TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
من يعالج التداعيات السلبية لامتحان الثانوية العامة؟؟؟
26/02/2014 - 1:30pm

طلبة نيوز-أ.د نضال يونس

جرت العادة في أوساطنا الرسمية التركيز على ثقافة توزيع الاتهامات وتبادلها، خصوصاً عند ظهور المشاكل او حدوث الإخفاقات، بل إننا نفعل ذلك بمجرد أن تبرز ملامحها في الأفق، حيث نبدأ في البحث عن شماعة نعلق عليها إخفاقاتنا وننشغل بها عن البحث عن حلول يمكن أن تقوّم المشكلة، وتعالجها قبل استفحالها في محاولة بائسة ويائسة لإخلاء مسؤولياتنا لنبقى ندور في حلقة مفرغة بعيدا عن الأسباب الحقيقية والموضوعية، من أجل تسجيل مواقف أو الظهور الاعلامي في ميدان التنافس على البقاء في المواقع القيادية المتقدمة ليس أكثر!!.
هذا الواقع يحدث في كل مؤسساتنا بمختلف أنواعها؛ ووزارة التربية و التعليم ليست استثناء من ذلك، فهي ما تزال تتخبط في إدارة ملف التعليم العام، وملف التوجيهي على وجه الخصوص، بحثاً عن خشبة نجاة أو حتى قشة يتعلق فيها لإنقاذها من إعصار التراجع الحاد الذي بات يهدد الطلبة والمدرسين والتربويين الذين يعيشون هذا الواقع بكل تفاصيله؛ بعدما تحولت ﻣﺤﺎولات المسئولين ﻻﺳﺘﻌﺎدة "ھﯿﺒﺔ" اﻣﺘﺤﺎن اﻟﺜﺎﻧﻮﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ، إلى مأساة و حالة عامة من الإحباط و فقدان الثقة بالنفس لدى العديد من الطلبة وأولياء الأمور على خلفية النتائج المتدنية لامتحان الفصل الأول، وفشل و لو مجرد طالب واحد في اجتياز الامتحان في 13 مدرسة في الأغوار وفي 25 مدرسة في البوادي، في وقت تستمر فيه معركة الاتهامات، فالمواطنون يرمون باللائمة على الوزارة، والأخيرة تتنصل من المسؤولية بقذفها على الطلبة وذويهم الذين كما يدعي المسئولون التربويون "استمرؤا" الغش و "الحنية".!
لا نريد من الوزارة التعامي عن الأسباب والتقاعس عن محاسبة من وراء تدني نسب النجاح في اللغة الانجليزية و الفيزياء والرياضيات واللغة العربية ، لكن لا ينبغي عليهم على الأقل الآن الانشغال بذلك، وليكن شعارهم إنقاذ الطلبة و النهوض بمستوى التعليم أولاً وأخرا، فهناك قصور واضح يجب التصدي له لضمان الارتقاء بمستوى التعليم العام والتعليم العالي، والمحافظة على ما حققه الأردن في هذا المجال، فضلا عن أن هنالك اختلال واضح في المنهاج والأسئلة والمعلم و أساليب التدريس المتبعة التى لم تأخذ بعين الحسبان التطورات العالمية، من حيث البيئة المدرسية المحفزة، و التأهيل المتواصل للأساتذة للتدريس، وتحديث المناهج لتحاكي تطورات العصر، بدلا من الاستمرار في قياس قدرة الطلبة على الحفظ والالتزام بالنصوص الواردة في الكتب المدرسية التي تعاني هي أيضا من التكلس والتراجع في الشكل و المضمون مما يعيق قدرة الطلبة على الاستنباط والربط والتحليل والاستقراء. .
المشكلة أن الوقت حالياً يداهم الطلبة، وإذ ما ظل المسئولون منشغلين بتصريحاتهم التصعيدية،وإشهار مخططاتهم الجدلية بخصوص امتحانات الفصل الثاني، والاستمرار في الحديث عن إجراءات مشددة للمحافظة على هيبة الامتحان لمنع الغش والبلطجة، وتشديد إجراءات وﻃﺮق التصحيح وﻧﻈﺎم ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ كما حدث في الفصل الأول، فسيجد الطلبة و ذويهم في وضع نفسي صعب غير محمود العواقب، أما إذا أرادوا إنقاذ أبنائنا وبناتنا، فليرموا مشاكلهم و"أوهامهم" بواقع مثالي لم يعد موجودا خلف ظهورهم وليبادروا في تقديم مبادرات سريعة وناجعة من أجل تطويق النيران التي بدأت تشتعل في بيوت الطلبة الذين يعانون من "فوبيا التوجيهي"، فالنتائج التي كشفت عمق الأزمة التي يعاني منها الطلاب، هي أيضا تُدين العملية التعليمية "الفاشلة" وتُدين الوزارة نفسها التي تدير مفاصل العملية التعليمية برمتها!!

لابد من الإشادة بدور بعض المعلمين والمشرفين التربويين، ومدراء بعض المدارس الذين يقومون حالياً بدور معالجة "الأزمة الطارئة" حيث بادر البعض بتغيير أساليب التدريس التقليدية، والعمل على تهيئة اﻟﻄﻠﺒﺔ وﺗﺪرﯾﺒﮭﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻤﻂ اﻟﺠﺪﯾﺪ في امتحان الثانوية العامة ، وعلى مد جسور العلاقة أكثر مع الطلبة وذويهم، وهو ما يحتاجه طلبة التوجيهي في هذا الوقت تحديداً، كما أن بعضهم فتح قنوات التواصل مع الطلاب الذين أخفقوا في اجتياز الامتحان، و عمد إلى الرفع من معنوياتهم، وهم بذلك كشفوا بأن خلف العملية التعليمية رجال مواقف، وهو ما سيكون له إن شاء الله كبير الأثر في إبراز المستوى الحقيقي لطلبتنا الذين سيتقدمون لامتحان الفصل الثاني على الرغم من كل تصريحات "التهديد والوعيد" التي يطلقها "القادة" التربويون ، وهو ما يعزز الأمل عند ذوي الطلبة الذين لم يتمكنوا من اجتياز الامتحان بقدرتهم على تجاوز الأزمة....
شخصياً لا أتصور أن الوزارة ستتراجع عن قراراتها عطفا على مواقف التأييد و الإشادة التي تلقاها وزير التربية و التعليم من رئيس الوزراء ، وعلى قراءة فنية وحسابية لما تبقى من وقت " قصير" لامتحان الفصل الثاني؛ لكن في ذات الوقت لا أريد أن أتصور أن تأتي حكومة جديدة، ووزير آخر للتربية والتعليم، والتعليم العام وامتحان التوجيهي يعيش ذات الواقع المأزوم، بحيث تعود المبادرات النيابية لمهمة إصلاح التعليم على طريقة حوارات ونقاشات وأوراق عمل ومؤتمرات للاستهلاك المحلي ،على قاعدة "الصيت لأبو زيد والفعل لذياب"!

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)