TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
منى المريّ: إنجازات بنت الإمارات محلياً تقودها للتميّز عالمياً
19/10/2014 - 7:45pm

طلبة نيوز-

قالت رئيسة مجلس إدارة مؤسسة دبي للمرأة، منى غانم المريّ، إن عناية وتوجيهات القيادة الرشيدة، والرعاية الكبيرة التي تحيط بها المرأة، وحرص الحكومة على أن تكون بنت الإمارات شريكاً مؤثراً في المجتمع، هي جميعها أسس داعمة شكلت نقاط قوة رئيسة تجاوزت بالمرأة في دولتنا مرحلة التمكين إلى مرحلة المشاركة الحقيقية، لتنطلق بكفاءة وجدارة إلى جانب الرجل في مسيرة البناء، تحقيقاً لاستراتيجية الحكومة والرؤية الطموحة لمستقبل الوطن.

وخلال ترؤسها الوفد النسائي الإماراتي المشارك في الدورة الـ10 لمنتدى المرأة العالمي، الذي اختتمت أعماله في مدينة دوفيل الفرنسية، أشارت المرّي إلى الدعم الكبير الذي تلقاه المرأة في دولة الإمارات، من خلال الاهتمام الذي يوليه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وأخوه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وإخوانهما حكام الإمارات، للمرأة على كل الصعد الاجتماعية والمهنية، إيماناً بدورها المؤثر في بناء المستقبل.

وفي حضور لفيف من قيادات الأعمال والمؤسسات العالمية وكبار مسؤولي المنظمات والجمعيات الأهلية المعنية بتمكين المرأة في مناطق مختلفة من العالم، أكدت المريّ أن المرأة الإماراتية قدمت نموذجاً يحتذى في تحمّل المسؤولية في شتى المجالات، وكانت عند حسن الظن بها، فذهبت إلى مستويات بعيدة في مجال التعليم والتحصيل المعرفي، واقتحمت سوق العمل من بوابة القطاعين العام والخاص، وتمكنت من الوصول إلى أرفع المناصب القيادية، وخاضت بنجاح مجال ريادة الأعمال، مستفيدة في جملة تلك الإنجازات من مناخ الاستقرار السياسي والسلم الاجتماعي، والحقوق التي كفلها لها دستور دولتنا الذي ساوى بينها وبين الرجل.

وأوضحت المري أن الإنجازات التي حققتها المرأة الإماراتية، تدلل على أنها نجحت في تقديم مثال مشرّف للمرأة الخليجية، بل العربية على وجه العموم، إذ أثبتت بنت الإمارات جدارتها في التصدي للمهام والمسؤوليات الكبرى وصولاً إلى شغل المناصب الوزارية، والتمثيل البرلماني والدبلوماسي لتكون المرأة بحق سفيراً يوصل للعالم صورة حقيقية لما يشهده مجتمعنا المحلي من تطور، وما يمنحه للمرأة من تقدير واحترام وثقة بقدرتها على العطاء.

التعليم ركيزة التمكين

وخلال مداخلتها أمام منتدى المرأة العالمي في مدينة دوفيل الفرنسية، شدّدت المرّي على قيمة التعليم كركيزة أساسية في مسيرة تمكين المرأة. وقالت إن «الإمارات الفتية وضعت التعليم مبكراً نصب عينيها منذ قيام الاتحاد، انطلاقاً من وعي متنام بقيمة التعليم كمطلب رئيس للتنمية والتقدم، فأرسلت البعثات العلمية للخارج طلباً للعلم والمعرفة، حتى يكون للبناء قاعدة معرفية صلبة يرتكز عليها، ومنصة راسخة للانطلاق بثقة نحو المستقبل».

وبرهنت على المستوى المتقدم الذي وصلت إليه الإمارات في هذا المجال بتقرير صدر أخيراً عن المنتدى الاقتصادي العالمي حول سد الفجوة بين الرجل والمرأة بناء على دراسة شملت 133 دولة، إذ احتلت دولتنا المرتبة الأولى على مستوى دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بتحقيقها معدلات مساواة متميزة بين الجنسين فى جودة التعليم وغيرها من المعايير التي استندت إليها الدراسة الدولية.

وقالت «إننا في العالم العربي نحتاج إلى نموذج يعطي القدوة للمجتمع، وينير طريق العلم، ويسلط الضوء على أهمية التعليم، كمطلب رئيس لازدهار الدول وتقدم الشعوب». وساقت مثالاً بالفتاة الباكستانية ملالا يوسف زاي، الفائزة بجائزة نوبل للسلام 2014، تقديراً لجهودها في مجال الدفاع عن حقوق المرأة، لاسيما حقها في التعليم، في أسمى تقدير عالمي لهذه الفتاة، لشجاعتها وإصرارها على الانتصار لحق أصيل من حقوق المرأة، وهو العلم والمعرفة.

