TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
معاني أسماء الله الحسنى ومقتضاها
05/03/2021 - 10:00am

(اللطيف)

موقع صيد الفوائد

بسم الله الرحمن الرحيم 

- الدليل:
قال الله تعالى: ﴿ أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾ الملك: ١٤.
وقال تعالى: ﴿ اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ ﴾ الشورى: ١٩.

- المعنى:
اسم الله اللطيف له معنيان:
الأول: اللطيف بمعنى الرفيق، الذي يوصل إلى العبد ما يحب في رفقٍ من حيث لا يعلم، وييسر له أسباب المعيشة من حيث لا يحتسب، فهو الذي يسوق الخير إلى عباده، ويعصمهم من الشر، بطرقٍ خفيةٍ لا يشعرون بها.
الثاني: اللطيف أي: الذي يعلم دقائق الأمور وخفاياها، وما في الضمائر والصدور، فهو الخبير الذي أحاط علمه بالأسرار والبواطن والخبايا والخفايا، ومكنونات الصدور ومغيبات الأمور، وما لَطُفَ ودقَّ من كل شيء.
قال السعدي: "الذي لَطُفَ علمه حتى أدرك الخفايا والخبايا، وما احتوت عليه الصدور، وما في الأراضي من خفايا البذور". (تفسير أسماء الله الحسنى)
يقول الغزالي في شرحه اسم اللطيف جامعاً بين المعنيين: "إنما يستحق هذا الاسم من يعلم دقائق المصالح وغوامضها، وما دقّ منها وما لَطُفَ، ثم يسلك في إيصالها إلى المستحق سبيل الرفق دون العنف، فإذا اجتمع الرفق في الفعل، واللطف في العلم، تمَّ معنى اللطف". (المقصد الأسنى)
ومثله ابن القيم يقول: "واسمه اللطيف يتضمن: علمه بالأشياء الدقيقة، وإيصاله الرحمة بالطرق الخفية". (شفاء العليل)

- مقتضى اسم الله اللطيف وأثره:
إذا عرف المسلم ربه باسمه اللطيف الذي يعلم دقائق الأمور وخفاياها وجب عليه مراقبة أقواله وأفعاله، في سره وعلانيته، لأن الله تعالى يعلم تفاصيل كل ذلك، محيط بها، قال تعالى: ﴿ أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾ الملك: ١٤.
واسم الله اللطيف يقتضي كذلك تعلّق العبد بالله تعالى، فهو اللطيف الرفيق الذي يريد بعباده الخير والتخفيف والتيسير، وهو الذي يوصل إليهم حاجاتهم برفق ورحمة، ومن حيث لا يحتسبون.

معاني أسماء الله الحسنى ومقتضاها
(الخبير)

بسم الله الرحمن الرحيم 

- الدليل:
قال الله تعالى: ﴿ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ ﴾ التحريم: ٣.
وقال تعالى: ﴿ وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ﴾ الأنعام: ١٨.

- المعنى:
الخبير من الخَبَر، وهو العلم بالشيء، والخبير على وزن فعيل، فهو صيغة مبالغة، ومعناه أبلغ من العليم، لأن الخِبرة علم وزيادة، فالله الخبير، أي: الذي يعلم دقائق الأمور ويحيط ببواطن الأشياء وخفاياها، فلا يخفى عليه شيء من الأشياء مهما خَفِي ودقَّ.
قال الغزالي في معنى الخبير: "وهو بمعنى العليم، لكن العليم إذا أضيف إلى الخفايا الباطنة سمي خبرة، وسمي صاحبها خبيراً". (المقصد الأسنى)

- مقتضى اسم الله الخبير وأثره:
مقتضى اسم الله الخبير استشعار إحاطة الله تعالى بالأمور كلها، وأنه لا يقع شيء في الكون إلا بأمره وعلمه، وأنه ما من أمر يقدّره الله تعالى للإنسان ولسائر المخلوقات إلا عن علم وخبرة، قال عزَّ وجلَّ: ﴿ أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾ الملك: ١٤، لذا لا بد أن يكون المسلم مطمئناً بأن كل ما يقع له في هذه الدنيا خيرٌ له وصلاح، لأنه صادر من عليم خبير.
كما يستوجب على المسلم أن يحاسب نفسه ويراقبها، لأن الله خبير بأقواله وأعماله في سره وعلانيته، قال تعالى: ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ الحشر: ١٨.
يقول العلماء في الفرق بين أسماء الله العليم والخبير والشهيد، أنه إذا كان العلم مطلقاً فالله عليم، وأما إذا أُضيف علم الله إلى الأمور الباطنة والمستترة والخفية فالله خبير، وأما إذا أضيف إلى الأمور الظاهرة فهو شهيد.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)