ا د عبدالله عزام الجراح
لقد جاءت جائحة كورونا وأخذت الناس على حين غرة، ولم تعط فرصا حقيقية لأي دولة او مجتمع ليتعايش معها بسلام، لا بل إنها شكلت عبئا وضغطا نفسيا واقتصاديا واجتماعيا قل نظيرة منذ عقود طويلة.
قطاع التربية والتعليم والتعليم العالي هو احد القطاعات التي عانت وتعاني وستعاني من الكثير من الآثار المترتبة على هذه الجائحة، وهي ربما القطاع الأوسع والأكثر تأثرا بها.
وعلى الرغم من الحرفية العالية والمهنية التي تعاملت بها الحكومة الأردنية ووزارتي التربية والتعليم العالي مع هذه الجائحة واستمرار التعليم في المدارس والجامعات ودون انقطاع وبشكل مميز، فان طول المدة الزمنية والضغوط النفسية والاقتصادية والاجتماعية الناشئة عن الحظر لكل هذه المدة الزمنية وضعف البنية التحتية والإمكانات التقنية ولوازمها قد وضعت صانع القرار في حيص بيص لا يحسد عليه.
ورغم قناعتي الكاملة بان الأساتذة قد بذلوا كل جهد ممكن لإنجاح العملية التعليمية واستمرارها، فان الكثير من الهنات والمشكلات واجهت وتواجه الأستاذ والطالب والأسرة في استمرارية العملية التعليمية وتحقيقها لأهدافاه المنشودة التي كانت ربما ستتحقق في الظروف الطبيعية.
لقد جاءت الجائحة في الفصل الثاني من العام الدراسي، وهذا يعني ببساطة ان للطالب سجل أكاديمي ومعدل تراكمي لفصل دراسي واحد على الأقل، ما يشير إلى إمكانية التنبؤ بمعدله التراكمي لهذا الفصل مقارنة بالفصول السابقة.
ولعل من القناعات الأخرى الساكنة في وجدان الكثير من الأساتذة والطلبة ان الامتحان عن بعد قد يشوبه الكثير من الأسئلة والجدل حول موضوعيته ومصداقيته العلمية، والأخطاء والأعطال التقنية التي قد تظهر أثناء تأديته لدى كل من الطلبة والأساتذة.
أن تجربة التعلم عن بعد وفي ظل هذه الظروف العصيبة ما زالت غير ناضجة، وتحتاج الى المزيد من الوقت والإمكانات لتصبح أكثر نضجا، على الرغم من كل ما قد حققت او قد يتحقق ، ويصعب لا بل ويستحيل هذا التحول الكلي والسريع من التعليم المباشر الى التعليم عن بعد في هذا الوقت القصير والعصيب.
لقد بذل الطلبة والأساتذة والأهل جهودا جبارة لإنجاح العملية التعليمية واستمرارها واعتقد، جازما ان نجاح جميع الطلبة لهذا الفصل الدراسي القرار الأمثل والاصوب الذي يستحقه جميع الطلبة إذا لم يتخذ قرار بعودة الطلبة وخاصة طلبة الجامعات الى جامعتهم، ليقدموا امتحاناتهم وفق بروتوكولات صحية مشددة .
كما ان نجاح الطلبة لن يغير كثيرا في مصداقية وموضوعية عملية التقويم في الجامعات والمدارس، لان علامات الطالب في الفصول السابقة مرصودة وتنجيح الطالب في مواد الفصل الدراسي الثاني لن يغير الكثير في نتائج الطلبة وترتيبهم وستبقى المعدلات الراكمية عند جميع الطلبة كما هي، وهي الاحوط كما أشرت سابقا.
حمى الله الأردن وجنبه كل سوء