هو المؤشر الأول لنجاح التخطيط وتحقيق أهداف النظم التعليمية بمستوياتها المختلفة، والمطلوب وما يجب تنفيذه عاجلا وعلى الصعيد الوطني تشكيل مجلس للتنمية البشرية يمثل مزودي التعليم والتدريب على المستوى الوطني تكون قراراته ملزمة بقوة القانون لجميع مكونات النظام التعليمي، ووضع استراتيجيات وطنية لمراحل مستقبلية تضبط مسار النظام التعليمي وتحد من حالة العشوائية والتخبط وإغراق سوق العمل بمخرجات لا يطلبها، وتشكل تغذية للبطالة، وهذا المجلس يجب إن يلغي الدور الفردي لقرارات ومزاجية الوزراء وتعرضهم للضغوط، مما اغرق نظامنا التعليمي ومخرجاته بعشوائية وأخطاء نحتاج لعقود كي نتخلص منها، إذ يجب أن تشكل قرارات المجلس المبنية على دراسات صحيحة وعلمية خطة سير لنظامنا التعليمي وتحديد الأولويات من التخصصات وكذلك الأعداد وأيضا خلق نوع من التكامل والانسجام والتنسيق بين مستويات النظام التعليمي التي يشكل بعضها مدخلا للمستويات الأخرى، وخلاف ذلك سنبقى ندور في حلقة مفرغة وخطوات ثابتة للوراء!! فمن يعلق الجرس؟.....حمى الله الأردن.
التعليقات
اكاديمي اردني (.) الخميس, 09/10/2015 - 13:24
على وزارة التعليم العالي تصويب اوضاع الكليات التابعة لجامعة البلقاء التطبيقية وتحويلها الى كليات مجتمع مهنية. لقد كان البوليتكنك من انجح كليات المجتمع المهنية ليس في الاردن فحسب بل في الشرق الاوسط،فلماذا كل هذه المتاجرة في التعليم التقليدي الذي ينتج شهادات تعلق على الحائط؟
اضف تعليقك