ورداً على سؤال حول الإصلاحات التشريعية وأثرها في تقدم مسيرة المرأة في المنطقة العربية، أشارت المريّ إلى إن التقدم المحرز في مجال تمكين المرأة، على الصعيد التشريعي، في العالم العربي متفاوت، بتباين ظروف كل دولة، ومدى الوعي المنتشر فيها بأهمية دور المرأة في المجتمع، وضربت مثالاً ببعض الدول العربية التي بدأت مبكراً في دعم المرأة، ومنها تونس التي بدأت في إصلاح التشريعات الخاصة بالأسرة في عقد الخمسينات من القرن الماضي، بينما حققت المغرب تقدماً واضحاً في تمكين المرأة خلال العقد الأخير، بما في ذلك مضاعفة حصة المرأة المغربية في التمثيل البرلماني.

الإعلام وريادة الأعمال

ولفتت رئيسة الوفد الإماراتي النسائي إلى منتدى المرأة العالمية إلى أهمية دور الإعلام المجتمعي الجديد في تمكين المرأة، في معرض إجابتها عن سؤال حول مدى إسهام الإعلام في تعظيم مشاركة المرأة بالمجتمع العربي. وقالت إن الإعلام الجديد يشهد في المنطقة نمواً مطرداً توازياً مع ارتفاع مؤشر مستوى نفاذية الاتصالات والإنترنت في الدول العربية، ولكن أيضاً بمستويات متفاوتة، مؤكدة أن الإعلام ــ بشقيه التقليدي والجديد ــ قادر على لعب دور محوري في تمكين المرأة وطرح ومناقشة قضاياها، فضلاً عن دوره في تغيير الصورة النمطية للمرأة العربية.

وفي إجابة عن سؤال وجهته لها مديرة الجلسة حول مكانة المرأة في مجال ريادة الأعمال والخطوات التي اتخذتها الحكومات العربية في هذا الصدد، أكدت المريّ تباين الفرص والتحديات أمام المرأة في هذا المجال ضمن مختلف الأقطار العربية.

ورأت أن المرأة العربية، في ضوء ما أوردته مجموعة من الدراسات الحديثة، تبقى بعيدة في الأغلب الأعم عن الأهداف المرجوة لها في مجال ريادة الأعمال، إذ فسّرت تلك الدراسات التراجع في معدل انخراط المرأة في هذا المجال عربياً لمجموعة من التحديات أبرزها ثقافة المجتمع، وما قد يسودها من مفاهيم قديمة حول قدرة المرأة على الإدارة الناجحة، وافتقار المرأة إلى الثقة والمعرفة اللازمة التي تمكنها من بدء عملها الخاص، وانخفاض فرص التمويل المناسبة.

وتطرّقت إلى تجربة المرأة الإماراتية، واستفادة رائدات الأعمال الإماراتيات من البيئة الاقتصادية الداعمة التي وفرتها الدولة من دعم ومساندة مجتمعية وتشريعية مكنتها من خوض هذا المجال، حتى إن كانت لاتزال في مرحلة مبكرة منه، إلا أن حجم الإنجاز المُحرز يُطمئن لإمكانية الوصول إلى المستوى المأمول خلال فترة وجيزة مع توافر كل المقومات الضرورية.

ونوهت بالدور النشط الذي تطلع به مؤسسة دبي للمرأة في مجال التمكين، إذ تحتشد الأجندة السنوية للمؤسسة بالمنتديات والمؤتمرات وورش العمل التدريبية والحلقات النقاشية، التي يأتي أغلبها بالتعاون مع مؤسسات عربية وعالمية، وكذلك جهات محلية لتغطي طيفاً واسعاً من المجالات المعرفية والمهنية والاحترافية، بما يمنح المشاركات في تلك الفعاليات رصيداً معرفياً يصقل مهاراتهن، ويضعهن على أعتاب مراحل جديدة من التميز في مضامير العمل الميداني المختلفة، وبما يمكن المرأة من الموازنة بين دورها الرئيس كأم معلمة تربي وتؤهل الأجيال المقبلة، ودورها الذي تطمح إليه في بناء وخدمة الوطن.

وكانت الإمارات قد تبوأت المركز الأول إقليمياً، والرابع عالمياً في مؤشر سهولة ممارسة الأعمال، وفق تقرير «الكتاب السنوي للتنافسية» لعام 2012، لتتفوق على الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة وفرنسا، ما يعني أن الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تديرها المرأة تتمتع بقدر كبير من الأمان والتطور، بفضل التسهيلات التي تقدمها الحكومة.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)