طلبة نيوز- يوسف غيشان
بالفعل ليس من الضرورة ان يكون كل ما يقال صحيحا .....يقولون بأن العالم مكان بالغ الخطورة، ليس بسبب الأشرار والظالمين والقتلة فيه، بل بسبب أولئك الذين يتفرجون ويشاهدون ويسمعون ولا يفعلون شيئا من أجل تحسن صورة العالم أو الإحتجاج على ما يحصل.
عندما ينتقل الإسنان من مجرد التفرج على صندوق العجائب الى صانع للصندوق، أو بالأحرى حين يكسر هذا الصندوق العجيب ويدمر كائناته الإسطورية، وينهمل في الفعل، فإنه بالتالي يبدا في صياغة العالم.
هذه ما فعله العرب حينما انطلقوا من مجاهل الجزيرة العربية وهم يحملون حلما وهما ودينا ، وتمكنوا من بناء اكبر امبرطورية في العالم القديم على انقاض امبرطوريتين هرمتين تمكنوا من هزمهما معا.
ثم استراح العرب من وعثاء الحرب، وانهمكوا في التفرج على الجواري والقيان والغلمان، وسلموا السلطات الى اخوالهم السلاجقة والفرس وتفرغوا للأكل والجنس والتفرج على الراقصات .
وهنا بدأ انهيارنا، عندما أعدنا نصب صندوق العجائب ، وخرجنا من دائرة الفعل ..... فتشرذمت امبرطوريتنا وتحولنا الى ملوك طوائف وامارات وسلطنات وممالك بحرية وبرية وجوية، حتى جاء العثمانيون يحملون حلمهم الخاص واستعمرونا.
جاء بعدهم الإنجليز والفرنسيون
وأحضروا معهم الصهاينة
ثم دخل الأمريكان
وبعدها لم نعد نتأثر ونهتم بجنسيات من يستعمرنا ويسرقنا ويستعبدنا، ولسان حالنا يقول: مين ما كان يكون، وكل المستعمرين خير وبركة.
لا احد ينكر اننا شعب متسامح ولا نفرق بين القامعين، حتى بالبر والتقوى.
وتلولحي يا دالية.
اضف تعليقك