TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
من الإعلام الرسمي إلى الإعلام البديل ،أين نحن من تداعيات "غيداءدغش" و"الزعيتر"؟
12/03/2014 - 9:30am

طلبة نيوز-
لا زالت ارتدادات الأخبار المتواترة التي تناقلتها وسائل الإعلام الالكترونية حول مصداقية "الإعلام الرسمي" في تعامله مع قضية الشهيد الأردني رائد زعيتر، والطفلة "غيداء دغش" يهتز منها المجتمع الأردني على صفحات المواقع الكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي ؛ وذلك أمر طبيعي فالحدثان ليسا بالأمر الهين الذي يمكن تجاوزه أو القفز عليه، فهما يمسان سمعة بلد يردد على الدوام مقولة " الإنسان أغلى ما نملك "
فالإعلام الرسمي أشار بداية إلى "مقتل مواطن فلسطيني من نابلس عند معبر الكرامة" ،والعائلة التي تعرضت لحادثة السير التي أصيب فيها السفير الكويتي " "إصاباتها بسيطة"!! ورئيس الوزراء يطمئن على صحة السفير" الكويتي"، ولا يجد متسع من الوقت للاطمئنان على حالة العائلة "الأردنية" التي فقدت الطفلة غيداء دغش، على الرغم من أنهم جميعا يرقدون في نفس المستشفى الذي يرقد فيه السفير....
أقول إن صحت هذه الأخبار فان هذه القضايا تعيدنا في كل مرة للمربع الأول، وهو الحديث الذي لا يزال صداه لا يغادر الساحة الأردنية عن حاجتنا الماسة لمعالجة واقع الإعلام الرسمي " الهزيل" والمتردد والمنهك بالأخطاء الفادحة، والموجوع بالإخفاقات المتتالية، والذي جعل مفردة "فشلتونا" لا تبرح ألسنتا عند كل قضية تهم المواطن الأردني.
تفاصيل هذه القضايا متشابكة ، لكن في ردة الفعل الشعبية عبر مواقع الإعلام البديل ، تحكي عن سنين طويلة ظلت فيها وسائل الإعلام الرسمية مجرد خزان بشري يصدر المواهب "الجادة والمخلصة" لدور الإعلام العربية تحت شمس المال والشهرة، فيما ارتضى الإعلام الرسمي لنفسه البقاء في الظل غير قادر على الدفاع عن حقوق المواطن الأردني وكرامته، ولا عن تطوير نفسه والارتقاء بمهمة نقل الخبر بصحة ومصداقية عالية ، وأنّى له ذلك وهو يدرك أنه تعيش في ظل "حبل سري" يربطه بالحكومات التي لا تقبل الانتقاد أو تستسيغه، وإن حاول أثارة بعض قضايا الشأن العام بين حين وآخر، فالنقاش الخجول هو العنوان العريض لتلك الإطلالة " الباهته" التي تسجل دائماً في خانة النسيان.
هذه الحقيقة التي ظل يركن لها كل المتابعين لتطورات الأحداث والأخبار، كسرها "الإعلام البديل" ليس بسلاح المال، ولا بلعبة النفوذ، وإنما بخلطة شبابية عصرية ومتقدمة، امتزجت فيها مقادير العزيمة بالفكر والعمل، وروح العزة والكرامة، والعمل الجماعي، والأهم من ذلك كله نبذ الذات، وهو المقدار الذي بدا واضحاً في ردات الفعل المتعاقبة على الإساءات المتكررة لعقل الإنسان الأردني وضميره بطريقة و قدرته على التحليل والاستنباط ، حتى لا تكاد الحكومة تعرف كيف تدير هذه المعركة الجديدة مع وسائل الإعلام البديل.
مواقع التواصل الاجتماعي، و المواقع الإخبارية الالكترونية، جعلت من المستحيل ممكناً، وأحالت الممكن إلى واقع، ولربما يترجم هذا الواقع إلى قصة تحكيها الأجيال إذا ما تمكن الأردن من إدارة دفة الإصلاح والتحول الديمقراطي نحو إقامة الدولة المدنية،و الوصول إلى الحكومات البرلمانية " المنتخبة" على مبادئ الديمقراطية والحرية والعدالة، بعيدا عن التخوين والإساءة أو الهدم والعنف ،فحين ذاك سيكتب «عيال الفيسبوك » ورجال "المواقع الالكترونية" بجدهم وجهدهم ملحمة يحكون فيها المعنى الحقيقي لقهر المستحيل!

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)